يتوقع أن تشهد عمليات الاندماج والاستحواذ إقبالاً كبيراً خلال العام المقبل، بحسب استبيان أجراه بنك “يو بي اس” ومجموعة بوسطن الاستشارية على المديرين التنفيذيين وكبار المسؤولين التنفيذيين في أوروبا. وأشار الاستبيان إلى أن واحدة من كل خمس شركات تتوقع عقد صفقة “كبيرة” (أكثر من 500 مليون يورو من المبيعات) في عام 2010. ويتبين من ردود 166 من المديرين التنفيذيين وكبار المسؤولين التنفيذيين في 700 شركة تعمل في 22 قطاعاً، والذين تم استطلاع آرائهم، أن انجذاب الرؤساء التنفيذيين لعمليات الاندماج والاستحواذ الفائق للتوقعات يعد صحياً، ومن المتوقع أن تعلن واحدة من بين خمس شركات (بنسبة 19%) عن عقد صفقة كبيرة في عام 2010. وكشف الاستبيان أن الدوافع الأكثر وروداً من بين 12 دافعاً وراء نشاط الاندماج والاستحواذ كانت المتعلقة باعتبارات استراتيجية واعتبارات متعلقة بالنمو، كالتوسع في عرض المنتجات، والوصول إلى مناطق جغرافية جديدة، والوصول إلى عملاء جدد وقنوات توزيع جديدة. وأضاف أن عدم وجود أهداف استحواذ أو أسعار جذابة للشركات يشكل العائق الرئيسي أمام نمو عمليات الاندماج والاستحواذ، مشيرا إلى أن الأسباب الأكثر شيوعاً التي تحول دون عمليات الاندماج والاستحواذ هي عدم وجود أهداف جذابة “ذكر من قبل 40% من المجيبين عن الاستبيان”، و التقييم المرتفع للشركات “ذكر من قبل 39% من المجيبين”، الأمر الذي يعكس سرعة و مدى انتعاش أسواق الأسهم. وأوضح أن الشركات تخطط للاعتماد على تمويل داخلي للصفقات، مبينا أن 42% من المجيبين عن الاستبيان يخططون لاستخدام الاحتياطيات النقدية القائمة أو التدفق النقدي، بينما يفضل 23% من المجيبين استخدام تسهيلات الديون القائمة. وأبعد من ذلك هناك تفضيل واضح لتمويل رأس المال السهمي (14%) على القروض المصرفية الجديدة (5%) أو قضايا الديون المتداولة (4%). و هذا يدل على وجود حد أعلى لحجم الصفقات خلال العام المقبل – مما يتوافق مع المراحل المبكرة لموجات أخرى من عمليات الاندماج و الاستحواذ. وبين الاستبيان عدم وجود الكثير من الصفقات الضخمة حتى الآن، مشيرا إلى أن 20% يتوقعون التوصل إلى اتفاق يشكل تحولاً في قطاعهم، مقابل نسبة 43% في استبيان العام السابق. وفيما يتعلق بإعادة الهيكلة، أشار الاستبيان إلى أن توقعات إعادة الهيكلة عالية، مبينا أن 66% من المشاركين في الاستبيان يتوقعون عقد المزيد من الصفقات القائمة على إعادة الهيكلة في صناعتهم على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة. و من المتوقع أن تظهر كل من التصفية “القسرية” الاستثمارات و المبيعات الطوعية للشركات خاسرة بشكل جلي(29% من المجيبين لكل منهما). وقال دانيال ستيلت، رئيس الحالات الخاصة وبحوث تمويل الشركات في بنك الاستثمار “يو.بي.اس”: “تبيّن هذه الدراسة أن هناك قاعدة مشترين واسعة من الشركات التي تتوقع إجراء الصفقات عام 2010، فشهية عقد الصفقات مشجعة لمثل هذه المرحلة من دورة عمليات الاندماج والاستحواذ في وقت تدخل فيه أوربا الموجة السابعة من هذه العمليات.” وأضاف” تتوقع واحدة من بين خمس شركات عقد صفقة كبيرة في العام المقبل، وسينجم عن ذلك إعادة اقتران نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ بالجو العام الذي يسود سوق الأسهم، والعودة إلى شفافية العائدات وقابليتها للربح، وشروط التمويل المساعدة وعودة الثقة إلى قاعات اجتماع مجالس الإدارة”. وتابع “سيكون العاملان الأساسيان غير المؤكدين هما استعداد الشركات لإزالة قيود التمويل التي فرضتها على نفسها عن مرافق الدين الحالية، والأرصدة النقدية، والسيولة النقدية، وإحداث تغيير في المشاعر السائدة حيال التقييمات الحالية، وهي ما يراه عدد كبير من المشاركين في الاستبيان كعائق أمام إبرام المزيد من الصفقات”. من جهته، قال آكسل روس، رئيس مكتب مجموعة بوسطن الاستشارية العالمي للاندماج والاستحواذ: “إن خطط الشركات لعمليات الاندماج والاستحواذ في عام 2010 مشجعة جداً، وإذا ما تحققت على أرض الواقع، فإننا نتوقع زيادة في سوق هذه العمليات تبلغ نحو 20% عما كانت عليه في عام 2009، مما سيعيد السوق إلى المستوى الذي كانت عليه في عامي 2004 و 2005.” وأضاف “ما نزال نرى عدداً كبيراً من الشركات التي تكبح جماح طموحها في انتظار المؤشرات الخارجية والحواجز، بما فيها حالة عدم اليقين المتعلقة بالتقييمات الحالية أو ندرة مصادر تمويل عمليات الاستحواذ- ومعظمها خارجي- قبل أن تقوم بتطوير نفسها، وحالما يتحول لون هذه المؤشرات إلى الأخضر فمن المرجح أن تنطلق سوق الاندماج والاستحواذ انطلاقة قوية، مما يعني أن على الشركات- حتى غير المستعدة للحركة منها للآن- أن تفكر في الاستعداد.” وتابع “عموماً فإننا نتوقع أن يتسم عام 2010 بالعودة إلى بيئة اندماج واستحواذ أكثر طبيعية- بيئة من المرجح لها أن تكون طبيعية بمعنى جديد للكلمة، وأن يكون فيها تمويل محافظ أكثر وصفقات ذات عوامل مخاطرة أقل”.