سوق الجمعة ·· نشاط لا يتوقف في الأعياد والعطلات
تحوّل ''سوق الجمعة'' في الفجيرة منذ انطلاقه على يد أحد المواطنين قبل نحو 30 عاماً إلى أحد أكبر الأسواق التقليدية في الإمارات الشمالية، حيث يعج السوق بالزائرين خصوصا خلال عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، للاستمتاع بمعروضه من تحف وسجاد إلى خضار وفواكه·
وتخترق الطريق إلى السوق مناطق مسافي عن طريق الذيد مرورا بمنطقة ثوبان، قبل أن يجد الزائر نفسه محاطا بالمحال التجارية المتنوعة، الموشومة بعبق ثمانينات القرن الماضي عندما تأسس أول متجر على يد خميس الصريدي الذي كان يمتهن بيع العسل·
ويقع السوق وسط سلسلة جبلية محاطة بالأودية، واتخذ اسمه من ازدهار نشاطه خلال عطلة نهاية الأسبوع والأعياد، ويعتمد بشكل شبه كلي على السياح، الذين يقبلون على شراء الفخار والسجاد، إضافة إلى الخضار والفواكه المحلية التي تشتهر بها مسافي ودبا والطيبة وأعسمه· وأسهم السوق بازدهار صناعة الفخار، كما يقول علي بن محمد يوسف الشحي الذي يتردد باستمرار على السوق، مشيراً إلى أن سوق الجمعة من الأسواق التي تبيع وتروج لهذه الصناعة التقليدية القديمة التي ترجع إلى آلاف السنين واشتهرت بها مناطق رأس الخيمة والفجيرة نتيجة لوجود الجبال والصلصال الذي يشكل المادة الأساسية لصناعة الفخار· ويلفت الشحي إلى أن الموقع المتميز للسوق جعله يتحول نهاية الأسبوع وفي الأعياد والعطل إلى وجهة للسياح، ذلك أن ''التسوق وسط الطبيعة والهواء الطلق يشعرك بالراحة والهدوء ويحررك من قيود وزحمة المدينة ويضفي نكهة خاصة على التسوق''·
وما يميز سوق الجمعة عن باقي الأسواق أن جميع محلاته مفتوحة ومقامة ضمن أجواء الطبيعة وهي أقرب إلى الأسواق القديمة وتعتمد على الأسقف لوقاية البضاعة من حرارة الشمس والرطوبة والمطر·
وتستقبل محال السجاد الزائر لدى ولوجه السوق، فتتراءى القطع المزخرفة تتدلى بمختلف الألوان والأحجام والأشكال، يطغى عليها المستورد من تركيا وإيران والصين والسعودية، قبل أن يدخل السجاد المحلي المصنوع في جبل علي إلى ساحة المنافسة·
وتتراوح أسعار السجاد بشكل عام ما بين 200 إلى 8000 درهم، كما يقول شيرزاد خان صاحب أحد المحلات الموجودة في السوق منذ أكثر من 12 سنة، لافتاً إلى أن تجار قليلين يتجاوزون هذه الأسعار·
ويسيطر سوق السجاد في سوق الجمعة الأفغان وقلة من الباكستانيين، الذين أصبحوا متخصصين في بيع هذا النوع من البضاعة بحكم خبرتهم الطويلة وارتباطهم الوثيق بصناعة وبيع السجاد·
وعلى الرغم من وجود أسواق متخصصة ببيع السجاد على امتداد مساحة الدولة، إلا أن كثيرا من السياح والمواطنين يفضلون الشراء من سوق الجمعة نظراً لتدني تكلفته، كما أكد بعضهم·
''لكن للسوق مشاكله''، كما يقول جمعة عبد الله جمعة الذي جاء من عجمان· فبسبب ضيق المكان المحاصر بين الجبال، تندر مواقف السيارات في المنطقة، ويتداخل المرور ما يؤدي إلى حدوث ازدحام وإرباك، لا يقلل منه الانتشار الكثيف لدوريات الشرطة، فضلا عن أن البضاعة المعروضة لا تنجو من تطاير الغبار وحرقة الشمس والرطوبة، دون تناسي وجود بضاعة مقلدة أو مغشوشة·
وتنتشر في السوق مشاتل لبيع فسائل الأشجار والنباتات بشتى أنواعها، إلى جانب الخضار والفواكه التي تجلب من المناطق المحيطة· ''فهنا يزرع البرتقال والموز والمانجا، والبطيخ أو ''اليح'' باللهجة المحلية، والشمام واللوز والرطب والطماطم، إضافة إلى الحيب الأبيض الذي يستخرج من جذوع صغار النخل بعد تقشيرها''، كما يقول أحد المهتمين ببيع هذا النوع من المواد الغذائية محمد إرشاد و هو بنغالي يمارس هذا النوع من النشاط منذ 9 سنوات·
ويحظى الحيب بطلب الكثير من السواح حيث يعتقد الكثير على نطاق واسع أن الحيب من المواد الغذائية التي تعطي نشاطا وحيوية للإنسان· ويضم السوق كذلك مطاعم ومحلات أخرى لبيع التحف والذرة المشوية والمسلوقة، إضافة إلى وجود محطة بنزين رئيسية ومسجد·
المصدر: الفجيرة