ناصر نصر الله: يُمتعني توثيق الأشياء بالرسم
ناصر أحمد نصرالله فنان تشكيلي إماراتي لم يتجاوز 27 عاماً درس هندسة الاتصالات وترك العمل بها منذ فترة ليتفرغ لإنتاج أعماله الفنية كنائب رئيس مجلس إدارة الإمارات للفنون التشكيلية، وعضو المرسم الحر للشباب في دبي منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا.
يحدثنا ناصر نصر الله عن بداياته مع الفن التشكيلي ويقول: «بدأت مشواري الفني مع بداية حياتي الجامعية، حيث كنت أشعر بأنني أحتاج لجانب فني أو إبداعي بجانب دراستي الأكاديمية، خاصة وأني كنت أرسم كثيراً في أيام المدرسة، أرسم الكاريكاتور وأنفذ بعض الوسائل التعليمية فتوجهت إلى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية لألتحق بدورات مكثفة تؤسس لي القواعد الفنية الصحيحة التي أبني عليها موهبتي وفني مثل كيفية التعامل مع الألوان والظلال بطريقة منظمة ومدروسة وذلك لمدة 3 سنوات ابتداء منذ عام 2001 بالإضافة إلى دورات صيفية أقامتها وزارة الثقافة في المرسم الحر عامي 2003 و2004 فتتلمذت خلال تلك السنوات على يد الفنانين الرائعين محمد كاظم وابتسام عبد العزيز».
تميز فني
يتميز نصر الله بتنوع وغنى الأعمال الفنية التي تتفنن بها روحه المبدعة وأنامله الحساسة فهو يرسم اللوحات بالألوان وبفن الكولاج ويرسم الرسوم المتحركة والشعارات التي تعبر عن أي مؤسسة أو جهة.
وحول أسلوبه الخاص وما تتميز به أعماله الفنية يوضح قائلاً: «أعتقد أن الفنان عليه تجربة أشياء متنوعة حتى يجد أسلوبه الذي يميزه، بالنسبة لأعمالي فهناك لوحات لمشاهد أخترتها بعناية حيث تحوي الكثير من العناصر والمنظور، ولي تجربة مع لوحات كثيرة رسمتها من مشاهد «السوق» حيث أجد أن السوق موضوع دسم به الكثير من العناصر، والألوان، و الأشكال، والمنظور القوي في طريقة عرض السلع، كما أن جميع لوحاتي تم تنفيذها بألوان الأكرليك، التي أجدها مريحة في التعامل، و تخدم أسلوبي في الرسم، فأرسم خطوطا أولية للعناصر الموجودة في المشهد باللون الأسود أو لون واحد مميز، ومن أملأ الفراغات والكتل بضربات لونية لا تختلط ببعضها على سطح اللوحة، ولكنها تفعل ذلك في عين المشاهد.
أما لوحات الكولاج التي أبدعها فقد جاءت نتيجة هوسي الشديد في تحويل الخامات إلى قطع فنية وقد تكون هذه الخامات بعض الأشياء المهملة، التي لا يلقي لها أحد بالا فأستخدمها في تلك اللوحات، فمن الخامات التي استخدمها الأوراق، والأقمشة، والأزرار، وبعض المطبوعات القديمة والخشب والخرداوات الصغيرة التي لا يتوقع وجودها ضمن العمل الفني ولعل عملية الحصول عليها من أصعب الأشياء التي تواجهني لكنني أشعر بلذة ومتعة وأنا أتجول في الأسواق والمكتبات والمطابع وغيرها بحثا عنها».
الرسم الكرتوني
ويضيف نصر الله : «بالنسبة للرسوم المتحركة فقد أنتجت فيلماً قصيراً مدته 4 دقائق تقريباً لشخصيتين قمت بابتكارهما بالصدفة، ثم تعلقت بهما وألفت الكثير من القصص والمغامرات حولهما بعد ذلك شجعني الكثير من الأصدقاء بأن أنتج رسوما متحركة لقصة من قصصهما و فعلت ذلك بعد 3 أعوام بمساعدة ورشة الهلال للرسوم المتحركة وقد عرضت الفيلم لأول مرة في معرضي الشخصي بمتحف الفن المعاصر بالشارقة 2009، ومن أعمالي أيضا ( أمام الكواليس) وهو عمل قمت بتنفيذه أثناء دراستي الجامعية في عام التخرج حيث كنت متأثراً بطبيعة دراستي والتي بها الكثير من الفيزياء. فكرة العمل كانت استحضار المشهد الذي لا نراه من خلفنا إلى أمامنا،.
و عندما حصل هذا النقل أو الاستحضار فإن طاقة ما قد بذلت لتحريك المشهد، هذه الطاقة استفذت من المشهد نفسه حيث ضاعت بعض تفاصيله واندمجت مع المشهد الأمامي، ويعتبر التصوير الفوتوغرافي تقنية جديدة استخدمتها لإنتاج هذا العمل».
رسالته الفنية
ولأن حضارات العالم وصلت إلينا عن طريق فنونها المختلفة فلا بد أن نصر الله يريد لفنه أن يصل للعالم وتتناقله الأجيال... يعلق نصر الله حول الرسالة التي يريد أن يوصلها من خلال فنه : «ليس هناك رسالة معينة أريد توصيلها و لكنها فكرة التوثيق للأشياء والتمتع بذلك و نشر الجمال في هذا العالم، وطرح فلسفة ما من خلال أعمالي الفنية قد تسهم في بناء فكر أحدهم ليقوم هو بدوره بعمل كبير يغير في هذا العالم بشكل إيجابي.
فالفن في النهاية ردة فعل محسوسة للأفكار التي تشغل ذهن الفنان وتأثره بالبيئة المحيطة حوله من أشخاص وأماكن ومفاهيم يترجمها عبر العبث بخامات من الحياة ومزجها مع بعضها البعض سواء كانت تلك الخامات محسوسة أم مجرد نظريات وأفكار».
معرض إلكتروني
افتتح نصر الله عام 2009 موقعاً الكترونياً يضم تجاربه وأعماله الفنية التي نفذها مؤخرا وشارك بها في معارض عدة إلى جانب مدونة الكترونية باسم المرسم الصغير يعرض فيها بعض التجارب الفنية لمجرد العرض فقط. كما أنه شاركت في العديد من المعارض داخل الدولة وخارج يذكر من أهمها : «معرض بينالي القاهرة للشباب2006، والمعرض العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلة في دوراته الـ25، 28،27 و 29. و كان لي معرض شخصي واحد في 2009، وأعتقد أن المعرض الشخصي و الجماعي كلاهما مهم بالنسبة لي فالمعرض الجماعي فرصة لمشاركة الآخرين عرض أعمالهم الفنية و التعرف على أساليب جديدة و عقليات مختلفة، أما المعرض الشخصي فهو وسيلة أعرض من خلالها تجربتي الجديدة و أقارنها بما مضى من أعمالي السابقة».
الجوائز
المركز الثالث بمسابقة مهرجان الفن والموسيقى بالعين مول – التصوير الزيتي 2004
المركز الأول بمسابقة القصة القصيرة لكلية اتصالات الجامعية 2005
المركز الثاني لمسابقة العويس الثقافية – فئة الرسم 2006
الحصول على لقب «شخصية المبدع» لكلية اتصالات الجامعية 2006
المركز الأول لمسابقة العويس الثقافية – فئة الرسم 2010
المركز الثاني لورشة التواصل 1 بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية 2010
المصدر: دبي