دينا جوني (دبي)
على الرغم من شخصيتها الهادئة في المدرسة والمنزل، إلا أن الكتاب المفضّل عند الطالبة مزنة نجيب، بطلة تحدي القراءة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، هو «يوميات مشاغبة».
تقول مزنة لا يمكن أن تمرّ على فصل من سلسلة هذه الكتب، إلا ويترك على وجهها ضحكة ودهشة، للمواقف «غير المعقولة» والأفكار الغريبة التي تقوم بها بطلة القصة، أما أكثر المواقف التي تضحكها في الكتاب، فهو عندما قررت «المشاغبة» أن تتبرّأ من أخيها «فيصل»، الذي دائماً ما كان يزعجها ويفسد عليها متعة اللعب مع صديقتها المقرّبة «شيخة».
وما إذا تمكّنت الفتاة فعلاً من التبرؤ من أخيها، تقول مزنة إنها حاولت ذلك لكنها شعرت بالندم، لأنها فعلاً تحبه، ولأن أمها وأبيها في النهاية لن يتمكنا من نبذ ابنهما لمجرد أنه يزعجها. وعن ازعاج الأخوة لبعضهم داخل المنزل، تؤكد مزنة- التي لا تحب الشغب- أنه من المستحيل أن تقوم بالمثل تجاه إخوتها وعائلتها، فالنقاش هو أفضل السبل لوضع الحلول.
تقرأ مزنة لساعات يومياً، لدرجة أن والدتها التي تشجعها، دائماً ما تقول لها أن تترك الكتاب وتركز قليلاً على دراستها. ليس هناك وقت مفضّل للقراءة، وفي رسالة وجهتها لغيرها من الطالبات قالت: «أتمنى يا أصدقائي أن تشاركوا في تحدي القراءة العربي وأن لا تتركوا حلمكم. لقد شاركت مرات عدة قبل أن أتمكن من الفوز بالمركز الأول».
قرأت مزنة أكثر من 100 كتاب وهي لا تزال بعمر العشر سنوات. والدتها ووالدها أبرز الداعمين لها، بالإضافة إلى مديرة المدرسة والمعلمات اللاتي دعمنها في القراءة والفهم والتعبير واستخلاص العبر.
وأكدت منى الكندي، الأمين العام لمبادرة تحدي القراءة العربي، أن القراءة غيّرت من نمط سلوك الطالب الإماراتي، والميدان التعليمي أصبح يميز بين الطالب القارئ وغير القارئ. وأشارت إلى أنه مجرد وصول الطلبة إلى التصفيات النهائية، فهذا يعني أن الناتج رائع ومتألق. وقالت إن التأثير ليس في ازدياد ساعات القراءة فحسب، وإنما في انعكاس ذلك على الطلبة عبر رسم شخصيات جميلة تحكمت في ممارساتهم اليومية في مدارسهم ومع أسرهم.
وأوضحت أن لجنة الحكم تركز في معايير التحكيم ليس على ما قرأ الطالب، وإنما على أثر القراءة عليه وعلى الشخصية والبيئة المدرسية والعائلية والمجتمع، لافتة إلى أنهم على قدر هذه المعايير وباستطاعتهم مواكبة معايير أعلى من ذلك والمنافسة فيها.
وأشارت إلى أن تحديث المعايير في الدورة الحالية أمر وارد، وهناك سعي دائم لرفع سقف المعايير لتقوية الطلاب المشاركين في مهارات التفكير والتحليل المعرفية العليا.
وعن ارتفاع عدد المشاركين من طلبة الإمارات منذ انطلاق تحدي القراءة إلى اليوم، أشارت أنه دليل على الجهود الكبيرة والمتضافرة التي شارك فيها مختلف الأطراف. وأكدت أنها فخورة
بالجهد الجبار الذي قامت به إدارات وزارة التربية والتعليم، الذي يدل على أن العقبات إن كانت قد وجدت، فقد تمكنوا بالمثابرة من إيجاد الحلول المناسبة لها والتي من شأنها احياء القراءة. وأكدت أن معالي المهيري قامت بخير الجهود في تحفيز الإدارات والمعلمين والموجهين للتشجيع على القراءة، بالإضافة إلى الأسر والطلبة أنفسهم.