أعلنت المملكة المتحدة أنّها ستعزز مؤقتاً انتشارها العسكري في الخليج، عبر تقديم موعد تناوب مقرر بين سفينتين حربيتين في المنطقة، وفق الحكومة البريطانية ومصدر دفاعي الجمعة، وذلك في سياق تصاعد التوتر مع إيران.

وقال وزير خارجية بريطانيا جيريمي هانت في تصريحات تلفزيونية: "سنرسل السفينة الحربية دنكن إلى الخليج في إطار وجودنا العسكري الطويل هناك"، موضحاً أن بريطانيا لا تسعى لتصعيد الوضع بشأن إيران.

وأكد أن لا المملكة المتحدة ولا حلفاؤها يريدون صراعاً، مشيراً إلى أن بلاده تريد تجنب تصعيد قد يكون خطيراً مع إيران. وتابع "سنواصل مع شركائنا الدوليين دعم حرية حركة السفن العابرة بهذا الممر الحيوي".

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنّ "إتش إم إس دنكن" التابعة للبحرية الملكية البريطانية ستنوب عن "اتش ام اس مونتروز" الموجودة حالياً، من أجل ضمان الحفاظ على "حرية الملاحة".

وقال مصدر دفاعي إنّ موعد عملية التناوب جرى تقديمه لبضعة أيام، من دون أن يحدد مدة بقاء السفينتين سوياً في المنطقة.

وأضاف المصدر أنّ الحكومة رفعت في بداية الأسبوع مستوى التأهب في المياه الإقليمية الإيرانية بالنسبة للسفن البريطانية إلى الدرجة القصوى.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن المناقشات بين بريطانيا والولايات المتحدة مستمرة لتعزيز وجودهما العسكري في الخليج.

وقالت المتحدثة باسم ماي: "نجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تعزيز وجودنا في وجه التهديدات الأخيرة التي تواجه الملاحة بالمنطقة".

وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة حدّة التوتر في مضيق هرمز الذي يشكل معبراً بحرياً لثلث النفط الخام العالمي، نتيجة وقوع عدّة حوادث، بينها محاولة البحرية الإيرانية منع عبور ناقلة نفط بريطانية عبر مضيق هرمز. وأطلقت سفينة "مونتروز" التي جاءت للنجدة "تحذيرات شفوية" للزوارق الإيرانية لكي يتراجعوا.

وجاء الحادث بعدما حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، بريطانيا من "عواقب" قرارها احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1" في جبل طارق الأسبوع الماضي.

اقرأ أيضاً: وسائل الإعلام البريطانية: حادث الناقلة يؤكد أهمية حشد قوة بحرية دولية بالخليج

وفي الإطار، اعتقلت شرطة جبل طارق الملكية معاونين بحريين اثنين من طاقم ناقلة "جريس 1" بعدما أعلنت القبض على القبطان وكبير ضباط السفينة أمس الخميس. 

وذكرت صحيفة "جبل طارق كرونيكل" المحلية، أن كل الرجال الأربعة يحملون الجنسية الهندية، ويتم استجوابهم بحذر، مضيفة أنه لم يتم توجيه أي اتهام لأحد منهم حتى الآن. 

وقال رئيس حكومة جبل طارق، فابيان بيكاردو، أمام البرلمان اليوم الجمعة، إن حكومته قررت ضبط الناقلة "بشكل مستقل تماماً، استناداً إلى خروقات لقانون عقوبات الاتحاد الأوروبي القائم، وليس استناداً إلى اعتبارات سياسية استثنائية".