مركز الإفتاء: على الزوجة تفادي التحقيق مع زوجها وإظهار كذبه
أكد المركز الرسمي للإفتاء في الدولة، أنه ليس من المناسب بالنسبة للزوجة التحقيق مع الزوج في كل شيء، وإظهار كذبه وبطلان ما يدعيه، لأنه بذلك لا يستفيد من هذه الطريقة، حيث يرى فيها عدم الاحترام والتقدير، وعليها باتباع الحكمة وعدم التجريح. وأوضح أنه تجوز الصلاة في غرفة بها صور أطفال وكذا الصلاة على سجادة داخلها، وأنها صحيحة إن كانت تامة الأركان والشروط، أما إن كان ذلك يشغل عن الخشوع فعلى المصلى اختيار غرفة أخرى. وأشار إلى أن قتل الحيوان دون قصد لا إثم عليه، لكن إذا كان الحيوان المقتول خطأ مملوكا فيجب أن تعطي ثمنه لمالكه.
زوجي يكذب كثيراً، أمامي وأمام الناس ويغير كلامه بكل بساطة، أفيدوني في كيفية معالجة الكذب عنده؟
نسأل الله العلي القدير أن يهدي زوجك إلى الصراط المستقيم، وأن يجعله صادقا في أقواله وأفعاله، ورغم العلاقة القوية بينك وبين زوجك، إلا أنه ليس من المناسب التحقيق معه في كل شيء، وإظهار كذبه وبطلان ما يدعيه، فإن هذه الطريقة في التعامل توغر صدره فلا يستفيد من نصائحك، ولذا ننصحك باحترام زوجك مهما ظهر منه، وعدم نصحه إلا إذا وجدت لذلك طريقة حكيمة ليس فيها تجريح، فليس المهم أن نفضح سيئات الآخرين، بل المهم أن نقنعهم بالعدول عنها ونرشدهم إلى طريق التوبة النصوح.
فمثلا يمكن أن تحدثي غيره وهو حاضر بخطورة الكذب وأنه من الكبائر، أو تجعليه يستمع لمحاضرة في هذا الموضوع.
أما إذا كان كذبه متعلق بوعود لم يستطع الوفاء بها، أو ببعض الأمور الأسرية التي يجد حرجا في مصارحتك بها، فاعذريه في ذلك ولا تحققي معه.
صور الألعاب
هل يجوز الصلاة على سجادة في غرفة مليئة بصور ألعاب الأطفال؟
تجوز الصلاة في هذه الغرفة وكذا الصلاة على السجادة المذكورة وهي صحيحة إن كانت تامة الأركان والشروط، فإن كان ذلك يشغلك عن الخشوع فعليك اختيار غرفة أخرى أو سجادة أخرى، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال:«اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني عن صلاتي»متفق عليه.
وقال الشيخ ابن بطال المالكي في شرح صحيح البخاري شارحا الحديث:«النظر في الصلاة إلى الشيء إذا لم يقدح في الركوع والسجود لا يفسد الصلاة، وإن كان مكروها كل ما يشغل المصلي عن صلاته ويلهيه عن الخشوع، فلما شغلته عليه السلام، عن بعض خشوعه تشاءم بها وردها، ولم يُرد النبي برد الخميصة عليه منعه من تملكها ولباسها في غير الصلاة».
ماذا يفعل الذي قتل حيوانا بغير قصد ليغفر الله له؟
ما دمت لم تتعمد قتل ذلك الحيوان فلا إثم عليك في ما حصل، ففي سنن ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»، قال العلامة القرطبي رحمه الله في كتابه المفهم: (أي: إثم ذلك، وهذا لم يختلف فيه أن الإثم مرفوع.
وإذا كان الحيوان المقتول خطأ مملوكا فيجب أن تعطي ثمنه لمالكه، وإلا فهو هدر، ومن المعروف أنه لا يجوز قتل الحيوان بدون فائدة ولا تعذيبه لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صبر البهائم كما جاء في صحيح مسلم:قال سمعت هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال دخلت مع جدي أنس بن مالك دار الحكم بن أيوب فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونها قال فقال أنس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم.
أعاني من مضايقات من أخت زوجي، على الرغم من محاولتي الإحسان في معاملتها، فبماذا تنصحوني في هذا الموضوع؟
نسأل الله العلي القدير أن يحفظك من كل مكروه، ويجعل وجودك في هذا البيت عامل توافق ومحبة، ولعل ما يحدث بينك وبين أخت زوجك سببه تنازع المحبة، فأنت تحبين زوجك وهذا من حقك، وهي تحب أخاها وذلك من حقها، وحتى لا يحدث بينكما اصطدام عاطفي يجب أن تنصف كل واحدة منكما أختها، ولا شك أن زوجك يفرح كثيراً وينشرح صدره وتعلو مكانتك عنده عندما يرى إكرامك لأخته وصبرك على استفزازاتها.
ولتنتبهي إلى أن زوجك ينبغي أن يعطي لكل ذي حق حقه، وأنه لا حرج في جلوسه مع أخته والتشاور معها في أمور البيت، ولتحذري مما يوسوس به الشيطان عندما تريدين الإحسان إلى هذه المرأة، فالدفع بالتي هي أحسن مطلب شرعي وسبب لإصلاح ذات البين.
هل يجوز الدعاء على من ظلمني وعلى المرأة التي أخذت زوجي مني وجعلته يطلقني بدون ذنب؟ وهل يجوز أن أدعو الله أن يرجعه لي وأن يرفع الغمامة عن عينه؟
ألهمك الله رشدك ووفقك لما يرضى، ولا تحزني ما دمت فوضت أمرك لله، فالله لن يضيعك، وستجدين السعادة والطمأنينة تغمرك، وعليك بمزيد من الصبر، والتقرب لله، لأن جزاء الصبر غير محدود قال تعالى:«إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»الزمر:10، فعسى أن يكون ما حصل لك امتحان من الله فالله يبتلى بعضنا ببعض ليعلم مدى إيماننا ورضانا بقضاء الله وقدره الذي هو من أساسيات الإيمان، فمن رضي بقضاء الله خيره وشره فجزاءه من الله الرضي، ففي سنن الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ».
أما من ظلم ظلما متيقنا لا شك فيه فالأفضل له العفو والصبر الجميل، لذلك عوضي عن الدعاء على من ظلمك بالدعاء له بالهداية واعلمي أن الله لا يفعل بعبده المؤمن إلا خيرا قال تعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»البقرة:216، ولك كامل الحق في الدعاء لمن طلقك بالخير وأن يزول عنه ما يعاني منه وأن يهدى لرشده.
سجود السهو
سجود السهو بعد السلام هل يكون أيضا مع سلام أو بدون؟
سجود السهو بعد السلام يكون بسجدتين وتشهد وسلام بعد التشهد، وكيفيته أن تسلم من صلاتك تسليمة واحدة ثم تكبر للسجود فتسجد سجدتين ثم تتشهد التشهد فقط ولا تزيد عليه الصلاة الإبراهيمية ولا الدعاء ثم تسلم.
قال الشيخ النفراوي رحمه الله تعالى: ((وكل سهو) أي ذهول..(في الصلاة)..ولو كانت صلاته نافلة فإن كان (بزيادة) يسيرة سواء كان من جنس الصلاة كزيادة ركوع أو سجود أو أكثر حيث لم تبلغ أربع ركعات كوامل في الرباعية أو الثلاثية..(فليسجد له سجدتين)..(بعد السلام) بإحرام بمعنى أنه ينوي بتكبيرة الهوي الإحرام من غير زيادة تكبير له ويكبر في الرفع و (يتشهد لها ويسلم منهما) جهرا ولو بعد شهر.
بيع القطط
هل بيع القطط حرام؟
لا بأس ببيع القطط التي ينتفع بها، ففي المدونة سئل ابن القاسم ( ... أفيجيز مالك بيع الهر؟ قال: « نعم)، قال العلامة ابن عبد البر في كتابه الكافي: (ولا بأس ببيع الهر لأنه مما ينتفع به)، وعلى هذا جمهور أهل العلم كما قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه على صحيح مسلم، وأما ما ورد من النهي في الحديث عن بيع السنور( القط) فقد أجاب عنه الإمام النووي رحمه الله تعالى بقوله: (وأما النهي عن ثمن السنور فهو محمول على أنه لا ينفع أو على أنه نهي تنزيه حتى يعتاد الناس هبته وإعارته والسماحة به كما هو الغالب فإن كان مما ينفع وباعه صح البيع وكان ثمنه حلالا هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة.
حكم الصفير
ما حكم الصفير، وهل صحيح أنه يجلب الشياطين؟
حكم الصفير يتعلق بالمقصود منه وبالظروف المحيطة به، فقد يكون مباحا كاستخدامه عادة في آلات التنبيه كصفارات الإنذار وغيرها.
وقد يكون مكروها إذا لم يكن له داع، قال العلامة ابن مفلح رحمه الله في كتابه الآداب الشرعية: (قال الشيخ عبد القادر - رحمه الله - يكره الصفير ...). وقد يكون الصفير حراما إذا كان فيه معنى من معاني العبادة، قال الله تعالى: ?{?وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ...?}?ْ[التوبة:35]. قال العلامة الخازن رحمه الله في تفسيره: (والمكاء في اللغة: الصفير...قال ابن عباس: كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون. وقال مجاهد: كان نفر من بني عبد الدار يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف ويستهزئون به ويدخلون أصابعهم في أفواههم ويصفرون...).
ولم نجد أن مجرد الصفير يجلب الشياطين، ولكن الأولى للمسلم إذا كان وحده أو في جماعة أن يحفظ لسانه من الصفير حتى لا يتعود عليه، لعدم فائدته وعدم ملاءمته للانضباط السلوكي.
ما حكم اللطم على الوجه؟
نسأل الله العلي القدير أن يوفق كل مسلم للالتزام بالآداب الشرعية، أما حكم ما سألت عنه فلا يجوز لطم الخدود عند المصائب، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ»، قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: (ليس منا أي من أهل سنتنا، والنهي للتغليظ أو مختص بمُعتقِد حِلِّ ما يجيء من لطم الخدود عند المصيبة كبقية البدن، وإنما خصها لأنها التي تلطم غالبا).
وننبه إلى أن الضرب على الوجه محرم عموما، قال العلامة الصاوي رحمه الله في حاشيته على الشرح الصغير: (... ولا يجوز ... ضرب على وجه).
وعلى من وقع في شيء من هذا أن يتوب إلى الله ويلتزم بالصبر الجميل عند المصيبة، ولا يدفعه الحزن إلى مخالفة الآداب الشرعية.
هل يجوز أخذ ابن مما تركة والده علما أن جميع مال الوالد من الحرام؟
نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لكل خير، ولا حرج عليك في أخذ نصيبك من التركة التي هي من مال مكتسب بالحرام، أما إذا كان عين المال محرماً كالخمر مثلا فلا يجوز تملكه بإرث ولا بغيره، وكذلك إن كان المال مغتصباً وعرف صاحبه فيجب إعادته إليه. قال العلامة المواق رحمه الله في التاج والإكليل: (وقد سئل الشيخ أبو محمد بن أبي زيد عمن هلك وترك مالاً حراماً فقال ما نصه: أجاز وراثته ابن شهاب والحسن البصري وأباه القاسم وغيره، وفرق مالك بين أن يكون يعرف أهله فيرد إليهم وإن لم يعرف أهله فلا يقضي على الورثة بأن يتصدقوا به لكن ينبغي لهم ذلك. اهـ). ومن المعروف أن إثم اكتساب المال الحرام لا يتعدى إلى الغير، والتملك عن طريق الإرث تملك مشروع.
عدة المرأة
أوضح المركز الرسمي للإفتاء في رده على سؤال حول محكم العدة لامرأة توفي زوجها في حادث مروري مع العلم أنها حامل في الشهر السابع، أن الحكم الفقهي: إذا توفي عن المرأة زوجها وهي حامل فإنها تعتد بوضع الحمل، قال الله تعالى«وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ»الطلاق:4.
وبين أنه جاء في صحيح البخاري عن المسور بن مخرمة«أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن تنكح فأذن لها فنكحت»، وقال العلامة ابن أبي زيد القيرواني في كتابه الرسالة: وعدة الحامل من وفاة أو طلاق وضع حملها. وعليه: فإذا كانت المرأة حاملاً في الشهر السابع وتوفي عنها زوجها فبمجرد وضع حملها خرجت من العدة.