القاهرة (الاتحاد) قال أبو هريرة رضي الله عنه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وفد الله ثلاثة.. الغازي والحاج والمعتمر»، وهو حديث عظيم من أحاديث رسول الله يحدد فيه وفد الله الذين يحظون بإكرامه وإعانته وفضله. وكان رسول الله يُكرم الوفود ويحتفي بها، وأوصى عند وفاته بذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به»، أي أعطوهم وأكرموهم، تطييباً لنفوسهم وإعانة لهم على سفرهم، وترغيباً لغيرهم من المؤلفة قلوبهم ونحوهم.قال العلماء: الوفد هم الضيوف الذين وفِدُوا مسافرين من مكان، ويطلق عادة لفظ الوفد على زوار للملك أو القادمين إلى الملك، ووفد الله هم الغزاة في سبيل الله وزوار بيته الحرام، لأنهم تركوا الأوطان في سبيل الرحمن.قال علي بن سلطان القاري صاحب مرقاة المفاتيح: وفد الله ثلاثة أشخاص أو أجناس، المجاهد مع الكفار لإعلاء الدين، والحاج والمعتمر، المتميزون عن سائر المسلمين بتحمل المشاق البدنية والمالية ومفارقة الأهلين، والحاصل أنهم قومٌ معظمون عند الكرماء، ومكرمون عند العظماء، تُعطى مطالبهم وتُقضى مآربهم. وقال أهل العلم: الغزو في سبيل الله أفضل من الحج والعمرة، ومن صلاة وصوم التطوع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وذلك لأن نفع الجهاد يكون لفاعله ولغيره في الدين والدنيا، ولأنه مشتمل على جميع العبادات الظاهرة والباطنة، من محبة الله، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر والزهد، وذكر الله. سُئل النبي: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»، فالحجاج والعمّار وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم. وقال العلماء: أن الحج يعدل الجهاد في سبيل الله وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به، وكذلك العمرة ثوابها عظيم، كما أن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.