أثارت المحاولة الإيرانية لاعتراض نقالة نفط بريطانية رداً على احتجاز ناقلة نفط إيرانية تنقل النفط إلى سوريا في مخالفة للعقوبات الأوروبية المفروضة على دمشق، ردود فعل دولية. إذ أعلنت بريطانيا رفع مستوى أمن الملاحة لأعلى مستوى بالنسبة للسفن البريطانية المارة بالمياه الإيرانية، في وقت أكدت القيادة الأميركية أن تهديد الملاحة الدولية يستلزم حلاً دولياً.

وقالت القيادة المركزية الأميركية اليوم الخميس، إن تهديد حرية الملاحة الدولية يستلزم حلاً دولياً وذلك في أعقاب محاولة ثلاث سفن إيرانية اعتراض ناقلة تتبع شركة "بي بي" البريطانية خلال مرورها من مضيق هرمز.

وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن "الاقتصاد العالمي يعتمد على التدفق الحر للتجارة، ومن الواجب على كل الدول حماية وصيانة هذا العنصر الحيوي للازدهار العالمي".

وفي الإطار، أوقفت الشرطة في جبل طارق الخميس، قبطان ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1" التي احتجزتها سلطات هذه المنطقة، إضافة الى مساعده، وفق ما اعلن متحدث باسم الشرطة.

وأفادت السلطات بأن الضابط ومساعده من الجنسية الهندية، وأوقفا استناداً إلى شبهات بانتهاك العقوبات على دمشق. وقالت سلطات جبل طارق، إن الناقلة كانت في طريقها إلى سوريا لايصال شحنة من النفط.

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني بريطاني، بأن بلاده رفعت مستوى أمن الملاحة لأعلى مستوى بالنسبة للسفن البريطانية المارة بالمياه الإيرانية.

وذكرت محطة "سكاي نيوز" التلفزيونية اليوم الخميس نقلاً عن مصادر لم تسمها في قطاع الملاحة، أن بريطانيا أوصت كل السفن التي ترفع علمها بتوخي أقصى درجات الحذر في مضيق هرمز.

ونقلت المحطة عن متحدثة باسم هيئة النقل قولها، إن "هيئة النقل كسلطة ذات اختصاص تقدم المشورة في الأمور الأمنية بشكل منتظم للمملكة المتحدة والسفن المسجلة في بريطانيا بشأن كيفية عملها في المناطق عالية المخاطر".

وتأتي هذه التطورات بعدما حاولت ثلاث سفن إيرانية اعتراض سبيل ناقلة تشغلها شركة "بي. بي" البريطانية في مضيق هرمز، لكنها انسحبت بعد تحذيرات من سفينة حربية بريطانية.

وحثت بريطانيا السلطات الإيرانية على "تهدئة الوضع في المنطقة"، بعد الاقتراب من ناقلة النفط العملاقة "بريتيش هيريتدج" التي تشغلها شركة "بي. بي"، وترفع علم جزيرة آيل اوف مان.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان إن "السفينة الحربية مونتروز اضطرت للتمركز بين السفن الإيرانية وبريتيش هيريتدج، ووجهت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها".

اقرأ أيضاً: بريطانيا: إيران مسؤولة بشكل "شبه مؤكد" عن الهجمات في مضيق هرمز

وحدثت الواقعة بعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب من عزمه زيادة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران "بشكل كبير"، في إطار جهود لحمل طهران على تقييد برنامجها النووي وتغير نهجها الإقليمي الداعم للإرهاب.

واتخذت المواجهة المتصاعدة بين إيران والغرب منحى آخر الأسبوع الماضي عندما احتجزت قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية الناقلة الإيرانية "جريس 1" قبالة ساحل جبل طارق، للاشتباه بأنها تخرق عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي بنقل نفط إلى سوريا.

وقال قائد عسكري إيراني كبير اليوم الخميس، إن بريطانيا والولايات المتحدة ستندمان على احتجاز الناقلة الإيرانية، وذلك بعد أيام من تصريحات رئيس أركان القوات المسلحة بأن احتجاز السفينة لن يمر دون رد.

وتصاعدت التوترات خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ بدأت إيران التملّص من شروط الاتفاق النووي الذي أبرمته مع قوى عالمية عام 2015.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي وأعادت فرض العقوبات على إيران، ما دفع إيران فعلياً إلى الخروج من أسواق النفط الرئيسية، وأجبرها على إيجاد طرق غير تقليدية لبيع النفط الخام، وهو مصدر دخلها الرئيسي.

وقالت مصادر أمنية بحرية إن بريطانيا ستحمي خطوط الملاحة، لكن لا توجد بعد سياسة رسمية تنص على مرافقة جميع سفن بريطانيا عبر المنطقة. وأضافوا أن السفينة الحربية "مونتروز" كانت في المنطقة لضمان المرور الآمن للسفن التي ترفع علم بريطانيا عند الضرورة.

وتشير بيانات "ريفينيتيف" إلى وجود أربع ناقلات أخرى مسجلة في المملكة المتحدة حالياً في المنطقة.