ما أجمل أن نرى الصحفيين الذين يحملون أقلاما قوية يناقشون قضايا المجتمع، فنرى كل يوم مقالا مختلفا·هذا يناقش قضية اقتصادية وذلك يتناول قضية اجتماعية وهلم جرى· ولكن ما لانستسيغه من البعض أن يحملوا على الدعاة وعلماء المسلمين باسم حق النقد· فالشيخ الدكتورعبدالله بن عبدالرحمن الجبرين يأخذ على أسلوب انتقاد علماء المسلمين، فيقول يجب أن يأتي الانتقاد من جانب العلماء أو المتخصصين والزملاء من أهل العلم وليس من غير المتخصص· وأتوقف هنا عند كاتب نعتز به ينتقد داعية يقدم لنا برنامجا إسلاميا هادفا· فيقول إن البرنامج يقدم شريط فيديو عبارة عن معارك طاحنة بالسيوف والرماح· فإذا كان الموضوع حديث الداعية هو إحدى الغزوات فلم يتجاوز الداعية حينما يضع المشاهد في قلب المعركة ثم يستعرض الدروس المستفادة منها ··خصوصاً انه يتناول مشهد من السيرة تجذب الكثيرين من المشاهدين· و لا يجوز أن نصف هذه المعارك الإسلامية التي فتحت كثيرا من البلدان ونشرت الإسلام في كل مكان بأنها'' التتر البشع'' فهل ننكر معركة بدر أو غزوة أحد وغيرها من المعارك؟أم تريد أن نزيف الحقيقة ونجعل المعركة ميدان حب ولهو بين المسلمين وأعدائهم ؟ والعجيب أن الأطفال يقتلون في كل مكان ومشاهد الرعب والخوف منتشرة في بعض القنوات، ولا أحد ينتقدها·أما إذا تحدث داعية عن غزوة أو معركة باعتباه جزءا من السيرة أو من التاريخ وجدنا من يعتبرها مصدرا للعنف! تأكد أخي الكريم أن غير المسلمين حينما يرون هذا البرنامج ويعلمون حقيقة هذه الحروب سيعرفون عظمة الإسلام · فهذه المعارك لم تكن من أجل نهب ثروات الشعوب، ولم تنتهك فيها القيم الكبرى كما يحدث اليوم · وقد شاهدت بعض الحلقات ولكنني لم أشاهد قطع الرؤوس والأعناق التي تحدثت عنها· فقد كانت محاولة لوصف ما حدث حتى تصل إلينا الصورة بشكل كامل ·والفكره ليست أن يرينا الحروب والدماء ولكن تصوير تلك الجوانب من السيرة النبوية بمشهد حي وتحليل الدروس المستفادة منها··فكم هو رائع أن نجد مثل هؤلاء الدعاة وفقهم الله لما يحبه ويرضاه· خوله الغيثي