حطت في مطار دوموديدوفو في موسكو أمس طائرة تقل الجواسيس الروس المطرودين من الولايات المتحدة، فيما حطت في مطار عسكري بريطاني طائرة تقل 4 جواسيس أفرجت عنهم موسكو في أكبر عملية لتبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الباردة . وكانت الطائرتان الروسية والأميركية قد توقفتا جنبا إلى جنب على المدرج في مطار فيينا لنحو ساعة ونصف الساعة، بينما كانت سيارات تتحرك ذهابا وإيابا بينهما. وبعد ذلك أقلعت الطائرة الروسية وأعقبتها الطائرة الأميركية. وفرض المسؤولون في فيينا التي كانت ذات يوم مركزا للتآمر إبان الحرب الباردة تعتيما إعلاميا صارما من البداية إلى النهاية. لكن وكالات أنباء روسية نسبت إلى مسؤول أمني روسي غير محدد الهوية تأكيده أن العملاء الذين اعتقلوا في الولايات المتحدة غادروا فيينا على متن طائرة متجهة إلى روسيا. وقالت وزارة العدل الأميركية بعد قليل من مغادرة الطائرتين إن تبادل العملاء العشرة الذين أفرجت عنهم واشنطن وأربعة أفرجت عنهم موسكو تم بنجاح واتفقت موسكو وواشنطن في وقت سابق على تبادل عشرة عملاء روس اعتقلوا في الولايات المتحدة مقابل أربعة روس سجنوا في روسيا بتهمة التجسس لحساب الغرب. وجاءت النهاية المثيرة لفضيحة التجسس التي هزت الولايات المتحدة بعد أن توسط جواسيس مخضرمين في الاتفاق بناء على تعليمات من رئيسي البلدين الحريصين على عدم إفساد سلسلة من النجاحات الدبلوماسية المهمة في العلاقات الروسية الأميركية. وفي الخطوة الأولى من عملية تبادل الجواسيس التي خطط لها بعناية أقر عشرة عملاء روس بالذنب أمس بالتهم الموجهة ضدهم في محكمة بنيويورك وجرى ترحيلهم على الفور. وفي حوالي منتصف الليل بالتوقيت المحلي وقع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على مرسوم بالعفو عن أربعة روس كانوا يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة في بلادهم بتهمة التجسس لحساب الغرب. وقال شاهد من رويترز إن بعض أولئك المتهمين في الولايات المتحدة صعدوا على متن طائرة في نيويورك ليل الخميس وهبطت الطائرة نفسها التابعة لشركة فيجين للخطوط الجوية في فيينا أمس الجمعة. وبينما كانت الطائرتان تقفان في ضوء الشمس الساطع، شوهد بعض الأشخاص وهم يصعدون على متن الطائرة التابعة لوزارة الطوارئ الروسية في المطار، فيما صعد آخرون على متن طائرة شركة فيجين للخطوط الجوية. وغادرت الطائرة الروسية وأعقبها بعد عشر دقائق الطائرة الأميركية. ووصلت الطائرة التي تقل العملاء الروس إلى مطار في العاصمة الروسية موسكو. وتفجرت فضيحة التجسس في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الأميركية الروسية، وذلك بعد أيام فقط من اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ميدفيديف في قمة ودية بواشنطن الشهر الماضي. وأعلنت القاضية كيمبا وود أمس الأول الخميس في المحكمة الفدرالية بنيويورك التي مثل أمامها الجواسيس العشرة الذين عملوا لسنوات للاستخبارات الخارجية الروسية أنه تقرر “طردهم على الفور من الولايات المتحدة”، بعد أن أقروا بذنبهم. وأضافت “لقد وافقوا على أنهم لن يحاولوا العودة أبدا” إلى الولايات المتحدة. وبين هؤلاء آن شابمان التي أثارت صورها الخاصة وتفاصيل حياتها الجنسية وسائل الإعلام. من جهة أخرى، وقع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مرسوم عفو عن ايجور سوتياجين والكسندر زابوروجسكي وغينادي فاسيلينكو وسيرغي سكريبال، الذين أدين ثلاثة منهم بالعمل لصالح بلدان غربية. وكان الأربعة وجهوا طلب عفو إلى الرئيس الروسي. وهذا أول تبادل جواسيس منذ نهاية الحرب البادرة في 1989-1990 وكانت عمليات تبادل الجواسيس دارجة أيام الحرب الباردة خصوصا على جسر جلينيكي الذي يربط برلين الغربية بألمانيا الشرقية. غالبية الروس: واشنطن افتعلت فضيحة التجسس موسكو (رويترز) - أفاد استطلاع للرأي بأن غالبية الروس يعتقدون أن وكالات المخابرات الأميركية افتعلت فضيحة التجسس لصالح روسيا للاضرار بالعلاقات التي تشهد تحسنا بين العدوتين السابقتين أيام الحرب الباردة. وفي تذكير للشكوك الغائرة التي لاتزال موجودة بعد أكثر من 20 عاما على انتهاء الحرب الباردة، قال 53 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي الروسي إنهم يعتقدون أن الاعتقالات مدبرة من الأجهزة السرية الأميركية. وأضاف مركز ليفادا في روسيا والذي أجرى الاستطلاع أن المشاركين رأوا أن الاعتقالات «استفزاز من قبل الأجهزة الأميركية الخاصة بهدف تقويض العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.» وقال عشر المشاركين فقط إن الولايات المتحدة اعتقلت جواسيس بالفعل يعملون لصالح روسيا بينما قالت نسبة 37 في المئة إنهم يرون أن الإجابة عن هذا السؤال صعبة. وأجري الاستطلاع بين الثاني والخامس من يوليو وشارك فيه 1600 روسي في 130 مدينة. واعترفت روسيا بأن كلهم روس. وأفاد الاستطلاع بأن 12 في المئة من الروس يرون أن شبح حرب باردة جديدة يلوح في الافق، بينما قال 58 في المئة إن العلاقات ستبقى دافئة