شخصيات لامعة في «المجتمع الروبوتي» لعام 2009
لم تعد هوليوود وحدها التي تستأثر عند نهاية كل عام بأسماء مشاهيرها من نجوم السينما الذين شغلوا العالم بأعمالهم وإنجازاتهم، بل أصبح لـ”مجتمع الروبوتات” أيضاً نجومه الساطعة التي أبهرت المحللين والناس العاديين واستأثرت باهتمام كبير من وسائل الإعلام. ومع هذا التطور السريع والاستثنائي الذي عرفته صناعة الروبوتات في عام 2009، أصبح الخبراء يتفقون على أن تكنولوجيا الروبوتات سوف تكون بطلة قصة التطور في المستقبل من دون منازع
ستنافس لأول مرة تكنولوجيا المعلومات من حيث دورها في صياغة أسس وطرائق الحياة البشرية في المستقبل. وستترك هذه الصناعة بصماتها وتأثيراتها القوية على عالم التجارة والاقتصاد وأساليب أداء الأعمال. فالمستقبل سيكون بلا شك للروبوتات والآلات الذكية التي يمكنها أن تتعلم من ذاتها، وأن تؤدي وظائف متنوعة بمرونة فائقة.
منشأ المجتمع الروبوتي
بالرغم من أن اليابانيين يقودون السباق التطوري لعلم الروبوتات، إلا أن التايوانيين والكوريين أصبحوا أندادهم الحقيقيين في هذا الاختصاص. وخلال السنوات القليلة الماضية، عمدت الشركات التايوانية الخاصة التي تتلقى دعماً كبيراً من الحكومة، إلى إقامة العديد من التحالفات، ووقعت عدداً من الاتفاقيات في مجال البحث والتطوير مع العديد من المعاهد والمؤسسات العلمية والتكنولوجية الحكومية والخاصة لابتداع روبوتات متخصصة بأداء الخدمات العامة المساعدة للأفراد والعائلات مثل الروبوتات المتخصصة بشؤون التنظيف المنزلي، والتثقيف والتعليم، والرعاية الطبية، وحتى التطبيقات الصناعية. وكانت مدينة تايبه عاصمة تايوان نظمت معرضها الدولي السنوي للروبوتات الذي تشرف على تنظيمه الرابطة التايوانية للروبوتات RAT بالاشتراك مع إدارة التكنولوجيا الصناعية ومكتب الإدارة التكنولوجية خلال شهر أغسطس الماضي. وجمع هذا الحدث المهم أحدث الشخصيات الروبوتية الآتية من كافة الدول المهتمة بهذه الصناعة.
وتعدّ شركة تويوتا اليابانية واحدة من الشركات المنافسة القوية على المستوى العالمي في صناعة الروبوتات. وهي التي قدمت الزلاجة الذكية “وينجليت” Winglet وهي عبارة عن روبوت مساعد لتنقل الموظفين داخل الإدارات العامة والمعارض. وكذلك شركة “آي روبوت” iRobot الأميركية التي قدمت في معرض تايوان أول ممرضة روبوتية تهدف إلى مساعدة المقعدين والمعاقين وتخفيض تكاليف الرعاية الصحية.
الطبّاخ الياباني
بما أن اليابانيين قرروا تكليف الروبوتات بكل أنواع النشاطات اليومية بما فيها تلك التي تتعلق بتسيير الشؤون المنزلية، فلقد عمدوا إلى ابتكار “الروبوت الطبّاخ “أوكونومياكي” Okonomiyaki المبرمج بحيث يقوم بتحضير أشهر الوصفات من الأطعمة اليابانية الشهيرة بما فيها عشرات الأنواع من أكلة “السوشي”. ويبدو من العجيب للمراقب الذي يتابع نشاطات “أوكونومياكي” الإبداعية، أن يراه وهو يتعرّف بواسطة الكاميرا المزروعة في مقدمة رأسه، على المواد التي تصنع منها الطبخات ويقوم باختيار المقادير المناسبة منها ومعالجتها بالغسيل والقلي والسلق والخلط وإضافة التوابل المناسبة حتى تصبح الأكلة جاهزة للتقديم على الطاولة. وكان “أوكونومياكي” ظهر للمرة الأولى في 25 نوفمبر من العام الجاري ضمن فعاليات المعرض الدولي للروبوتات الذي نظم في طوكيو.
صديق الطلاب
في شهر يناير من عام 2009، عمدت شركة بريطانية متخصصة بتصميم الروبوتات والآلات الذكية إلى توقيع صفقة مع إدارات المئات من المدارس الثانوية تقضي ببيعها أحدث نسخة من الروبوت الصديق للطلاب “ميك آر سي” Mech RC والذي يجعل من تعليم مادة الرياضيات مهمة سهلة وممتعة بدلاً من كونها مادة جافة ومملّة. وبدأت الشركة الإنجليزية بتوزيع جهازها على المدارس مع بداية شهر سبتمبر الماضي بحيث يباع الروبوت الواحد بمبلغ 400 جنيه استرليني (640 دولاراً أو 2350 درهماً).
ويمكن للطلاب برمجة الروبوت الجديد بحيث يقوم بحركات مسلّية أو مضحكة أثناء إلقاء الدروس كما يمكنه أن يقدم للطلاب دروساً في فنون الألعاب الرياضية مثل كرة القدم. وهذا الروبوت التربوي الجديد هو من بنات أفكار مخترع يدعى “كابلام” يعمل بالتعاون مع طلاب متخصصين في جامعة “ريدينج” الإنجليزية. وقالت مصادر الشركة التي تصنع الروبوت بأن جهازها سوف يشهد عملية تطوير شاملة في عام 2010 بعد النجاح الكبير الذي حققته نسخته الاختبارية، وأيضاً بسبب الإقبال الكبير الذي تلقاه فكرة نشر استخدام الروبوتات كوسائل تربوية وتعليمية في المدارس.
مرونة فائقة
يوصف هذا الروبوت الذكي الذي ظهر لأول مرة في معرض طوكيو للروبوتات في شهر نوفمبر الماضي تحت اسم “نيكست إيج” Next age، بأنه يمثل اختراع العصر المقبل بسبب مرونته الفائقة في أداء وظائف معقدة مثل فرز القطع والعلب والأدوات المختلطة ببعضها بعد أن يتعرّف على الخصائص الهندسية لكل منها. وهذا يمثل بحدّ ذاته مستوى عالٍيا جداً من الذكاء. ويرى خبراء أن “نيكست إيج” يمهّد الطريق لابتداع روبوتات مدمجة ذات وظائف متنوّعة تحاكي بعض قدرات البشر على تنويع المهام والوظائف التي يمكنهم أداؤها.
ولم يكن الهدف من ابتداع هذا الروبوت الجديد ينحصر في مجرد استعراض القدرة على الابتكار التكنولوجي، بل إن من المنتظر أن تتكفل أعداد كبيرة منه بأعمال التصنيف ذات الصفة المتكررة في المطابع ومصانع السيارات والآلات والألبسة. ويمكن لفريق متكامل من هذا الروبوت أن يغني عن مئات الموظفين في المؤسسات الإنتاجية.
مهمات متنوعة
أثار الروبوت “آرتشي” ضجّة إعلامية مساء الاثنين 29 يونيو الماضي عندما عرضته جامعة فيينا أمام حشد من الصحفيين باعتباره روبوتاً بشرياً يتصف بمستوى عالٍ جداً من الذكاء ويمكن اعتباره الروبوت البشري الأكثر ذكاء على الإطلاق، بل يمكن أن يتحدى أيضاً الروبوت الياباني متعدد الاختصاصات “كوبيان” الذي كشف النقاب عنه في طوكيو يوم 23 يونيو الماضي.
ويأتي “آرتشي” ثمرة مشروع لجامعة فيينا للتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة مانيتوبا الكندية يرمي لبناء روبوت عملي يمكن الترويج له وبيعه في الأسواق على نطاق واسع. وتم تصميمه بحيث يتمكن من إنجاز مجموعة متنوعة من المهمات اليومية التي اعتاد البشر على القيام بها كتنظيف البيوت والاشتراك في المباريات الرياضية والعمل كدليل سياحي أو كحارس للمنشآت العامة وخاصة البنوك. ويأمل مصممو الروبوت “آرتشي” أن يتمكنوا من إطلاقه في الأسواق على المستوى التجاري في أقرب وقت ممكن وبسعر تقريبي يبلغ 15 ألف دولار (55 ألف درهم) أو ما يساوي سعر سيارة من الفئة المتوسطة.
ونظراً لحرص خبراء جامعة فيينا على عدم تسريب معلومات كافية عن الخصائص التقنية لـ”آرتشي”، فإن ما يتضح منها من خلال طريقة عرضه واختباره أمام الصحافة، أن حجمه يقترب من حجم إنسان عادي، وهو مثقل بالأجهزة والأدوات وأسلاك التوصيل التي تعبّر عن مدى التعقيدات التي تتصف بها أنظمته وتقنياته بشكل عام. و”آتشي” مجهز بكاميرتين يحتلان مكان العينين ويمكنه عن طريق المجسات الضوئية والصوتية تجنب الحواجز والحفاظ على التوازن أثناء المسير.
“ميسينجير” الفوري
يوصف الروبوت الذي يحمل اسم “روبوت ميسينجير الفوري” Instant Messenger Robot الذي يمكن توصيله ببرنامج مايكروسوفت ميسينجير التطبيقي بحيث يمكن لصاحبه أن يرسل الرسائل النصّية عبر الموبايل SMS بطريقة التحدث إليه شفاهياً، بالروبوت العجيب. وينطوي هذه الاختراع على الكثير من عناصر الغرابة التي تكمن في جمال شكل الروبوت وقدرته السريعة على فهم الكلام المنطوق وتحويله إلى أحرف مطبوعة يقوم بإرسالها فوراً إلى الرقم المطلوب أو بمجرّد نطق اسم المرسل إليه إذا كان مبرمجاً في قائمة المراسلين في ذاكرة الروبوت.
لاعب كرة القدم
ابتكر خبراء شركة “روبو ون إنترتينمنت” المتخصصة بتصميم وبناء الروبوتات الخاصة بالتسلية، روبوتاً جديداً أطلقوا عليه اسم “تيني ويف” Tiny Wave مبرمجاً بحيث يمكنه ممارسة لعبة كرة القدم. وكان الروبوت الجديد قد استأثر باهتمام خاص من زوّار معرض طوكيو الدولي للروبوتات في شهر نوفمبر الماضي.
ومن أبرز ميزات “تيني ويف” أنه مبرمج بحيث يعمل بطريقة الإيماء بأصابع اليد إذ يكتفي مستخدمه بتحريك أصابعه أمام كاميرا متصلة بجهاز كمبيوتر حتى تترجم الأوامر إلى الحركات المطلوب من الروبوت القيام بها بعد أن تصله الإشارات بطريقة لاسلكية. وفي مثل هذه التكنولوجيات التي يتفاعل فيها البشر مع الآلات، يكون الروبوت مبرمجاً بحيث يفهم أدق الحركات التي يقوم بها مستخدمه. ويمكن استخدام تقنية المحاكاة بالإيماء في تطبيقات متنوّعة مثل الجراحة الروبوتية وضبط وضعيات أجزاء الآلات وإصلاحها عن بعد، وغير ذلك.
“توبيو” و”موتومان”
وكان الروبوت “توبيو” الذي ظهر خلال الصيف الماضي ويتخذ شكل بطل مفتول العضلات، انتزع الإعجاب الكبير من خبراء الروبوتات، وهو مصمم بدقة ليمارس لعبة تنس الطاولة “البينج بونج” ضد اللاعبين الآدميين. ويعد هذا معياراً مهماً للتعبير عن مدى التطور الذي بلغته صناعة الروبوتات الذكية.
وأدهشت شركة “ياسكاوا إلكتريك” الزوّار بعرض الروبوت حادّ الذكاء “موتومان” الذي يمكنه تركيب الشكل المعروض عليه بالصور بواسطة أحجار “اللوجو” البلاستيكية، ليقترب بذلك من مستوى ذكاء طفل.
المصدر: أبوظبي