أبوظبي، القاهرة (الاتحاد، وام)

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، جهود الإمارات وحرصها على إنجاح دور الأمم المتحدة لإنهاء الخلافات بين الأطراف الليبية، ووضع حد للمأساة الإنسانية ومكافحة الجماعات المتطرفة ومحاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة وضرورة نزع السلاح منها. وأشاد سموه خلال لقائه الدكتور غسان سلامة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا في ديوان عام الوزارة بأبوظبي بالدور الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة في ليبيا، مثنياً في الوقت نفسه على الجهود المقدرة للدكتور سلامة في هذا المجال. كما تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات والأمم المتحدة عبر آليات الشراكة المتعددة بينهما في المجالات التنموية والإنسانية.
وأطلع سلامة، سمو الشيخ عبدالله بن زايد على آخر تطورات الأوضاع على الساحة الليبية إلى جانب الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في هذا الصدد. وأثنى على التعاون الوثيق بين دولة الإمارات والأمم المتحدة، مشيداً بالمكانة الرائدة التي تحظى بها الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي والدور المهم الذي تلعبه في مجالات تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في دول العالم كافة.
وكانت الإمارات ومصر والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، جددت دعوتها إلى العودة السريعة للعملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة في ليبيا، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري، معربة عن قلقها العميق إزاء المحاولات المستمرة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية لاستغلال الفراغ الأمني، وداعية جميع أطراف النزاع في طرابلس إلى تحييد نفسها عن جميع هؤلاء الإرهابيين والأفراد المصنفين من قبل لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة. وقال بيان مشترك للدول الست: «تجدّد حكومات مصر وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة التأكيد على قلقها العميق إزاء استمرار الأعمال العدائية في طرابلس، وتدعو إلى وقف التصعيد فوراً ووقف القتال الحالي، وتحث على العودة السريعة للعملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة. ولا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا. لقد أودى العنف المستمر بحياة ما يناهز 1100 شخص، وتسبّب في نزوح أكثر من 100000 شخص، كما زاد من حدّة حالة الطوارئ الإنسانية. وقد هدّد الصراع المستمر بزعزعة استقرار قطاع الطاقة الليبي، وفاقم مأساة الهجرة البشرية في البحر المتوسط».
وأضاف البيان: «نعرب عن قلقنا العميق إزاء المحاولات المستمرة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية لاستغلال الفراغ الأمني في البلاد، وندعو جميع أطراف النزاع في طرابلس إلى تحييد نفسها عن جميع هؤلاء الإرهابيين والأفراد المصنفين من قبل لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، ونجدّد التزامنا بأن يحاسب هؤلاء المسؤولون عن تفاقم حالة عدم الاستقرار». وتابع: «نحن نؤيد بشكل كامل قيادة الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة غسان سلامة، وهو يعمل على تهدئة الأوضاع في طرابلس، واستعادة الثقة من أجل التوصل إلى وقف للأعمال القتالية، وتوسيع تواصله مع جميع أنحاء ليبيا، وتشجيع الحوار الشامل، وخلق الظروف المناسبة لاستئناف العملية السياسية للأمم المتحدة. ونحتاج إلى إعادة تنشيط وساطة الأمم المتحدة التي تهدف إلى دعم حكومة انتقالية تمثل جميع الليبيين، والاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تتسم بالمصداقية، وتسهيل توزيع الموارد بشكل عادل، والدفع باتجاه إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات الليبية الأخرى ذات السيادة».
وتابع البيان: «كما ندعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الاحترام الكامل لالتزاماتها بالمساهمة في السلام والاستقرار في ليبيا، ومنع إرسال شحنات الأسلحة المزعزعة للاستقرار، وحماية موارد ليبيا النفطية، وفقاً لما نصت عليه قرارات مجلس الأمن 2259 (2015)، 2278 (2016)، 2362 (2017) و2473 (2019)، ونذكّر جميع الأطراف والمؤسسات الليبية بمسؤوليتها لحماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية، وتسهيل النفاذ إلى الإمدادات الإنسانية».

ليبيا تحاصر إعلام «الإخوان» الممول من قطر وتركيا
بدأت السلطات الليبية، في محاصرة الإعلام الممول من تركيا وقطر، وتقوده جماعة الإخوان الإرهابية من الخارج، وذلك في خطوة جديدة، نحو حظر عمل كافة وسائل الإعلام التي تبث الفتنة والأكاذيب. وحذرت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بالحكومة الليبية المؤقتة، الإعلاميين والصحفيين من العمل في قناة سلام الممولة من قطر، والتي تبث من إسطنبول بتركيا، موضحةً أنها منعت قناة سلام من العمل في نطاق الحكومة الليبية المؤقتة؛ لما لها من أجندة معادية لليبيا ووحدتها، ولارتباطها بجماعة الإخوان الإرهابية. وقال حاتم العريبي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية المؤقتة، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن تنظيم الإخوان مصنف إرهابياً بقرار من مجلس النواب الليبي، مؤكداً أن قرار حظر عمل قناة سلام الإخوانية، تم تفعيله من قبل الأجهزة الليبية المختصة، منذ صدوره الثلاثاء.
وقال الدكتور العربي الورفلي، المحلل السياسي الليبي، إن الجهات الإعلامية الداعمة لجماعة الإخوان والميليشيات المسلحة، تمارس التضليل الإعلامي وبث روح الفرقة والفتن بين مكونات الشعب الليبي. وأكد في تصريحات لـ«الاتحاد» من باريس، أن القنوات الإخوانية تبث من الخارج وممولة عبر دول داعمة للميليشيات والإرهاب، لافتاً إلى أن هذه القنوات تبث سمومها ضد الشعب الليبي، وذلك في محاولة لتزوير الحقائق وتلفيق الوقائع، للنيل من المؤسسة العسكرية الليبية، التي تقارع ميليشيات مجرمة على تخوم طرابلس. وأشاد بالقرار الصادر عن السلطات الليبية، بمنع أي وسيلة إعلامية من ممارسة أعمالها، إلا بعد الحصول على إذن خاص من الجهات الليبية المختصة في الحكومة الليبية المؤقتة.