عرضت شركة جوجل شراء محفظة حقوق براءات اختراع الشركة الكندية “نورتل نيتووركس” المتخصصة في تصنيع أجهزة الاتصالات مقابل 900 مليون دولار، ضمن استراتيجية حماية نفسها من منازعات حقوق استغلال الاختراعات والابتكارات. ويعتبر هذا العرض الذي قد يزيد على تلك القيمة في مزاد افلاس نورتل، ثالث أكبر صفقة شراء تجريها جوجل بعد كل من صفقتي شراء يوتيوب ودوبلكليك. وتشير القيمة المالية المعروضة إلى مدى شراسة حروب البراءات خصوصاً في سيليكون فالي، والتي تلاحق فيها أكبر الشركات وأقواها مثل جوجل بعشرات من دعاوى انتهاك حقوق البراءات. كما أنها تؤكد مدى احباط جوجل من موقف الكونجرس الأميركي إزاء تعديل تشريعات براءات الاختراع. ورغم أنه في وسع جوجل الاستفادة من بعض تقنيات براءات نورتل في بحوثها المقبلة، فإن الشركة قالت مؤخراً إنها تريد شراءها لتدافع عن نفسها ضد دعاوى استغلال البراءات التي قد تقام ضدها. فمن خلال تكوين محفظة براءات ضخمة تستطيع جوجل الاحتفاظ بحقوق اختراعات بعيداً عن متناول منافسيها، كما تأمل أيضاً في إقناع شركات أخرى بعدم رفع دعاوى ضدها إما لأن جوجل لديها براءات شبيهة بتلك البراءات محل النزاع، أو كرادع استباقي يحمل رسالة مفادها: “إن لاحقتني فسألاحقك”. وقال دانيال بي رافيشر مدير تنفيذي مؤسسة البراءات العامة في كلية الحقوق بجامعة يشيفا في نيويورك المؤيد لاصلاح قانون البراءات: “السبب الوحيد وراء إنفاق جوجل 900 مليون دولار هو اعتقادها بأن خطر وقوع تلك البراءات في أيدي جهة أخرى مثل آبل المنافسة لها أو غيرها أكبر كثيراً من 900 مليون دولار”. وقال كنت ووكر نائب رئيس جوجل: “إن أحد أفضل طرق الدفاع ضد هذا النوع من المنازعات هو أن يكون لديك محفظة براءات ضخمة الأمر الذي يكفل لك مطلق الحرية في تطوير منتجات وخدمات جديدة”. كما أن عرض جوجل يبرز أهمية نشاطها في مجال اتصالات المحمول. فالكثير من دعاوى البراءات الشهيرة في صناعة المعلوماتية تشمل أجهزة محمولة مثل هواتف أندرويد. وتتعلق براءات نورتل بالتقنيات اللاسلكية والاتصالاتية وغيرها من المجالات التي تهم جوجل مثل بحث شبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وقال خبراء قانونيون إن جوجل تريد بهذه الصفقة أن تشتري الشرعية وتشتري مكاناً مهماً في أحد قطاعات سوق الهاتف المحمول. قامت نورتل عقب اجرائها مزاداً سرياً باختيار عرض جوجل كبداية لبيعها 6000 براءة اختراع مسجل تشمل 2600 براءة في الولايات المتحدة. وتدافع جوجل عن نفسها ضد عشرات من دعاوى البراءات من ضمنها دعوى رفعتها أوراكل تدعي فيها أن جوجل انتهكت براءة اختراع متعلقة ببرنامج جافا المستخدم في منصة الأجهزة المحمولة التي يشغلها نظام أندرويد، ودعوى أخرى مرفوعة من جول ألن المشارك في تأسيس مايكروسوفت والذي يتهم فيها جوجل و10 شركات أخرى بانتهاك براءات اختراع مختلفة. وقامت مايكروسوفت وأبل برفع دعاوى على شركاء جوجل في تطوير هواتف اندرويد. حيث أقامت مايكروسوفت دعوى على موتورولا وأقامت أبل دعوى على “اتش تي سي” فيما قامت موتورولا وأبل بمقاضاة إحداهما الأخرى. كما تواجه جوجل دعاوى من شركات مشاكسة تهوى تجميع البراءات (مثل شركة إن تي بي) يطلق عليها من باب السخرية صائدات البراءات والتي تقيم دعاوى أملاً في الحصول على تعويضات تسوية من شركات كبرى مثل جوجل، ولكنها لا تقوم بنفسها بتصنيع أي منتجات. وقال ووكر إن الدافع وراء كثير من الدعاوى هو الرغبة في عرقلة منتجات منافسة أو التربح من نجاح تكنولوجيا جديدة تخص أحد المنافسين. وقالت جوجل التي لم يسبق لها أن رفعت دعاوى ضد الآخر إنها في وضع غير مؤات بالنسبة إلى المنافسين الذين لديهم محافظ براءات أكبر أو المتواجدين في السوق منذ فترة أطول. يذكر أن لجوجل نحو 630 براءة اختراع بحسب المكتب الأميركي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية بينما تملك أبل نحو 3830 أما مايكروسوفت فقد أفادت بأنها تملك نحو 18 ألف براءة اختراع. وفي وسع جوجل أيضاً استخدام براءات اختراع نورتل لحماية شركائها مثل صناع الهواتف المحمولة والمطورين الذين يستخدمون برامج أندرويد وكروم المفتوحة المصدر. غير أن جوجل قالت إنها ستظل تطالب بإصلاح قانون البراءات إذ يشير عرض نورتل إلى عدم رضائها عن التشريعات الراهنة ذات العلاقة. ويسعى الكونجرس الأميركي إلى تعديل نظام براءات الاختراع أملاً في تقليص موجات الدعاوى القضائية التي تقول شركات التكنولوجيا إنها تزحم المحاكم. حيث صادق مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة على مشروع تعديل براءات الاختراع فيما يعتزم مجلس النواب اتخاذ اجراءات مماثلة في هذا الشأن. نقلاً عن - انترناشيونال هيرالد تريبيون ترجمة - عماد الدين زكي