خالد السعدي (أوجستو)

أهدى فريق أبوظبي للزوارق السريعة، فوزه بلقب العالم للتحدي الكلاسيكي لزوارق الفورمولا 2، إلى القيادة الرشيدة، وإلى شعب الإمارات. وكان الفريق الإماراتي المخضرم حسم اللقب قبل نهاية الجزء الثاني من التحدي بمرحلة كاملة، وذلك بعد أن حقق، مساء أول أمس، لقب سباق المرحلة الأولى من الجولة التي تقام حالياً في مدينة أوجستو في بولندا، عن طريق زورق أبوظبي 35، وصمود الزورق في المركز الأول طوال ست ساعات، هي زمن السباق.
 وحقق الفريق لقب البطولة بعد أن وصل إلى النقطة رقم 40 في الترتيب العام، ليحسم اللقب لمصلحته وللمرة الأولى في تاريخ الإمارات، بإحراز أحد أهم الألقاب للاتحاد الدولي للرياضات البحرية. كما حقق زورق أبوظبي 36 المركز الرابع من خلال المنافسة والتي كانت على أشدها بين 14 زورقاً، ليحافظ على حظوظه في الوصول إلى منصة التتويج والعالم، مع نهاية السباق الثاني والمرحلة الختامية من تحدي أوجستو الذي يأتي كي يكون مكملاً للجزء الأول من التحدي والذي أقيم في مدينة روين الفرنسية في مايو الماضي.
 وجاء سباق المرحلة الأولى بانطلاقة صاخبة للزوارق الأربعة عشر المشاركة في تمام التاسعة صباحاً بتوقيت بولندا، ومنذ الدورة الأولى تمكن زورق أبوظبي 35 والذي بدأ القيادة من خلال شون تورنتي، من تصدر المنافسة والبقاء في المقدمة، ومع مرور أول ساعة ونصف يقوم أبوظبي 35 بتبديل ناجح مع المتسابق راشد الطاير والذي يحافظ على الصدارة أيضاً، ويصل إلى الدورة رقم مئة وعشرين في مسار السباق.
 وعند دخول السباق للساعة الرابعة من زمن المنافسة، يتمكن زورق نوليت 2 الروسي من معادلة عدد الدورات، بالوصول للدورة 200 مع زورق أبوظبي 35 والذي كان يقوده في ذلك التوقيت توليو أباتي، وتأتي الإثارة بين الزورقين بمحاولة استغلال فترة التبديل والتغيير بتوسيع الفارق أكثر بين الاثنين، ومع دخول السباق للرمق الأخير، خلال آخر ساعة ونصف من المنافسة، دخل المتسابق الموهوب راشد القمزي على زورق أبوظبي 35 في تبديل أخير، وينجح في توسيع الفارق بينه وبين زورق نوليت الروسي 2، حيث وصل القمزي الصغير للدورة 290، في حين كان نوليت خلفه في الدورة 287، وتمر الدقائق الأخيرة من المنافسة ثقيلة على الجميع حتى لحظة رفع العلم الشطرنجي والتي أعلنت فوز زورق أبوظبي 35 بلقب المرحلة الأولى من التحدي بوصوله لـ294 دورة، وحل زورق نوليت 2 في المركز الثاني، وزورق نافاريك الفرنسي 32 في المركز الثالث، وزورق أبوظبي 36 في المركز الرابع والذي حقق خلال ست ساعات 276 دورة.
 وغمرت السعادة فريق أبوظبي بتحقيق الإنجاز للمرة الأولى في تاريخه، وبتسجيله اسمه بحروف ذهبية في سجل الإنجازات الرياضية، خاصة أنه أول فريق إماراتي وعربي يحرز هذا اللقب والذي ظل حبيس القارة الأوروبية منذ انطلاق البطولة الكلاسيكية في 1958، كما كانت السعادة مضاعفة بأن يتمكن من حسم لقب البطولة قبل نهاية المسابقة بمرحلة كاملة، كي يطمئن إلى تحقيق أحد أهم ألقابه لهذا الموسم.
 من ناحيته، وجه سالم الرميثي، رئيس بعثة فريق أبوظبي، التهنئة إلى سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، وإلى الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للنادي.
وأكد الرميثي أن فريق أبوظبي أثبت جدارته بلقب أسياد البحر، لا سيما وأنه حقق اللقب وسط منافسة قوية وحضور كبير من المحترفين والأبطال في منافسات الفورمولا2، وقال الرميثي: تسيدنا البحر هذا الموسم في أغلب البطولات، وتمكنا من إحراز لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخ الرياضة الإماراتية، والأجمل أنها أيضاً المرة الأولى لفريق عربي، خضنا منافسة صعبة وليست سهلة أبداً، خاصة أن الطموح كان جامحاً لحامل اللقب زورق نوليت 1 والذي خرج من المنافسة وتأخر في مركزه بسبب عطل فني أصاب الزورق.
 وأكد الرميثي أن إنجازات أبوظبي متواصلة طوال الموسم، خاصة أنه يحضر ويشارك بقوة في خمس بطولات عالمية، وله الريادة في أكثر هذه البطولات، بتصدر الترتيب العام حتى الآن في أربع بطولات دولية، وقال: لا يزال أمامنا الكثير، ونستطيع أن نقول بأن موسم 2019 سيكون موسم الإنجازات الأجمل للرياضة الإماراتية على مستوى البحر، خاصة مع ما يقدمه فريق أبوظبي من تميز وتفوق في كل حضور.

 الفوز في 15 دقيقة
مع دخول راشد القمزي على زورق أبوظبي 35 في الساعة والنصف الأخيرة من المنافسة، كان عدد الدورات متساويا بينه وبين زورق نوليت الروسي 2 والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول للمركز الأول، وبالرغم من حداثة سنه إلا أن القمزي الصغير وظف خبرته ومهارته التي اكتسبها في بطولة العالم لزوارق الفورمولا2، كي يقوم بالالتفاف بشكل حاد مع كل بوابة هوائية، وخلال 15 دقيقة كان قد وسع الفارق بينه وبين الزورق الروسي لدورة كاملة، ليكمل السباق بكل اطمئنان وينجح في توسيع الفارق في نهاية المطاف إلى 3 دورات كاملة، القمزي الصغير أكد أن الاجتماع مع مدرب الفريق والمتسابقين قبل السباق كان له نتيجة إيجابية، خاصة وأن نصيحة المدرب جيدو كابليني هي عدم الضغط، وفي نفس الوقت محاولة الالتفاف بشكل حاد عند كل بوابة، وهو ما يوفر أجزاء من الثانية مع تراكمها، يصبح لها ثمن كبير في المسار، وقال: خضت الجزء الأصعب من السباق وهو الساعة والنصف الأخيرة، وكنت أريد أن أنهي المنافسة أمام الزورق الروسي بشكل لا أعرض من خلاله الزورق لأي مجازفة، ونجحت في ذلك بتطبيق التوجيهات والتعليمات، وشكر القمزي الراديو مان ناصر الظاهري لا سيما وأنه قد قام بإعطائه التوجيهات طيلة زمن السباق، وإعطائه التعليمات اللازمة لكي يصل معه إلى بر الأمان بأجمل انجاز.