تنسيق الزهور مهمة يقوم بها هواة الفن
مهنة تنسيق الزهور الطبيعية وبيعها واحدة من أجمل وأرقى المهن، لأن العاملين فيها يكونون على اتصال يومي ومباشر مع مخلوقات مرهفة وشفافة تفتن القلوب والأبصار بجمالها ورونقها وأريجها، ولكنها ليست من المهن التي يمكن أن يتعلمها أي شخص، أو أن يمارسها من يرغب بممارستها دون موهبة، فهذه المهنة تتطلب هواية ومهارة لا تتوفر في الجميع.
ضيف زاوية “مهنتي” لهذا اليوم منسق الزهور الطبيعية الشاب وليد أحمد الذي يعمل في أحد محال الزهور في مدينة العين .
يتحدث وليد بداية عن سبب اختياره لهذه المهنة ويقول :” اخترت هذه المهنة لأنها مهنة والدي وجدي وأعمامي وأولاد عمي وإخوتي فنحن عائلة الزهارين كما يطلق علينا في مصر، وقد انتقل حب المهنة إلينا بالوراثة جيلا عن جيل ، فمنذ أن بلغت الثامنة من عمري بدأت أتردد على والدي في محله الخاص ببيع الزهور وأراه كيف ينسق للزبائن باقات وسلات الزهور التي يطلبونها فوجدت نفسي يوما بعد يوم أتعلم ذلك الفن وأنفذه تحت عيني والدي فيوجهني ويثني علي حتى أنني قمت بتزيين سيارة عروسين لوحدي، وأنا لم أتجاوز الثانية عشرة من عمري، وبعدما التحقت بكلية التجارة في جامعة القاهرة، وأنهيت دراستي الجامعية منها عدت لأكرس وقتي كله للزهور عبر سفري إلى الامارات لأعمل في إحدى محال الزهور الراقية في منطقة الجميرا في دبي أنسق الزهور وأبيعها لمدة 5 سنوات ومن ثم افتتحت وأخي محلا للزهور منذ فترة وجيزة في مدينة العين “
مشورة الزبون
كان وليد ينسق باقة زهور يضعها على فازة أمامه ويقول: طبيعة المناسبة وطلب الزبون أو الزبونة هو الذي يحدد لون وشكل الزهور التي أستخدمها في باقة الزهور أو السلة المطلوبة، ولا بد أن أتحاور مع الزبون وأسأله عن المناسبة هل هي عرس أم خطوبة أم زيارة مريض أو مريضة أم ولادة مولود ذكر أو أنثى أو إذا كانت بمناسبة عيد الأم أو عيد الحب أو عيد الميلاد، وبعد أن أحدد المناسبة معه أسأله عن وجود تصميم معين لباقة الورد أو فكرة ما يود أن تكون موجودة فيها وما ألوان الورود التي يريدها وكم هو حجم الباقة وهل يريد أن يقدمها في نفس اليوم أو اليوم الذي يليه حتى أعطيه زهوراً نصف مفتوحة فلا تكون ذابلة وقت تقديمها”
ويتابع وليد: “وإن لم يكن لدى الزبون فكرة أوتصميم معين أعرض عليه صورا لبوكيهات أو باقات ورود مختلفة ليأخذ فكرة عن شغلي ويختار ما يود التصميم الذي يناسبه منها وأحيانا يقول لي الزبون اعمل لي باقة على ذوقك تاركاً لي الخيار في اختيار التصميم وألوان الزهور والتي أختارها وفق المناسبة التي ستهدى الباقة فيها “
تغير المهنة
يؤكد وليد أن تجارة بيع الزهور اختلفت عما كانت عليه في الماضي فهو يعمل فيها منذ 22 عاما، ويعتبر دخول بعض التقنيات والأدوات إلى عمله هو الشيء الجديد فيها إذ إنه كان يستخدم في الماضي، ورد النيل وهو نبات كالبساط يوجد داخله ماء تثبت الزهور عليه، فهو كقاعدة أساسية يستند عليها في الباقة أو السلة أما الآن فقد تم استحداث قطعة اسفنج خاصة تستورد من الدانمارك تبلل بالماء وتغرس أغصان الزهور والأوراق الخضراء فيها فتسقيها من المياه المحبوسة فيها وتبقى الزهور الطبيعية يانعة لعدة أيام خصوصا إذا تزامن ذلك مع وجودها في مكان جيد التهوية والتكييف مما يزيد من عمر تلك الزهور، بالإضافة إلى تطور الأدوات والمواد التي تستخدم في تنسيق الورود مثل المقص والمشرط المستخدمان في قص الأوراق وأطراف الأغصان أثناء تنسيقها وكذلك مكبس الصناديق الخشبية وقطاعة الأسلاك فقد دخلت المناديس الخشبية والأقمشة الملونة وأوراق الزينة والسولفان والربطات والشرائط الملونة وعلب الهدايا والستاندات الحديدية والأطباق البلاستيكية والشموع والدمى والسلات والفصوص الملونة والكرستالات، وسلاسل اللولو إلى باقات الورود، أو البوكيهات وفق طلب كثير من الزبونات العربيات وبالأخص الخليجيات اللواتي يحببن إضافة لمسات جديدة لها تزيدها فخامة وثراء على خلاف الأجانب الذين يشترون وردة أو اثنتين أو باقة صغيرة عدد ورداتها محدود وملون بلون واحد أو لونين أبيض وأحمر على سبيل المثال ولا يرغبون بإضافة أي نوع من الزينة لها سوى أوراقها الخضراء وشريط بسيط يلفها من منطلق حبهم للبساطة.
مهارات البائع
يتطلب عمل بائعي الزهور الطبيعية وفق وليد الكثير من الذوق والفن في تنسيق الباقات والبوكيهات المختلفة المناسبات بطريقة راقية عصرية تلبي رغبات الزبائن وتفتنهم بجمالها وهذه مهمة صعبة تحتاج للموهبة والذوق والممارسة.
بالإضافة إلى ضرورة وجود خبرة ومعرفة كافية لدى بائع الزهور بأنواع الزهور ومسمياتها وطريقة التعامل معها فهناك زهور يمكن صبغها وأخرى تتطلب إخراجها من الثلاجة قبل ليلة من استخدامها في الباقة لتتفتح وتصبح أجمل علاوة على أهمية التعقيم المستمر لماء الزهور الذي يقتل الجراثيم ويمنع تطاير روائح غير مرغوبة منها.
المصدر: العين