احتفى المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مؤخراً بأديبات مبدعات إماراتيات في أمسية ثقافية خاصة ونظم يوماً أدبياً مفتوحاً بعنوان “أوراق نسائية”. وأقيمت الفعالية الأربعاء الماضي في مسرح المجلس بحضور صالحة غابش المستشار الثقافي للمجلس ومديرة المكتب الثقافي وعدد كبير من عضوات رابطة أديبات الإمارات وإعلاميين وجمهور نسائي لافت. وتضمن اليوم المفتوح عرضاً لتجارب إبداعية أدبية وقراءات شعرية وقصصية لعدد من المبدعات المعروفات في الساحة الأدبية الإماراتية مثل فاطمة محمد بوصفها من الكاتبات الجريئات اللواتي اقتحمن مسالك لم تكن معهودة في كتابة القصة الإماراتية، وموزة الشحي الأديبة والشاعرة، والشاعرة سميحة المصري الشاعرة، والتشكيلية هدى سيف الظهوري التي توائم بين التصوير والنص والموسيقى، وشمسة السويدي التي قدمت نصاً تحت عنوان “نخلة العجوز” الذي عرض خلال الأمسية مصوراً على شريط سينمائي من إخراج إيمان السويدي شاركت به في مهرجان الخليج السينمائي وحظي بتقدير أكاديمية نيويورك لصناعة الأفلام. وتوزعت فعاليات اليوم الثقافي المفتوح على قسمين أدارت الأول الكاتبة لؤلؤة المنصوري، وقدمت الثاني القاصة صالحة عبيد حسن، اللتان عرفتا بالمشاركات واستعرضتا سيرهن الذاتية ونتاجهما الأدبي. وقد تضمنت الفعاليات إعلان الكاتبة صالحة غابش برفقة فاطمة محمد عن نتائج جائزة مسابقة “أبدعي” للعام 2012 المخصصة للكاتبة الإماراتية في فروع القصيدة الفصيحة والقصة القصيرة والقصيدة النبطية وأسفرت عن فوز كل من: ميمونة سالم وفاطمة المعمري ونعيمة الوتري وصالحة عبيد، كما أعلن عن شروط هذه المسابقة للعام المقبل 2013. واشتمل اليوم أيضاً على حفل توقيع مجموعة من الإصدارات الأدبية لعضوات رابطة الأديبات بعنوان “قائمة” الذي تم تأليفه خلال أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين عام 2011 وهو من منشورات المكتب الثقافي وتم إهداؤه الى حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الرئيسة الفخرية لرابطة أديبات الإمارات تقديراً وعرفاناً لدورها في دعم المرأة المبدعة في الإمارات. وجاء الكتاب ليشكل ذاكرة من نوع مختلف لما تهجس به المرأة المبدعة من شجن، له في ذاكرة كل واحدة من المبدعات طعم ولون ورائحة لها مذاق كأنه بين التذكر والشغف وربما بحميمية تسجل من خلالها المرأة صدى ترددها في المسافة الفاصلة بين الحب والحلم وبين الخيال المجنح واليقين حيث التجربة الموشاة بعطر يغلف الكلمات ويرصد إيقاع الحياة في فكر المرأة. الكتاب من تأليف سبع مبدعات إماراتيات هن بحسب ترتيبهن في المؤلف: صالحة غابش التي قدمت قصة عنوانها “المقبلات “مفاتيح النفس والحب” وشيخة المطيري “المشروبات الباردة.. ممر دافئ لذاكرة باردة”، و”مقادير ومعادلة الحياة باقتدار” لفاطمة محمد الهديدي، و”من بوابة التراث الغذائية”و “خبز الرقاق حبر الحياة” لشيخة الجابري، و”الحلويات ذاكرة الروح “لبشرى عبدالله بن علي، و”فنجان القهوة” “الغياب في تدرجات الفنجان” لأسماء الزرعوني و”العطور، رسائل الرائحة” لصالحة عبيد حسن. كما وقع كتاب “همسات ذاتية” للتشكيلية هدى الظهوري وصدر عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع و”صدى الغربة” وهو مجموعة قصصية لشمسة سالم السويدي وصدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة و”رعشة قلب” مجموعة شعرية لموزة الشحي وصدر عن وزارة الثقافة. ومن أجواء ما قرأته فاطمة محمد “رسالة نصية” التي سردت فيها تفاصيل عن تداعيات ومشكلات وسائل التواصل العصرية، وأثرها السلبي وأحياناً القاتل في الناس كاستخدام الهاتف المتحرك ومنها: (ما زلت أعيد اللقطات المرة تلو المرة، فأدرك أن أولادي لا يكبرون، وأن حدث فيتولى تفاصيله وتحولاته الغياب. يتراكم السؤال فوق بعضه متفرعاً .. كيف يمكنني تعويضهم في يوم بيوم في نهاية الأسبوع؟ كيف يتسنى لي تربيتهم وتوجيه مذاهبهم وتهذيب روحي بينهم، بينما فلسفة التأجيل تشمل كل شيء، فلا تستثني حتى لحظات المرض، فزيارة الطبيب على قائمة الانتظار لنهاية الأسبوع). وعرضت هدى الظهوري شرائح مصورة تنحت في ذاكرة الوطن والذات، ركزت على تفاصيل إنسانية ومعمارية لكثير من العلامات والأماكن، ودمجت ذلك بنص مؤثث بملمح صوفي مطرز بثنائية الروح والجسد والأرض الحانية التي تنبثق منها ثنائية الموت والحياة . وقرأت موزة الشحي قصيدة وجدانية تحت عنوان “كم أهواك” من ديوانها “رعشة قلب” كما قرأت نصوصاً تدور عن عالم الطفولة.