كانت فضائح النظام القطري بادية في وجه تميم بن حمد لحظة وصوله إلى واشنطن في زيارته الرسمية الأخيرة لأميركا، ولم يشفع له ما أنفقه من مال داخل الأوساط الإعلامية والأكاديمية لشراء هذه الزيارة، بل على العكس، ارتفعت وتيرة المطالبات الحقوقية الأميركية لنظام الدوحة بوقف تمويل الإرهاب، والتحقيق مع أي مؤسسة أميركية قبلت بهذا التمويل المشبوه.
النظام القطري لن يحسن صورته ما أعلن عنه من صفقات وأموال في واشنطن، فهي لا تقارن بما يغذي به النظام أوجه العمل الإرهابي، ولعل رفضه إدانة الممارسات الإيرانية في المنطقة أخيراً، هو أكبر دليل على وقوفه لجانب محور الشر ودعمه لكل ما يؤجج الصراع ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
توسيع قاعدة العديد الأميركية في قطر، وشراء الدوحة طائرات بوينغ بمليارات الدولارات، يتزامنان أيضاً مع انتهاكاتها للإنسانية بحق العمال في مشاريع كأس العالم التي قامت بشراء حقوق تنظيمها وفق ما أثبتت تحقيقات أوروبية، وقد وثقها فيلم بعنوان «كأس العمال» نشرت عنه مجلة «ريد بيبر» البريطانية.
الانسلاخ عن العمق العربي، بل الوقوف ضد قضايا الأمة، لن يغطيه شراء الود أو «تسوّل الرضا» الأميركي، كما وصفته وسائل إعلام عالمية، بمليارات من أموال الشعب القطري الذي لا يزال يدفع ثمن سياسات نظام الدوحة الداعمة للتطرف والإرهاب.

"الاتحاد"