أقامت كلية الأفق الجامعية بالشارقة الاسبوع الماضي المهرجان الطلابي الخيري السنوي لطلبة الكلية. واحتوى المهرجان فقـرات فنيـة وفلكلوريـة شعبيـة، وتضمن أجنحـة خـاصـة بالجاليات الطلابية الموجودة فـي الكليـة، حيث عرضت كل جالية الصور والتحف والألبسـة والمأكولات الشعبيـة الخاصة ببلدها، كما تخلل المهرجان حفـل موسيقي وفقـرات ومسابقـات فنية فلكلورية شعبيـة قدمها طلبـة الكليـة بمشاركـة العديـد من الجامعـات والكليـات والمدارس في الدولة، كما تم توزيع الجوائز للمتسابقين والفائزين لهذه الفقرات. سحر القرية الإماراتية في جناح دولة الإمارات التقينا عبدالله البريمي أحد الطلبة الشباب الإماراتيين المنظمين، والذي أكد أن جناح القرية الإماراتية يشهد إقبالًا جماهيرياً للسنة الثالثة في هذا المهرجان، كونه يقدم صورة بانورامية تعكس ماضي وحاضر مجتمع دولة الإمارات من خلال العديد من المعروضات حيث عرضنا هذا العام سيارة جيب قديمة كانت تستخدم في الماضي في قطاع الشرطة بشكل خاص ومجال الزراعة بشكل عام، كما عرضنا مهنة الصقار بجميع مستلزماتها بشكل حي أمام الجمهور الذي استمتع بأخذ اللقطات التذكارية برفقة الصقر والصقّار، بالإضافة إلى الجواد العربي الذي يمثل رياضة الفروسية في المجتمع الإماراتي، كما عرضنا المأكولات الشعبية التراثية المتعارف عليها في المجتمع الإماراتي قديماً في سبيل تعريف الجمهور وبخاصة الأجانب منهم على القهوة العربية والأطباق الإماراتية الشعبية مثل اللقيمات والبلاليط و(النخي/ الدنجو) وخبز الرقاق الذي قامت بصنعه أمام الجمهور إحدى الأخوات المشاركات في القرية الإماراتية. وأكد البريمي أن سبب نجاح القرية الإماراتية خلال المهرجان هو تضافر الجهود الكبير من الطلبة الإماراتيين المنظمين الذين بلغ عددهم خمسة عشر طالبا وطالبة. أما حميد الظاهري وهو أحد المنظمين في القرية الإماراتية أيضا، فقد أكد أن أحد أبرز العناصر التي جذبت جمهور المهرجان هي الخارطة الإماراتية الكبيرة التي عرضت خلال الاحتفال ودعي الطلبة المواطنون والوافدون للتوقيع عليها بعمل بصمة باليد تعبيراً منهم عن حبهم لدولة الإمارات، وقد نالت استحسان الجمهور أيضا الكثير من العناصر التراثية الإماراتية مثل مجسم العريش الذي كان يستخدم لأغراض السكن وهو مصنوع من جريد وسعف النخيل، بالإضافة إلى البخور وبعض المشغولات اليدوية كالسرود و(الحابول) الذي كان يستخدم في الماضي لركوب النخلة، و(المجب/ أو المكبة) الذي كان يستخدم لتغطية الطعام. مباهج الجناح الشامي كما كانت لنا وقفة مع عبد الكريم الرناوي ومدير فرقة شبيبة فلسطين للتراث الشعبي الفلسطيني، وأحد المنظمين في الجناح العربي والذي جمع كلاً من فلسطين وسوريا ولبنان معاً تعبيراً تقارب ثقافة بلاد الشام، حيث أكد الرناوي أن هذه هي المشاركة الثانية في هذا المهرجان الذي تنظمه كلية الأفق سنوياً، حيث تم تقديم المأكولات والأطباق الشامية الشهيرة مثل التبولة والكبة والمسخن الفلسطيني والمشروبات الشعبية مثل الجلاب والتمر الهندي والقهوة العربية، إضافة لعرض جداريات تمثل خرائط لكل من فلسطين وسوريا ولبنان، إلى جانب شعارات ورموز تمثل كل دولة من هذه الدول، مثل شجرة الأرز التي تمثل لبنان والنسر الذي يمثل الرمز القومي لسوريا وشخصية (حنظلة) التي ابتكرها رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وأصبحت اليوم رمزاً قوياً من رموز صمود الشعب الفلسطيني. ويضيف الرناوي: قمنا أيضا بعرض جلسة عربية وديكورات من الحجر الذي يمثل روح بلاد الشام، كما قمنا خلال المهرجان باستقبال عميد الكلية الدكتور أميتاب ومحمد دياب الموسى مستشار سمو حاكم الشارقة، بعمل زفة فلسطينية قدمتها فرقة شبيبة فلسطين، كما قمنا بعمل عرض راقص للدبكة الشعبية الفلسطينية على مسرح المهرجان، وقد لقيت العروض الموسيقية إقبالًا كبيراً من جمهور المهرجان الذي تفاعل مع صوت الدبكة وصوت آلة القربة الموسيقية، كما قمنا أيضا بتوزيع الأكلات الشعبية على الجمهور الذي كان سعيدا بالتعرف على التراث الشعبي لبلاد الشام، خاصة وأننا كفلسطينيين وسوريين ولبنانيين، اجتمعنا في هذه المشاركة في جناح واحد لم شملنا جميعاً كعرب ننتمي لثقافة وحضارة واحدة. ثراء الجناح السوداني وقد كانت وقفتنا الأخيرة في الجناح السوداني مع الطالبة سهيلة محمد الحسن، والتي أكدت أن الجناح السوداني لقي نجاحاً كبيراً كونه عكس للجمهور تنوع الثقافي في السودان التي تضم أربع مناطق كبرى وهي الشمال والجنوب والشرق والغرب، حيث قمنا بعرض الملابس والمنتجات اليدوية والتحف الفنية والعادات والأكلات التي تنفرد بها كل منطقة من هذه المناطق التي تتميز بخصوصيتها الثقافية، بالإضافة إلى تقديم موسيقى وأغان سودانية، وعرض نباتات وأعشاب سودانية مجففة ذات قدرة علاجية لبعض الأمراض، بالإضافة إلى المنتجات اليدوية والعادات الخاصة بشرب القهوة الشعبية وطريقة الضيافة السودانية.