شادي صلاح الدين (لندن)

تصاعدت وتيرة الحرب المعلنة بين شركات الطيران الأميركية والخطوط الجوية القطرية، حيث انتقل النزاع إلى مستوى جديد وصل إلى مجلس النواب الأميركي، والإعداد لقانون يستهدف بالأساس الخطوط القطرية والحد من اختراقها للسوق الأميركي.
وذكر موقع «رول كول» الأميركي أن مشروع قانون مجلس النواب الذي يقيد وصول شركات الطيران الأجنبية إلى الولايات المتحدة بناءً على ظروف العمل المتدنية لعمالها يعتبر أحدث جولة في معركة طويلة وناجحة في الغالب بين شركات الطيران الأميركية ونقابات الطيران لإبعاد المنافسة الأجنبية وخاصة القطرية عن السوق الأميركي.
وأوضح الموقع أن رئيس لجنة النقل والبنية التحتية بمجلس النواب، بيتر دي فازيو، انضم إلى قادة اللجان الآخرين، بمن فيهم الجمهوريون، في رعاية مشروع القانون الذي تم تقديمه الأسبوع الماضي والهدف منه منع شركات الطيران التي تعمل كوكيل لشركة أخرى تقف خلف الستار من تقويض معايير العمل.
ولطالما كانت قائمة طويلة من مجموعات العمال التي تدعم مشروع القانون تقوم بحملات لسنوات لمنع شركات الطيران مثل الخطوط الجوية النرويجية الدولية والحد من تغلغل الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة.
ويتركز غضب وتحفظ المجموعة الآن على شركة «إير إيطاليا»، وهي شركة طيران إيطالية صغيرة مملوكة بنسبة 49 في المائة لشركة الخطوط الجوية القطرية.
وقال بيتر دي فازيو في بيان أمس، «يمكن لشركات الطيران الأجنبية أن تعمل وتتغلغل عن طريق شركات صغيرة لاستغلال قوانين العمل الضعيفة في بلدان أخرى من أجل توفير الأموال وتقليص المنافسة، وفي جميع أنحاء العالم، هناك محاولات لشركات طيران أجنبية لتقويض معايير العمل المهمة للمضي قدماً».
وقال عضو الحزب الجمهوري عن ولاية إلينوي رودني ديفيس «يتعين على شركات الطيران الأجنبية أن تطبق القواعد أو ينبغي ألا يُسمح لها بالعمل داخل الولايات المتحدة، التجاهل عندما يتجنبون اللوائح أو معايير العمل في بلدهم الأم يضع العمال والشركات الأميركية في وضع غير مؤات».
وأيدت أكثر من 10 اتحادات طيران أميركية مشروع القانون، لكن جمعية تجارية تمثل كبرى شركات الطيران قالت: إنها لن تتخذ أي موقف. وقالت شركات الطيران الكبرى في الولايات المتحدة: إنها تعارض تصاريح جديدة لوكلاء يشغلون ما يسمونه بالطرق التي تدعمها الإعانات. وقال المديرون التنفيذيون لشركة يونايتد إيرلاينز ، وأميركان إيرلاينز ، ودلتا في مقال لهم في 12 يوليو في مجلة «يو إس إيه توداي»: إن شركات الطيران المملوكة للدولة مثل الخطوط الجوية القطرية تشكل تهديداً لأعمالها.
وفي يناير 2018 ، وافقت قطر مع وزارة الخارجية الأميركية على تعزيز شفافية علاقة الحكومة مع شركة الطيران. واتهمت شركات الطيران الأميركية بأن الشركة القطرية تريد دفع الرحلات عبر أسواق الاتحاد الأوروبي وإلى الولايات المتحدة، وذلك باستخدام الإعانات الحكومية للسيطرة على حركة المرور عبر المحيط الأطلسي وطرد شركات النقل الأميركية.
لكن تحالف «السماوات المفتوحة»، الذي يتكون إلى حد كبير من شركات الشحن الأميركية فضلاً عن شركة «جت بلو إيروايز»، يعارض مشروع قانون دي فازيو. وأعربوا عن قلقهم من أن حرمان شركة «إير إيطاليا» أو أي شركة طيران أوروبية أخرى منخفضة التكلفة من شأنه أن يدعو إلى الانتقام من شركات النقل الأميركية التي تسعى إلى الذهاب إلى أوروبا.