تحت شعار من “الطلاب إلى الطلاب”، اختتمت مساء “الأربعاء” الدورة الثالثة لـ”مهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط” بإعلان أسماء المخرجين الفائزين عن 6 أفلام تم انتقاؤها من ضمن 17 فيلما وصلت إلى المرحلة الثانية. وتضمن حفل الختام الذي أقيم في مقر الجامعة الجديد في مدينة خليفة بأبوظبي عرضا لأهم المقتطفات التي أهلت هذه الأعمال للوصول إلى النهائيات. نسرين درزي (أبوظبي) - الطلبة الفائزون قدموا من خلال أفلامهم مجموعة أفكار مميزة منبثقة من تجاربهم الخاصة ومن تاريخ المنطقة وطبيعة العيش في الوطن العربي. وهم بذلك أظهروا محاولات جريئة في التعبير عن هويتهم وما يخالجهم من هواجس تم تصويرها عبر مشاهد حية أشبه برسائل متحركة. والأفلام الـ 6 التي حازت جوائز المهرجان العينية والنقدية، اختيرت من أصل 100 فيلم تقدم أصحابها للمشاركة من 12 دولة. الفيلم الإماراتي وتتحدث الطالبة في “جامعة زايد” المخرجة صفا الكثيري من الإمارات عن اعتزازها بالجائزة موضحة أنها وضعت كل تركيزها على العمل لإنجاحه، انسجاما مع الفكرة النبيلة التي يقدمها. وتذكر أن الفيلم الكرتوني “مزرعتنا” الذي أعدته بالتعاون مع زميلتها المواطنة فاطمة الهاشمي، يتمحور حول توعية الأطفال على أهمية احترام البيئة وحمايتها من الملوثات المحدقة بها. وتقول الكثيري “همنا كان كيفية توجيه رسائل محببة لصغار السن عن ضرورة الحفاظ على الزراعة التي أولاها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى جل رعايته”. وتشير إلى أنها وزميلتها فاطمة أوضحتا هذه النقطة عبر استهلال الفيلم بالمقاطع الشهيرة للأغنية الوطنية “الله يا دار زايد كيف محلاها” وأنهما اختارتا اسمين معبرين للشخصيتين الكرتونيتين عايشة وسعيد. وذلك بهدف الإشارة إلى معاني الحياة والسعادة التي تتمثل بالبيئة النظيفة والأجواء المناسبة للعيش السليم. وتذكر الطالبة صفا الكثيري أنها فخورة بوطنها الإمارات الذي لا يبخل على أبنائه بتقديم كل مقومات التشجيع والتحفيز على الإبداع، وكذلك الأمر بالنسبة لمختلف المبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي وعلى أكثر من صعيد. لسان حال العامة من جهتها، تعبر الطالبة المخرجة كريستي وهيبي من لبنان عن تقديرها للإمارات شعبا ودولة على الاهتمام اللافت الذي شعرت به. وتقول “لم أكن أحلم بهذا التكريم خلال هذه المرحلة المبكرة من مسيرتي الفنية في مجال السينما. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الوعي التام الذي تكنه هذه البلاد الكريمة لأهمية المواهب الشابة المقبلة على مستقبل صناعة الأفلام في المنطقة”. وتشير كريستي إلى أنها من خلال فيلمها “قصة طويلة” حاولت أن تظهر موقفها كشابة عربية تجاه تفاصيل الأمور التي تحلم بها وترغب في تطبيقها على أرض الواقع. وتعتبر أن كل فرد في مجتمعه يملك القدرة على التفكير، ولكن وسائل التعبير قد تخونه. لذلك فهي تسعى من خلال عملها في قطاع الأفلام أن تكون لسان حال العامة على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية. ويورد الطالب المخرج عبد اللطيف أمججاج من المغرب أنه عندما قرر المشاركة في المهرجان السينمائي الذي تنظمه “جامعة زايد” شعر بأهمية الموقف. ويقول “كنت أعلم أن أمرا مهما ينتظرني في مسيرتي المهنية عبر هذه الخطوة التشجيعية اللافتة. وأنا ممتن فعلا لكل من ساهم في إيصالي إلى خشبة التكريم التي تمنحني أنا وزملائي الفائزين كل الدعم المعنوي الذي نحتاج إليه في بداياتنا”. ويتحدث عن فيلمه “نحو حياة جديدة” بكل تواضع، معتبرا إياه تجربة أولى استغرقت من وقته الكثير من الجهد. والذي سرعان ما تبدد مع إعلان فيلمه من ضمن الأعمال المميزة التي تستحق التنويه. الجائزة الكبرى في الإطار نفسه من الثقة تروي الطالبة لمى أبو سليمان من الأردن منتجة فيلم “الساعة الأخيرة” فصولا عن تجربتها في مجال السينما. وتعبر عن فخرها لنيل فيلمها الذي أخرجته الطالبة رؤى العزاوي من العراق، الجائزة الكبرى باعتباره الأفضل على الإطلاق. وتقول لمى “إنها لحظة لا يمكن نسيانها لأنها تكرس مجهود طويل من عملنا كمجموعة من 13 طالبا لإتمام الفيلم. فالأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، ولاسيما لجهة تمويل العمل ماديا”. وتذكر الطالبة التي تتخرج الشهر المقبل من “معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية” بالأردن أنها بحسب متابعتها للأعمال الفنية على مستوى العالم العربي تلمس تطورا ملحوظا في هذا المجال. وذلك بالرغم من الحاجة للمزيد من الدعم ولاسيما بالنسبة للمواهب الشابة. وتؤكد لمى على أهمية المبادرة التي تتقدم بها سنويا “جامعة زايد” للإضاءة على الإبداعات الطلابية، وهذا بحسب قولها ما لم يفكر به أحد من قبل في الوطن العربي لا على الصعيد الفردي ولا على صعيد الهيئات الأكاديمية. وتتحدث مارلين روبرت عميدة كلية الاتصال والإعلام في “جامعة زايد” عن النجاحات التي يحققها “مهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط” منذ دورته الأولى قبل عامين. وتوضح أن كل هذه المحاولات الواعدة من قبل طلاب جامعات ومعاهد الفنون السينمائية على امتداد الوطن العربي وشمالي أفريقيا، ما كانت لتظهر لولا إتاحة الفرصة لهم للتعبير عما بداخلهم من أفكار قابلة للعرض والنقاش. وتنوه مارلين بالمتابعة الحثيثة التي قام بها طلبة “جامعة زايد” لإنجاح هذا المهرجان الذي يعبر عن مضمونه “من الطلاب إلى الطلاب”. تنظيم طلابي وتورد ريم محمد مسؤولة تقييم الأفلام وجدولتها أنها كانت تشرف على الأعمال التي يتم إرسالها ومن ثم تعمل على ترتيبها بحسب الفئة المدرجة تحتها. وتوضح أن هذه العملية لم تكن سهلة ولاسيما أن الكثير من الأفلام كانت تتطلب المشاهدة أكثر من مرة وعددا من المراسلات مع مصادرها الموزعة على 12 دولة. وتقول ريم إن مهمتها بالتعاون مع فريق المنظمين من طلبة “كلية الاتصال والإعلام” بـ”جامعة زايد” كانت تقوم على اختيار 17 فيلما من أصل 100 فيلم شاركت في المرحلة الأولى من المسابقة. وبعدها التقدم بها إلى لجنة التحكيم التي يقع عليها تقييم الأعمال بحسب أهميتها ووفقا لمقاييس القصة والتصوير. وتضم لجنة الحكم خبراء صناعة السينما الكاتب الإماراتي محمد حسن مؤلف فيلم “ظل البحر”، المنتج الأميركي جاسون مدشن والمخرج الهندي محمد خواجة. «الطلبة المخرجون» يبوحون بأفكارهم أبوظبي (الاتحاد) - يعلق أحمد المرزوقي نائب رئيس مجلس الطلبة في “جامعة زايد” على النتائج الإيجابية التي حظي بها المهرجان السينمائي في دورته الثالثة. ويقول “النجاح الذي حققناه اليوم هو ثمرة التعاون بيننا كطلبة نطمح الى تحقيق التميز كل في مجاله”. ويذكر أحمد وهو طالب موارد بشرية في السنة الرابعة، أن ميزة الأفلام المشاركة بكونها قصيرة ومكثفة بحيث لا تتعدى مدة الفيلم الواحد 15 دقيقة. وهذا برأيه ما يجعل المهمة أصعب على الطلبة المخرجين للبوح بكل أفكارهم بدقة وخلال فترة زمنية محدودة. توضح الطالبة حميدة الرحبي وهي من منظمي المهرجان أن تجربتها في العمل على إنجاح هذا الحدث أضافت إليها الكثير من الخبرة. وتقول إن العمل الميداني بالنسبة لطلبة كلية الاتصال والإعلام مهم جدا لأنه يضيف المزيد من الثقة بالنفس. وهي تعبر عن امتنانها لإدارة الجامعة التي فسحت لها ولزملائها فرصة الاستفادة من كل التفاصيل التي تحوط بصناعة الأفلام من جهة وبالتعامل مع الطلبة المشاركين من مختلف البلدان من جهة أخرى. مشروع تخرج انطلاقة المهرجان السينمائي في دورته الأولى عام 2010 كانت بمثابة فكرة لمشروع تخرج تقدمت به طالبتان بكلية الاتصال وعلوم الإعلام من “جامعة زايد” هما اليازية الفلاسي وريما ماجد. وكان الهدف من وراء المشروع تطوير المهارات التي اكتسبتاها خلال مرحلة التعلم الأكاديمي. وقد نفذتا فكرتهما تحت إشراف البروفسور عالية يونس الأستاذ المساعد بالكلية إلى أن تطور فأصبح مقرراً دراسياً. مواهب تساهم “جامعة زايد” بشكل حثيث في تطوير صناعة السينما في الإمارات وفي المنطقة. وتهدف من خلال مهرجانها الذي تقدم له كل وسائل الدعم إلى إتاحة الفرصة أمام الطلبة على اختلاف ثقافاتهم لإظهار مواهبهم السينمائية معاً في محفل واحد تحت شعار “من الطلاب إلى الطلاب”. الأفلام الـ 6 الفائزة أفضل جائزة على الإطلاق استحقها بتقدير لافت فيلم “الساعة الأخيرة” للطالبة المخرجة رؤى العزاوي من العراق، والتي تعذر حضورها إلى أبوظبي فتسلمتها بالنيابة عنها منتجة الفيلم لمى أبو حسان من الأردن. أفضل فيلم كرتوني “مزرعتنا” للطالبتين المخرجة صفا الكثيري ورسامة الشخصيات فاطمة الهاشمي من الإمارات. أفضل فيلم وثائقي «العيش في النيل» للمخرج الطالب محمد الوصفي من مصر تسلمتها بالنيابة عنه والدته الدكتورة عزيزة عبدالعزيز علي. أفضل فيلم روائي “قصة طويلة” للطالبة المخرجة كريستي وهيبي من لبنان. الجائزة التكريمية لفيلم “نحو عالم جديد” للطالب المخرج عبد اللطيف أمججاج من المغرب. الجائزة التكريمية الثانية لفيلم “نصر” للطالب المخرج مأمون الحريبي من فلسطين.