منى الحمودي (أبوظبي)
أكد مسؤولون متخصصون بالطفولة وصحة وتشريعات الطفل، أن إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، قانوناً بإنشاء هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة تتبع المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز الخدمات المقدمة للطفل والطفولة بالدولة من النواحي كافة الصحية والتعليمية والنفسية للطفل.
وتضطلع العديد من الجهات في إمارة أبوظبي بالعديد من الأدوار المتعلقة بالعناية بالطفولة المبكرة، وتأتي صحة الأطفال على رأس قائمة الأدوار والمهام، ويأتي إنشاء هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ليؤكد الأدوار التي يؤديها العمل المؤسسي في معظم تلك الجهات. وتضطلع دائرة الصحة أبوظبي بأحد أهم الأدوار المتعلقة بصحة الطفل، حيث تستند من خلال مهامها إلى الركيزة الأساسية في رؤيتها «أبوظبي مجتمع معافى»، كما تحرص على إطلاق المبادرات، وتنفيذ العديد من البرامج التي من شأنها تعزيز صحة الأطفال، وتنشئة أجيال أكثر صحة. وأطلقت الدائرة في وقت سابق برنامج «عناية» الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالأمور المتعلقة بصحة المرأة الحامل والأطفال حديثي الولادة. ويقوم البرنامج على مجموعة من الفحوص الوقائية لهؤلاء الأطفال للكشف عن بعض الحالات الخطيرة رغم ندرة حدوثها.
ويقول حمد عبدالله المحياس، الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان»: «تعتبر إمارة أبوظبي سباقة دائماً فيما يتعلق بقوانين الطفولة بشكل خاص والأسرة بشكل عام، وذلك ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى دول العالم».
وأضاف: «منذ أن تأسست الدولة في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان الاستثمار في رأس المال البشري، مما كان له الأثر الواضح في تقدم الدولة، واستمرت الحكومة في دعم المجتمع من خلال المبادرات التي شهدتها الإمارة مؤخراً، منها تلك المتعلقة بأفراد المجتمع بمختلف فئاته وكبار المواطنين، والآن إنشاء هيئة خاصة بالطفل، ما يدل على استشراف الحكومة للمستقبل وحنكتها وحكمتها».
ولفت إلى أن الأطفال هم نواة المجتمع وقادة المستقبل، وعندما يتم إنشاء هيئة مستقلة خاصة بالطفولة المبكرة، فهذا الأمر يبيّن حرص الحكومة على تكوين وإعداد المجتمع بدءاً من الطفولة، موضحاً أن الطفولة المبكرة بالذات مرحلة عمرية مهمة تدعم تكوين الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع، مما يحقق الدعم والتكامل للأسرة الإماراتية.
وأشار إلى تميز إمارة أبوظبي التي تأتي دائماً داعمة ومتابعة للمخرجات مهما بلغت دقتها، وبالتالي تطويرها والارتقاء بها، بناءً على مبدأ أن الشيء الذي لا يتم قياسه لا يتم تحسينه، منوهاً بالمبادرات التي تطلقها الحكومة والهيئات التي يتم إنشاؤها بما يدعم العمل المؤسسي من خلال سياسات وأطر عمل واضحة لتحقيق المبادرات وتطلعات الحكومة الرشيدة في متابعتها للمبادرات والارتقاء بها.
واعتبر أن صلاحية إعداد الدراسات والأبحاث المناطة بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، تؤكد أن مهامها لن تقتصر على العمل المؤسسي، بل عمل مبني على قواعد ومبادئ علمية واضحة مستندة إلى دراسات متعلقة بمجتمع أبوظبي، وبالتالي تطويرها وفق مبادئ علمية واضحة.
وأكد الدور الكبير والمثالي لـ «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الداعم بشكل مباشر للطفل والتي تعتبر قدوة في هذا المجال، معتبراً أن المجتمع الإماراتي محظوظ بقيادته الرشيدة التي لا تألو جهداً لتوفير كل سبل الراحة والدعم للطفل الإماراتي، ودعم تكوين أسرة ونواة لمجتمع صحي وقادة للمستقبل يدعمون مسيرة النجاح واستدامة للمكتسبات التي حققتها الدولة.
كما أكد محمد علي الشرفاء الحمادي، الرئيس التنفيذي للمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية، في أبوظبي، أن إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي قانون إنشاء هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، يؤكد مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالطفولة المبكرة وتنشئة هذه الفئة في المجتمع بشكل سليم، وذلك منذ بداية الحمل، بما في ذلك الاهتمام بالحامل لإنجاب أطفال أصحاء لا يعانون الأمراض.
وأضاف: إن إنشاء هذه «الهيئة» من شأنه تطوير مستوى الخدمات المقدمة للأجنة خلال فترة الحمل وللأطفال حتى عمر 8 سنوات، وذلك من خلال وضع استراتيجية متكاملة تحدد طبيعة ونوعية الخدمات المطلوب توفيرها، استكمالاً للخدمات المتوافرة حالياً والتي تحظى باهتمام ومتابعة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وأوضح أن أبوظبي تضم منشآت توفر خدمات متطورة للحوامل والأطفال، وسيتم تعزيز هذه الخدمات وتطويرها خلال المرحلة المقبلة مع إنشاء «الهيئة»، منها مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي الذي يضم وحدة متكاملة لطب الأجنة وأقساماً توفر خدمات متطورة للأطفال.
وأوضحت عفراء البسطي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن إنشاء هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، يحقق النظرة الشاملة للتكامل الاجتماعي القائمة على منظومة تشمل جميع أفراد الأسرة والصحة الاجتماعية والنفسية والجسدية، وهي عوامل تبقي الأسرة سليمة ومترابطة، وتساهم في إنجاب أطفال أصحاء قادرين على خدمة بلدهم وتحقيق الرفاه وتكامل منظومة الحياة للأسرة الإماراتية.
وأشارت إلى أن «الهيئة» تربط التكامل مع المنظومة الاجتماعية وتؤسس وترسخ نظام الاهتمام بالطفولة المبكرة حتى نحافظ على نمو جيل يتمتع بالحياة المتكاملة، منوهةً بتميز إمارة أبوظبي بإنشائها في وقت سابق هيئة تنمية المجتمع ومراكز التنمية الأسرية، والآن المكون الرئيس للأسرة بدءاً من الطفولة.
وقالت: «يعتبر قرار إنشاء (الهيئة) وحدة متكاملة للرعاية وتقديم الخدمات وتشريع السياسات لجميع ما يتعلق بمفهوم الطفولة المبكرة، وبالتالي تشجيع المواطن على الإنجاب والمساهمة في تحقيق التوازن فيما يتعلق بالتركيبة السكانية التي تحتاج إلى زيادة أعداد المواطنين».
وأضافت: «خطت أبوظبي خطوة كبيرة وناجحة في إنشاء هذه (الهيئة) التي من خلال إنشائها تحمل أبعاداً عدة بدءاً من الصحة النفسية والجسدية، ثم الحياة الاجتماعية ثم إيجاد البرامج والسياسات التي ستؤدي عملاً جباراً يحقق الحياة الأمثل للطفولة المبكرة في أبوظبي ويجعلها مثالاً يُحتذى به على مستوى العالم».
وأكدت عائشة سالم بن سمنوه، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن إمارة أبوظبي تولي أولوية قصوى لرعاية الأطفال ونموهم، وهناك العديد من الجهات على مستوى الإمارة منوطة بهذه المسؤولية، ويأتي قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء «هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة»، مكملاً للمعرفة والسياسات الفعالة المتعلقة بالطفولة في إمارة أبوظبي ككل، حيث سيكون لها دور فعال في مجال تنمية الطفولة المبكرة ودعم البرامج التي تطبقها الجهات المعنية بالطفولة المبكرة في الإمارات، وبالتالي توليد تغيير إيجابي لدى الأطفال من هم دون الثامنة من عمرهم.
وقالت: تعد صحة الأطفال على رأس قائمة أولويات الجهات المعنية في أبوظبي، وذلك من خلال إطلاق المبادرات وتنفيذ العديد من البرامج التي من شأنها تعزيز صحة الأطفال وتنشئة أجيال أكثر صحة.
وأشارت إلى أن الاهتمامات المتعلقة بالطفولة المبكرة متعددة ومتنوعة، منها التعليم والصحة والتربية والرعاية الاجتماعية والأسرية وغيرها والتي تؤثر على حياة الأطفال، وبكل تأكيد ستعمل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة على احتوائها كلها، وبالتالي تحديد الثغرات والمستجدات في هذا المجال، وتحسين الرعاية وجودتها من خلال الإرشادات والسياسات لـ«الهيئة».
كما قالت المهندسة عزة سليمان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والمقرر للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية: «قيادتنا في الإمارات أخذت على عاتقها مأسسة رعاية الطفولة، ووضع استراتيجيات وتشريعات عززت القيم والعادات الإماراتية التي ترعى الطفل، واليوم يأتي القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، بإنشاء هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة خطوة أخرى تُجسّد هذا الاهتمام». وأضافت: «إن الإمارات أرست قواعد غير مسبوقة عالمياً في التعامل مع الطفولة، ووضعت رعاية الطفولة على قمة أولويات السياسات المجتمعية في الدولة، وترى قيادتنا أن الأطفال الأساس لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة للدول، والضمان لاستدامة الأوطان والشعوب». وأوضحت أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تولت بنفسها هذا الملف في الدولة. وقالت: «سر ما حققته سمو (أم الإمارات) للمرأة هو أنها حرصت على ألا نستورد نماذج غريبة عنا لرعاية الطفولة، بل حرصت على توظيف التجارب العالمية للارتقاء بكل ما يتعلق بالطفولة في الدولة». وأوضحت أن مكانة الطفل في رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من مكانة الركيزة الأساسية لبناء المجتمع، وهي الأسرة، فقد علمتنا سموها أن طفل اليوم هو قائد المستقبل والعناية به عناية بمستقبل الإمارات. وأضافت: «ليس أدل على مكانة الطفل في قلب (أم الإمارات) من تخصيصها يوماً للطفل الإماراتي هو 15 مارس من كل عام، وهو تاريخ توقيع الإمارات على اتفاقية حقوق الطفل لعام 1997 مع الأمم المتحدة».