الشواء في الحدائق العامة يشوّه مظهر المدينة
رغم ما تمر به الدولة من تقلبات جوية في حالة الطقس ما بين غائم إلى انخفاض طفيف في درجة الحرارة، إلا أن الكثير من عشاق زيارة الحدائق العامة في أبوظبي يرتحلون إلى هذا المكان لقضاء أمتع الأوقات والشعور بالهدوء والصفاء والراحة على البساط الأخضر، وعلى الرغم مما تقوم به بلدية أبوظبي من جهود جبارة من أجل المحافظة على منظر الحديقة العام ونظافتها، إلا أن الكثير من مرتادي تلك الحدائق لا يولون أي اهتمام للتعليمات المكتوبة على اللوحات الإرشادية في الحدائق التي تنص في مجملها على عدم القيام بالشواء والمحافظة على نظافة المكان حتى لا يشوه ذلك منظر المدينة.
بهذا الصدد سجلت بلدية مدينة أبوظبي في الأماكن غير المخصصة لها، وذلك خلال العام 2011، وذلك بموجب نظام رقم (4) لسنة 1975 وبعض إحكام المادة (1) من نظام النظافة العامة، لتصل قيمة المخالفة إلى 500 درهم في حالة الشواء في غير الأماكن المخصصة لهذا الغرض، لما يسبب ذلك من خطورة وأضرار كثيرة من حيث نشوب حرائق جراء مخلفات نار لشواء التي تكون عرضة للرياح، مما يعرض الأرواح والممتلكات للخطر. كما تتضمن هذه المخالفات ترك فضلات ومخلفات الشواء، مما تترتب عليه آثار صحية سيئة، تتمثل في تكاثر الذباب والحشرات وغيرها، من أنواع الآفات وكذلك تتسبب في تشويه المظهر العام، كما يتسبب الشواء في انبعاث الروائح التي تزعج مرتادي الحدائق الذين قدموا من أجل الاستمتاع بالأجواء الصحية.
يعكر مزاجي
عن هذه السلوكيات المرفوضة يعلق عبد العظيم قاسم وهو من مرتادي الحدائق العامة ويقول:” في إجازة نهاية الأسبوع كثيرا ما تكون الحديقة هي المكان المفضل لقضاء أمتع الأوقات مع العائلة. لكن أكثر ما يعكر مزاجي هو سلوك البعض من زائري الحدائق حين يقومون بحفلات الشواء التي تتصاعد منها الأدخنة المضرة بالتنفس. مشيراً إلى أن “ الجميع يلاحظ هذا السلوك غير الحضاري حيث إن أغلبية العائلات تقوم بهذا التصرف غير مبالية بمن حولها، متناسية الجهود التي تبذلها البلدية للمحافظة على جمال المكان ومرافقه، بعضهم حين ينتهي من الجلوس في الحديقة ويهم بالرجوع إلى المنزل، يرمي بالقاذورات في المكان الذي كان يجلس فيه دون أي تفكير بأن هناك حاويات جمع النفايات قريبة ، مما يؤدي إلى تشوه المظهر العام لهذه الأماكن التي وضعت له ولغيره للترفيه عنه وعن غيره.
من جانبه، يؤكد المواطن حمد ناصر(رب أسرة) أثناء زيارته للحديقة يوم الجمعة:”على الرغم من وجود أماكن مخصصة للشواء، إلا أن الغالبية العظمى تشوي على “ الحشيش” الأخضر أو أماكن المشي، وهذا بحد ذاته يشوه المكان “. مضيفا “أستغرب من مرتاد هذه الحدائق لماذا لا يهتم بنظافة المكان بعد الانتهاء من الشواء، ألا يعلم أن من يخالف تلك التعليمات التي وضعتها البلدية من خلال اللوحات الإرشادية التي تزين كل حديقة بأبوظبي عليه أن يدفع قيمة المخالفة(500درهم)، لكن لا حياة لمن تنادي فمعظم مرتادي تلك الحدائق لا يأبهون بالمخالفة وقيمتها، المهم في نهاية المطاف التمتع بحفلة الشواء التي تكون على حساب مرافق الحديقة.
حفلات شواء
هذه الحدائق المخصصة للتنزه تحولت إلى فناء للقيام بأعمال الشواء وترك النفايات لتتحول الحديقة إلى صورة بشعة بسبب رمي القمامة. عن ذلك تقول أمل حسين ( موظفة) وهي بصحبة أطفالها في الحديقة:” الوضع أصبح لا يطاق في كل الحدائق الجميع يقوم بالشوي، هذا فضلاً عن الدخان المنبعث من عملية الشواء والذي يقتل كل ما هو أخضر، يقتل ما تم تكلفته الكثير حتى ينمو، ولكن لا أحد يهتم .
تؤكد أمل :”هذه الصور نراها يومياً وقد تزداد يومي الخميس والجمعة من نهاية الأسبوع ويقوم بها الكثيرون في محاولة لتغيير نمط الحياة والخروج من الملل، ولكن ألا يمكن فعل ذلك دون تشويه هذه الحدائق ودون قتل النبات، ألا نستطيع أن نستمتع ونترك المكان جميلاً ونظيفاً، هل سنتعب إذا حرصنا على عدم ترك المخلفات التي نتجت عن قضائنا وقتاً جميلاً وسط الروائح الزكية المنبعثة من الزهور التي تزين كل جنبات الحديقة!”.
المصدر: أبوظبي