وسط أجواء ضبابية ساحرة وعلى نغمات أوبرالية تصدح في فضاء المكان، هيمنت بهرجة وفخامة هوليوود على مجموعة المصمم الموهوب مايكل سينكو لموسمي ربيع وصيف 2010، وذلك ضمن أسبوع دبي للموضة الأخير. وفضل المصمم أن يذهب من خلالها وفي ومضة من الزمن إلى عوالم نائية أبعد من الحلم ذاته، مسترجعا رؤىً بعيدة المنال، لأزياء كلاسيكية راقية تحمل نفحات من الفخامة، الأناقة، والجمال انطلق عرض مايكل سينكو على وقع أقدام العارضات اللواتي تهادين بأسلوب ملكي على المنصة البيضاء، وهن يرفلن بأثواب غنية ومثيرة تخطف الأنظار، قطع فردية، ومسرحيّة، تحمل معاني رومانسية. واستند سينكو في تصميمها إلى فكرة واحدة شدت خياله، وألهمته ليبتكر تشكيلة كاملة تعود إلى نصف قرن مضى، حيث الترف، والرقيّ، والثراء الذي طبع طراز الملابس في هوليوود آنذاك. واستغرق المصمم في أجوائه الخيالية، منفعلاً بعنوان مجموعته "الحلم البعيد" إلى حد الهوس، ملتقطاً كل تفاصيلها الصغيرة، ومركزا على نقاط الجمال والبريق لكل قطعة منها، ليتمكن من إيصال فكرته بشفافية وأنوثة طاغية، مستخدماً خامات وأقمشة، هفافة، شفافة، وخفيفة حتى تكاد أن تكون منعدمة الوزن، لتخدم التصميم وتحوّل القطعة إلى شكل أثيري، جميل، وغير محسوس، كالأتوال الفرنسية والشيفونات الناعمة، مع شيء من الأورجنزا، والدانتيل المحبوك، فساتين أسطورية متنوعة في تصميمها، عالية الجودة لناحية التنفيذ والقصّة، موشاة بمهارة وحرفية عالية، ومطعمّة بأشكال وأحجام مختلفة من الكريستال شوارفسكي، والتي جاءت لتثري وتزيّن القطعة، إما على شكل قلائد تبدأ من العنق لتتوالى متدلية على منتصف الوسط، أو لتستريح بغنى وتألق على كامل الصدر، وكأنها قطعة نفيسة من المجوهرات الملكية في البلاطات الفرنسية القديمة قبل عصر النهضة. أما القصّات فقد تنوعت ما بين الكورسيهات الضيقة ذات القوالب المشدودة على الخصّر، وبين تلك التي تنحت القوام وتلتصق بكامل الجسد لتصل إلى الركبة ثم تنفتح باتساع وحرية وهي ما تسمى بـ"قصة الحورية"، أو التي تقف عند الأوراك والتي تسمى بـ" قصّة الأميرات"، مع بعض التنورات الواسعة ذات الأدوار المتعددة والمنتفخة بـ" "الجيبون"، وأخرى القصيرة، المستقيمة، والجريئة بلا تحفظ، كما أدخل سينكو القص بتقنية "الليزر" على بعض الجوبات والتي حولتها لشيء أقرب لبتلات الأزهار الربيعية المتفتحّة لتلتقط دفء الشمس وشعاعه، وتشكلت كل المجموعة مابين الفساتين المغرية المفتوحة الديكولتية، وبعض من الموديلات ذات الياقات العالية التي تلتف لتغلف العنق بحنان. واختتم المصمم المبدع سينكو عرضه الأسطوري باستعراض أربعة فساتين زفاف ملوكية، فخمة، تركزت على فكرة الكورسيهات المقولبة ذات الأكتاف العارية، والمزينة بحبات الكريستال البراق، فجاء الأول بلون بريء ناصع البياض، وخصر عال وجوب من طبقات الأورجانزا الشفافة، والثاني كان بلون وطعم السكر، ومتوجاً بكريستالات منطفئة من أحجار " المالكيت" الراقي، وآخر بلون الكريمة وكريستالات عسلية داكنة، وأخيرا تألق الفستان العاجي والموشى بأحجار كبيرة بلون الزمرد الأخضر النابض بالحياة.