أبوظبي (الاتحاد)

تنظم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي معرض «الفن والمدينة» الذي يقدم مجموعة مختارة من الأعمال الفنية من مجموعتها الخاصة، والتي تجسد معاني الثقافة الشعبية وارتباطها الوثيق بالمدينة، وذلك خلال الفترة ما بين 17 يوليو ولغاية 6 أكتوبر في منارة السعديات بأبوظبي.
يقدم المعرض فن «البوب آرت» الأوروبي والأميركي والشرق أوسطي، للكشف عن أبعاد المدينة ودورها في تقديم الثقافة السائدة والمنتشرة، باستخدام أعمال «الكولاج» والنحت والرسم والتركيب، إذ استلهم الفنانون المشاركون في المعرض أعمالهم وأماكن عملهم ولوحاتهم الفنية من مدينة أبوظبي.
يعكس معرض «الفن والمدينة» الطبيعة المعقّدة للمجتمعات الحضرية، والتي تقوم على المال والسيارات والنفط والتكنولوجيا، وهي الدليل الأبرز على الحياة العصرية، ومهد الثقافة الشعبية التي تنبثق من الأصوات والخيال والحركة، سواءً كانت من الإعلانات، أو عمليات إنتاج المنتجات الاستهلاكية، أو الموسيقا أو الفن، أو الأدب، أو الطعام، أو التكنولوجيا، أو المساحات الحضرية. وتعليقاً على ذلك، قالت علياء القاسمي، مديرة منارة السعديات: «تماشياً مع رؤية منارة السعديات المعنية بإبراز الثقافة المعاصرة، إننا متحمسون لإطلاق معرض «الفن والمدينة» القادم، والذي يقدم أعمالاً فنية استثنائية تعكس اللغة والهوية المشتركة لزمننا هذا. ونتطلع قدماً لعرض هذه الأعمال الملهمة التي أبدعها مجموعة من الفنانين المبتكرين، ونتمنى أن تلقى رؤيتهم الفنية الفريدة إعجاب الجمهور».
وتتضمن الأعمال المعروضة من المجموعة الخاصة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أعمال جيف كونز وحسن شريف، واللذين تتمحور أعمالهما حول آليات النزعة الاستهلاكية الضخمة التي تنتقد الثقافة الشعبية وتتحداها وتحتفي بها في آنٍ واحد. بينما يعرض الفلسطيني وفا الحوراني، أحد الفنانين المشاركين، صوراً من مجموعته «قلنديا 2047» التي تصور الحياة اليومية في المخيم الفلسطيني الملاصق لأهم نقطة تفتيش تتحكم بالدخول إلى رام الله. وفي تصريحه قبيل انطلاق المعرض، قال حوراني: «لا تكفي صورة واحدة لفهم التعقيد الاجتماعي والسياسي اليومي في فلسطين، لكنني آمل أن تشكل أعمالي مساهمةً صغيرةً في النسيج الغني لمدينتنا، وتعكس ثِقَل الحفاظ على هوية قومية تحمي تاريخنا الجميل لأجيال قادمة». ومن جهة أخرى، أبدع الفنان الفلسطيني تيسير بطنيجي، المقيم في فرنسا، عملاً منيراً بأضواء النيون تتشابك فيه كلمتا «ثروة ثورة»، ليشكل تعليقاً غير مباشر على واقع المدن في العالم العربي والعالم. وفي تعليقه على مشاركته في معرض «الفن والمدينة» عبر هذا العمل المسمّى بـ«عاشقان غير كاملان»، قال بطنيجي: «يبدو أن للكلمتين معنيين مختلفين تماماً، بينما هما توأمان غير متطابقين نصياً في الخط العربي، حيث يفصل بينهما حرف واحد فقط، وهو فارق بسيط لا تكاد العين تلحظه عليه. وبذلك لا يستحضر أية مشاعر رومانسية، بل على العكس فإنه يقدّم لنا زوجين غير طبيعيين، يكادان يكونان ثنائياً مثالياً كونهما يجذبان بعضهما البعض ولكن دون إمكانية لمس أحدهما للآخر، إلا في أذهاننا».
يشارك في المعرض أيضاً الفنان جاك فيليجلي الذي جمع ملصقاتٍ إعلانية من شوارع باريس لابتكار تقنية خاصة به تدعى «أفيش لاسيريه» أي الملصقات الممزقة، والتي تعتمد على مواد اعتيادية لابتكار أعمال فنية متميزة، حيث استأصل الفنان هذه المواد من سياقها الحضري وجمع قطعها الممزقة لإبداع أعمالٍ تشير إلى الوضع السياسي الراهن. بالإضافة إلى الرسام الأميركي كيف هارينغ الذي استوحى أعماله من الشارع أيضاً، حيث استلهم أسلوبه المميز من شوارع نيويورك وثقافة الرسم الجرافيتي في الثمانينيات، ليصبح شخصية محورية في نهضة فن ’البوب آرت‘ الأميركية.