حسن الورفلي (القاهرة، بنغازي)

تستعد قوات الجيش الوطني الليبي لتنفيذ مرحلة جديدة من العمليات العسكرية ضمن عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وذلك بحسب المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري.
وأكد المسماري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن العمليات العسكرية في طرابلس دخلت مرحلة الإعداد والتجهيز للمرحلة الرئيسة لعملية طوفان الكرامة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الليبية اتخذت التدابير اللازمة كافة لدعم وإسناد القوات التي تتمركز في الخطوط الأولية في معركة تحرير طرابلس.
وأشار إلى أن غرف العمليات الرئيسة والاحتياطية كافة بدأت تتحرك لتنفيذ العملية، مشيداً بدور القوات الجوية التي قامت على مدار الأيام الماضية بتنفيذ غارات جوية على تمركزات الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في مدينتي طرابلس وغريان، خاصة في غرب وشمال المدينة.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي إن القوات المسلحة الليبية تنتظر أوامر القيادة العامة للقيام بالهجوم الأخيرة على الجماعات المسلحة والإرهابية في طرابلس وتحريرها من قبضة الإرهابيين والمسلحين. وتستعد الفرقة الذهبية التابعة لكتيبة طارق بن زياد، وهي إحدى الكتائب العسكرية الضخمة التابعة للقوات المسلحة الليبية.
وأكدت كتيبة طارق بن زياد المقاتلة في بيان مقتضب، أمس، استعدادها لدحر الميليشيات المسلحة في طرابلس أينما كانت، مشيرة إلى أنها بانتظار صدور تعليمات القائد العام للجيش الليبي لاقتحام قلب طرابلس وتحريرها.
وحول التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، قال اللواء أحمد المسماري لـ «الاتحاد» إن التدخلات الخارجية في الشأن الليبي ليست وليدة اللحظة، مشيراً إلى أن الجيش الوطني الليبي اتجه في عام 2014 للمواجهة المباشرة مع تركيا وقطر الداعمتين الرئيستين للجماعات الإرهابية، مؤكداً أن معركة تحرير طرابلس أسقطت القناع التركي، وكشفت حجم دعمه للجماعات الإرهابية والمسلحة، وذلك عبر الدفع بخبراء عسكريين ومستشارين أتراك إلى مدينتي طرابلس ومصراتة، ودعم المسلحين بالقناصة وتدريب المسلحين على كيفية استخدام الطائرات المسيرة من دون طيار في ضواحي طرابلس، ونقل الإرهابيين من تونس إلى ليبيا.
واتهم المسماري قطر بتقديم دعم كبير جداً للجماعات الإرهابية والمسلحة في طرابلس، لافتاً إلى نقل النظام القطري للأسلحة والمقاتلين إلى طرابلس عبر الأراضي التونسية، مشدداً على أن معركة «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس هي الأخيرة والحاسمة ليس في ليبيا فقط ولكن في الإقليم بصفة عامة.
إلى ذلك، نفذ سلاح الجو الليبي غارات جوية استهدفت مواقع المجموعات المسلحة والجماعات الإرهابية التابعة لحكومة الوفاق في محاور خلة الفرجان وصلاح الدين والعزيزية في ضواحي طرابلس.
وفي القاهرة، اجتمع أعضاء في مجلس النواب الليبي مع مسؤولين مصريين، لبحث تفعيل دور البرلمان الليبي وتعظيم فرص الحل السياسي، وتقريب الرؤى بين الأطراف كافة للدفع نحو تعزيز فرص الحل السياسي في البلاد.
وقال نائب رئيس البرلمان العربي، عضو مجلس النواب الليبي أبو صلاح شلبي، إنهم بحثوا في القاهرة تفعيل دور مجلس النواب الليبي خلال الفترة المقبلة، والتأكيد على وحدة وسيادة واستقلالية الأراضي الليبية، وبحث سبل التوصل لتسوية سياسية لنزع فتيل الأزمة الراهنة في البلاد.
وأشار في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أن الاجتماعات بحث كيفية تحجيم دور بعض الدول الإقليمية التي تتدخل في الشأن الليبي وعمقت الأزمة، مشيراً إلى حرص أعضاء مجلس النواب الليبي على أن يلعب البرلمان دوره الرئيس خلال الفترة المقبلة بتقريب وجهات النظر بين الأعضاء، وعقد جلسة للبرلمان في أقرب وقت ممكن وفي مدينة يتم الاتفاق عليها بين أعضاء البرلمان الليبي كافة.
وأشار إلى حاجة الشعب الليبي لتحرك لحل الميليشيات المسلحة التي تحظى بعضها بدعم دولي، مطالباً السلطات المصرية بلعب دور حيوي لتحجيم حجم التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية وتفعيلها بعيداً عن التدخلات الخارجية.
إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة طبرق صالح هاشم لـ«الاتحاد» إنهم أكدوا خلال اجتماع القاهرة التشاوري أن مجلس النواب هو الجهة التشريعية في البلاد، وأهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي الليبية، وإرساء أسس الدولة المدنية الحديثة.
فيما أكد عضو مجلس النواب الليبي عبد المطلب ثابت أهمية تفعيل دور مجلس النواب لتفعيل العملية السياسية لدفع العملية السياسية في البلاد باعتبار البرلمان الجسم التشريعي الوحيد في ليبيا.
وأشار إلى أن الوفد الليبي سيتوجه للجامعة العربية لبحث وقف التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، وكذلك تحركات على مستوى الرباعية الدولية المعنية بليبيا، لإيجاد حل وموقف واضح للتدخلات التركية في الشأن الداخلي الليبي.
وأشار عضو مجلس النواب الليبي إلى أن المجلس بذل جهوداً كبيرة لدعم عملية الجيش الليبي لمكافحة الإرهاب ومحاصرة الجماعات المتطرفة، ويتحرك لإيجاد حل لمشكلة الميليشيات المسلحة المنتشرة في البلاد.
وفي ليبيا، أعلنت الشركة العامة للكهرباء، قيام مجموعة مسلحة بالدخول إلى محطة تحويل الحرشة في مدينة الزاوية غرب البلاد، وإعادة تشغيل جميع الخطوط المفصولة، ما أدى إلى انخفاض في التردد، وحدوث إرباك في وحدات الإنتاج.