حسن الورفلي (القاهرة، بنغازي)

نجحت قوات الجيش الليبي في تطوير العمليات الهجومية التعبوية على كافة محاور القتال في طرابلس، والسيطرة على مناطق جديدة ومطاردة الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج. وبسط الجيش سيطرته الكاملة على منطقة الزطارنة وتقدم نحو مواقع جديدة، ونفذ عمليات نوعية في محور عين زارة تمكن خلالها من تدمير مخزن ذخيرة للمليشيات المسلحة واستهداف عدد من العربات المسلحة.
وواصل سلاح الجو الليبي استهداف عدد من تمركزات الإرهابيين في مناطق بضواحي طرابلس منها العزيزية، ما أدى لقطع خط إمدادات لميليشيات ومرتزقة تشاديين يقودهم قائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق أسامة جويلي. وفي محور وادي الربيع، تمكنت القوات الجوية من تدمير رتل مسلح مكون من سبع سيارات، وإحباط محاولة تقدم الميليشيات المسلحة في المنطقة واندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة مثلث القيو. بينما تتواصل معاناة سكان طرابلس بسبب النهج المتعمد الذي تتبعه الميليشيات المسلحة بقطع الكهرباء والمياه والوقود.
وأكد الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي، سحب ميليشيات مسلحة من مصراتة الموالية لحكومة الوفاق لأسلحتها من محاور القتال جنوب طرابلس متجهة بها إلى مصراتة. وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة في بيان: إن ميليشيات مصراتة المسلحة سحبت أسلحتها المخزنة بمدرسة السواني الثانوية متجهة إلى الكريمية، مشيراً إلى أن عدداً من مجموعاتها المسلحة غادرت إلى خارج المحاور في اتجاه طريق العودة إلى مصراتة بعد وصول أنباء على وجود نيّة هجوم كاسح للقوات المسلحة الليبية.
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن مرحلة الحسم التعبوية والاستراتيجية للقوات المسلحة الليبية أظهرت كفاءة وقدرة عالية لقواتنا على كل المستويات من القيادة الاستراتيجية والتكتيكية وعلى مستوى الانضباط التنفيذي للخطط العسكرية على الأرض. وأشار إلى أن الساعات المقبلة تحمل المزيد من بشائر النصر على المليشيات الإرهابية والعصابات الإجرامية.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الاتحاد» إن بيان الدول الست (الإمارات العربية المتحدة ومصر وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأميركا) تضمن رسائل إلى الأطراف المتداخلة في الشأن الليبي بضرورة وقف دعمها للميليشيات المسلحة، وذلك بضرورة العودة بشكل سريع إلى العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوضحت أن البيان يهدف لتهدئة الأوضاع في طرابلس، مشيرة إلى أن الدعوة هي للتأكيد على دعم الحل السياسي في ليبيا واعتباره التحرك الأنجع لنزع فتيل الأزمة. وأشارت المصادر إلى أن الدول الست متمسكة بضرورة القضاء على الجماعات الإرهابية التي تتمركز في طرابلس، مؤكدة أن البيان يحمل إشارات واضحة إلى حكومة الوفاق بضرورة فك الارتباط بالإرهابيين والمسلحين في طرابلس. وأوضحت أن الدول الست تدعم جهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لإحياء العملية السياسية، وذلك لإرساء الاستقرار داخل طرابلس والقضاء على مظاهر الفوضى الأمنية، موضحة أن البيان يؤكد على وحدة الموقف الدولي للأطراف المعنية باستقرار ليبيا بعكس ما رددت بعض الأصوات الدولية حول انقسام الموقف.