محمد حامد (الشارقة)
انتهى عصر السير أليكس فيرجسون والبروفيسور آرسين فينجر، وغيرهما من المدربين الذين أبدعوا في أجواء من الاستقرار، ليصنعوا التاريخ، ليس على مستوى الفوز بالبطولات فحسب، بل فيما يتعلق بتأسيس مدارس تدريبية، فكراً وتطبيقاً، يمتد تأثيرها للعالم أجمع، وفي الوقت الراهن لا تشهد أندية ودوريات العالم رائحة الاستقرار، على الرغم من كل ما يقال عن أن الكرة الأوروبية تختلف عن غيرها، وتتمتع بمنح الفرصة الكاملة للمدربين.
خدعوك فقالوا: أوروبا مستقرة، فقد أصبح هذا الشعار وتلك الحقيقة جزءاً من تراث الكرة الأوروبية والعالمية، والأرقام تؤكد أن 28 مدرباً، من بين 98 مدرباً، يقودون أندية الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا تمت إطاحتهم فعلياً، منذ بداية الموسم الحالي، واللافت في الأمر أن النتائج السيئة في الخريف هي التي أطاحت غالبيتهم، لتصبح أوروبا ضحية لـ«خريف الغضب».
نسبة العقول التدريبية التي تمت إطاحتها في أوروبا، منذ بداية الموسم الحالي، تقترب من 30%، وهي نسبة مرتفعة بصورة تدعو للقلق في قارة كرة القدم، وقبلتها الحقيقية، كما أن الموسم الماضي وفي نفس التوقيت، لم تتم إقالة أكثر من 20 مدرباً، أي أن النسبة تسير في طريق الارتفاع، وما يثير القلق حول هذه الظاهرة أن من تمت إطاحتهم ليسوا فقط ممن كانوا يتولون تدريب الأندية الصغيرة، بل إن هناك أندية تتمتع طيلة تاريخها بالاستقرار، أصبحت ضحية لموجات وأعاصير التغيير، والغضب الجماهيري، والتوتر الإداري، وعلى رأسها أرسنال وبرشلونة، وغيرهما من الأندية.
فقد رحل إرنستو فالفيردي، على الرغم من أنه تأهل بالبارسا إلى دور الـ16 لدوري الأبطال ويتصدر الليجا، ولم يودع كأس الملك، صحيح أنه لم يكن يحظى بالتقدير الجماهيري، إلا أن إطاحته على الرغم من هذه النتائج، تؤكد أن لعبة تغيير المدربين تجتاح الجميع؛ كباراً وصغاراً، وتقول الإحصائيات إن أندية إيطاليا تخلصت من نصف المدربين قبل بداية الدور الثاني، وهو رقم لم يحدث منذ 2012، وتمت إطاحة 6 مدربين في البريميرليج، وهو ضعف العدد الذي أقيل في الوقت نفسه من الموسم الماضي.