شريف عادل (واشنطن)
اشتكى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من انخفاض مشتريات الصين من بلاده، خلال الفترة الماضية، فيما يبدو أنه تمهيد لفرض تعريفات جديدة على المنتجات الصينية، على الرغم من اتفاقه مع الرئيس الصيني، تشي جينبينج، خلال اجتماعات مجموعة العشرين، الشهر الماضي، على تأجيل فرض تعريفات تجارية على 300 مليار دولار من الواردات الأميركية من الصين، مقابل التزام الصين بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية.
وفي تغريدة على «تويتر»، قال ترامب: «لم يقوموا بشراء المنتجات الزراعية من مزارعينا العظماء كما وعدوا.. أتمنى أن يبدؤوا قريباً».
ويرى ترامب، أن الدول الأخرى تربحت على حساب الولايات المتحدة كثيراً، وحان الوقت لاستخدام التعريفات للتفاوض، من أجل إجبار الشركات على العودة إلى الولايات المتحدة.
وفي مقابل امتناع الولايات المتحدة عن فرض تعريفات جديدة، على ما تبقى من وارداتها من الصين، تعهدت الأخيرة، خلال اجتماعات مجموعة العشرين بأوساكا باليابان الشهر الماضي، بشراء كميات إضافية من فول الصويا والقمح ولحم الخنزير الأميركيين، إلا أن بيانات وزارة الزارعة الأميركية، أكدت أنها خفضت مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية في الفترة التي تلت الاجتماعات.
وأظهرت البيانات الصادرة، الخميس الماضي، في واشنطن، أن الصين اشترت 127.8 طن من فول الصويا الأميركي في الأسبوع الذي تلا الاجتماعات، بانخفاض بنسبة 79% مقارنة بالأسبوع السابق له، كما اشترت 76 طناً من لحم الخنزير الأميركي، مقارنةً بـ10.4 طن اشترتها خلال شهر يونيو الماضي.
وفي إشارة على الاستعداد لاستئناف المفاوضات بين الاقتصادين الأكبر في العالم، تواصل المسؤولون الأميركيون، خلال الأسبوع المنتهي، مع نظرائهم في الصين، للمرة الأولى بعد انتهاء اجتماعات مجموعة العشرين، حيث تحدث روبرت لايتايزر الممثل التجاري للولايات المتحدة، وستيفن منوشن وزير الخزانة، إلى ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني، وزونج شان وزير التجارة الصيني، يوم الثلاثاء، تمهيداً للمضي قدماً في الجولة التالية للمباحثات، لكن كان ذلك قبل صدور بيانات وزارة الزراعة الأميركية الأخيرة.
وفي نفس الاتجاه، حذر لاري كادلو، المستشار الاقتصادي بالبيت الأبيض، من دخول المفاوضات الأميركية الصينية في طريق مسدود، بسبب التعنت في التعامل مع المشكلات القائمة.
وعلى صلةٍ بالأمر، وفي دراسة حديثة لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، أحد أهم مراكز الأبحاث بواشنطن، خلص شيرمان روبينسون، الزميل غير المقيم بالمعهد، وكارين ثيرفيلدر، من الأكاديمية البحرية الأميركية، إلى أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة، والصين تؤدي إلى تأثر كل من الولايات المتحدة والصين سلبياً خلال السنوات المقبلة.