المنامة (الاتحاد) - لا صوت يعلو على «معمعة» ختام الجولة الثالثة بين «الأخضر» و«الأزرق»، في المعسكر السعودي، لأنها سوف تحدد عقب 90 دقيقة «أشغال شاقة» على «البساط الأخضر»، هوية الصاعد إلى الدور نصف النهائي للبطولة، ويحتاج المنتخب السعودي للفوز بهدف، من أجل ضمان التأهل، وأن أي نتيجة أخرى، معناها تأهل الكويت بدلاً منه، وتكتسب مواجهة اليوم مع حامل اللقب أهمية خاصة، لأنها تأتي عقب فوز أعاد الثقة بالنفس أمام اليمن، فضلاً عن رغبة أنصار «الأخضر» في تعويض خسارة لقب «خليجي 20» عندما سقط الفريق أمام «الأزرق» بثلاثية في النهائي. وتعتبر مباريات الفريقين معاً بمثابة «ديربي» قائم بذاته ويصعب التكهن بنتيجته، إلا أن المؤشرات كلها، تؤكد أننا أمام مباراة تستحق المشاهدة لما يسبقها من معطيات وخلفيات، حيث يدخلها المنتخب السعودي، حاملاً عبء المرور بمرحلة إحلال وتجديد الدماء، ويواجه بعدم صبر جماهيري أو إعلامي، ما يجعل من لقاء اليوم اختبار صعب على جميع لاعبيه. وسوف يدخل الهولندي فرانك ريكارد مدرب السعودية لقاء اليوم، من أجل هدف خطف البطاقة الثانية عن المجموعة من «الأزرق» الكويتي، وهو يدرك صعوبة مواجهة فريق متمرس بحجم الكويت حصد اللقب 10 مرات. ويبدو أن المناورات الفنية ورغبة الجهازين الفنيين في تحقيق عنصر المفاجأة يلعبان دوراً مهماً، وعلى الرغم من لجوء المدرب الهولندي لإغلاق التدريبات الأخيرة أمام الإعلام، إلا أن المؤشرات كلها تؤكد أن هناك مناورة فنية يحضرها ريكارد وجهازه المعاون الذي أخضع «الأزرق» الكويتي للتحليل الدقيق خلال مباراتيه، وسوف يلجأ المدرب إلى أسلوب التحفظ الدفاعي، ولن يفتح الملعب، كما أخطأ المرة الأولى أمام العراق فتلقى هدفين. وسيكون التحفظ عنواناً لأداء «الأخضر»، عبر تقارب الخطوط، والسعي للسيطرة على وسط الميدان، ومن ثم استغلال سرعة المولد والشمراني وأحمد عطيف وذكاء القحطاني لخطف هدف يريح الأعصاب. ويشتد الرهان بين الجميع، سواء كانوا جماهير وإعلاماً على ياسر القحطاني قائد خط الهجوم والذي أصر المدرب على ضمه، واستبعاد نايف هزازي من تشكيلة المنتخب «الأخضر»، ووصف ريكارد لاعبه المفضل ياسر القحطاني بالقائد الفذ، معترفاً أنه يتعرض لضغوط هائلة، ورغم ذلك فهو متماسك، ويفضل الصمت والتركيز في الملعب فقط. وصف خالد المعجل المدير الإداري للمنتخب السعودي لكرة القدم لقاء اليوم أمام نظيره الكويتي على بطاقة التأهل للدور الثاني بأنه أشبه بـ«مفترق طرق»، حيث سيحدد أيهما يكمل المسيرة نحو النهائي، ومن يودع البطولة، وقال «أتمنى أن نواصل المشوار للمنافسة على اللقب حتى يكون بداية جديدة لـ «الأخضر، ودافع قوي لتلتف حوله الجماهير للنجاح في الهدف الأسمى وهو التأهل لأمم آسيا والمنافسة على لقبها». وعن أحوال المنتخب السعودي بعد أزمة «شارة الكابتن»، والاستعدادات للقاء المرتقب مساء اليوم، قال «كل الأمور كانت طبيعية، فالفوز على اليمن أعاد جزءً من الثقة، كما أعاد الفريق الى سكة الانتصارات، صحيح أن الأداء في مجملة لم يرض عنه الجهاز الفني، لأننا نعلم أن اللاعبين لديهم الكثير ليقدموه لـ «الأخضر»، إلا أننا واثقون من قدرتنا على عبور اختبار الأزرق الكويتي صاحب الخبرة الكبيرة في التعامل مع تلك البطولة». وعن فكرة الثأر من هزيمة المنتخب أمام الكويت في نهائي «خليجي 20» باليمن، قال «نحن لا نفكر في اللقاء، من هذا المنطق، فلكل بطولة ظروفها، ونحن الآن لدينا هدف، وهو العبور للدور الثاني، ومواجهة «الأزرق» سوف تكون مجرد مباراة بين فريقين يتنافسان بقوة على بطاقة تأهل لقبل النهائي، ونحن نقدر قوة وخطورة فريق الكويت». وأشاد المعجل بالأجواء التي تعيشها البعثة السعودية في البطولة خلال الأيام الأخيرة، وقال «هناك التزام وانضباط من اللاعبين، وجميعهم يقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويشعرون بها جيدا، وهم مصممون على ترك انطباع جيد لدى الجماهير، والسعي لتغيير الصورة». ولفت إلى أن المنتخب السعودي يمر بمرحلة إحلال وتجديد، وهو ما يتطلب ضرورة تظافر الجهود لدعمه ولمساندته، ووجه المعجل الشكر لوسائل الإعلام التي عملت على دعم «الأخضر»، ومساندته في البطولة، بغض النظر عن البعض منها الذي بحث عن الإثارة خاصة في قضية «شارة الكابتن». وقال «أزمة شارة الكابتن انتهت تماماً، وكانت بمثابة أمر عابر، لولا الإعلام الذي ركز الأضواء عليها، نحن الآن لا ننظر خلفنا، ولكن نتطلع إلى الأمام فقط، ونتمنى أن نوفق في تحقيق طموحات الجماهير». وأشاد المعجل بالدعم والمساندة اللا محدودة من مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتواجد أحمد عيد رئيس الاتحاد بشكل متواصل مع اللاعبين، للقيام بدوره في رفع المعنويات، وتقديم الدعم النفسي المطلوب في مثل هذه الظروف.