لم تقل سوى “أوه أسامواه” ثم لفظت آخر أنفاسها في الحياة، هذا ما حدث لإحدى السيدات في غانا تفاعلاً مع ضربة الجزاء التي أهدرها جيان أسامواه لاعب المنتخب الغاني في الدقيقة الأخيرة من الشوط الرابع لمباراة غانا وأوروجواي في دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا. وأورد موقع صحيفة “ماي جوي” الغاني تفاصيل الواقعة المأساوية التي تؤكد إن جيان أسامواه الذي أطاح بحلم القارة السمراء في دخول المربع الذهبي للمونديال للمرة الأولى في التاريخ أصبح مسؤولاً عن قتل سيدة لم يقو قلبها على تحمل صدمة إهدار ركلة الجزاء. وعن تفاصيل الحادث قالت الصحيفة الغانية إن “إيمليا أدوا أسيدوا” التي تبلغ من العمر 32 عاماً والتي تعيش مع زوجها في العاصمة الغانية أكرا رفضت بإصرار غريب مشاهدة المباراة المصيرية لمنتخب غانا ضد أوروجواي في دور الثمانية للمونديال، وجلست في غرفة مجاورة للمكان الذي جلس به زوجها “كويسي فوسو” لمشاهدة المباراة، وحاول الزوج إقناعها بالالتحاق به إلا أنها رفضت، ومع احتساب ركلة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي تعالت صيحات الجماهير الغانية في المنطقة المحيطة بمنزلها فهرولت مسرعة لمشاهدة ما حدث اعتقاداً منها أن غانا سجلت هدفاً، إلا إنها وجدت جيان أسامواه يتأهب لتسديد ضربة الجزاء، وعقب إطاحته بها صرخت إيمليا “أوووه لماذا يا أسامواه” وسقطت مغشياً عليها، فحاول زوجها إفاقتها بسكب الماء على وجهها إلا أنها لم تستجب لمحاولته”. ويستكمل الزوج رواية فصول التفاعل المأساوي مع مباراة منتخب غانا قائلاً:”عقب سقوط زوجتي مغشياً عليها أسرعت بنقلها إلى مستشفى لاباز، ولكنني اكتشفت أنها فارقت الحياة عقب سقوطها مباشرة وفقاً لما أخبرني به الأطباء بالمستشفى، وكان وقع الصدمة كبيراً خاصة أنها لا تعاني من أي أمراض في القلب أو أي مشكلات صحية أخرى، بل كانت تتمتع بصحة جيدة، وفي صباح يوم المباراة اتفقنا على القيام بزيارة عائلية عقب نهاية المباراة. وقبل المباراة بقليل أنهيت عملي وعدت إلى المنزل فقامت بتجهيز الطعام، ثم رفضت مشاهدة المباراة لشعورها بأنها لن تقوى على الضغط العصبي، ولكن القدر أتى بها في آخر ثواني المباراة لمشاهدة ركلة الجزاء المهدرة، وكانت آخر ما نطقت به: “أوووه لماذا يا أسامواه”. من جانبه قال جيان أسامواه إنه شعر عقب إهدار ركلة الجزاء بأنه محطم القلب، ولكنه قرر فيما بعد أن يمضي في مسيرته ويضع هذا الحدث خلف ظهره، كما تلقى أسامواه رسالة خاصة من نيلسون مانديلا نقلها رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم والذي أكد أن الزعيم الأفريقي الكبير أعرب خلال رسالته عن شعوره بالفخر لما قدمه منتخب غانا في المونديال، واختص بالذكر جيان أسامواه الذي كان له دور كبير في وصول غانا إلى دور الثمانية واقترابها من الوصول إلى دور الأربعة، وقال رئيس الاتحاد الغاني إن مانديلا تأثر كثيراً بدموع أسامواه عقب نهاية المباراة التي شهدت أكثر لحظات المونديال إثارة، وجاء السيناريو الذي انتهت به المباراة ليمثل قمة الدراما المونديالية. وعلى الجانب الآخر من المشهد لا زال الجدل العالمي يتواصل حول الصفة المناسبة لنجم أوروجواي لويس سواريز الذي أمسك بالكرة بيديه في اللحظات الأخيرة لمباراة أوروجواي وغانا، وهي المخالفة المتعمدة التي ترتب عليها إهدار ركلة الجزاء، ففي الوقت الذي تعاطف البعض مع سواريز باعتباره كان يقاتل دفاعاً عن الحلم الأوروجوياني حتى الرمق الأخير، ذهبت تحليلات أخرى إلى انه غشاش ارتكب مخالفة فاضحة لقواعد اللعب النظيف والروح الرياضية استغلالاً لقوانين كرة القدم التي وقفت عاجزة أمام هذه الحالة، وهو ما دعا البعض إلى المطالبة باحتساب مثل هذه الحالات هدفاً مع طرد اللاعب، فيما يؤكد البعض الآخر أن احتساب هدف دون أن تتجاوز الكرة خط المرمى لا يجوز.