الأعياد مواسم للتنزيلات، والاستعداد لاستقبال كل المناسبات السعيدة لابد أن يمر بجولات التسوق، وما بين رغبة التجار في الربح ورغبة المتسوقين في الحصول على سلع رخيصة تتكرر حكاية كل المواسم والمناسبات: تنزيلات ومسابقات وعروض ترويجية وعلامات استفهام تدور ـ احياناً ـ في الأذهان حول مدى الجدية ودرجة المصداقية· رحلتنا مع عالم التنزيلات والتسوق تبدأ من هنا، من دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي، صمام الأمان وشهادة الضمان للمستهلك، فهي التي تتولى تنظيم ومراقبة السوق وحماية المستهلك في فترات التنزيلات والعروض بكل أنواعها، ومن ضمنها السحوبات على الجوائز، وتفرض على المخالفين غرامات مالية وعقوبات تصل إلى تجميد معاملات من لا يلتزم بما صرح له من الدائرة نفسها· تنتشر في المناسبات تحديداً التنزيلات والعروض على السلع والمنتجات، فمن الناس من يصدّق هذه العروض وينتظرها، ومنهم من يفضّل شراء الحاجيات دون انتظار موسمها كي لا يفوت شراء ما يرى أنه ''باب أول'' لا يتوافر في فترة التنزيلات· وترى سامية أنه يتم تخزين البضاعة الجديدة ووضع البضاعة القديمة، وتضيف ''انتظرت في احدى المرات فترة التنزيلات لشراء فستان سهرة لأفاجأ بأنهم أخذوه إلى المخزن وليس من ضمن الأثواب التي يجري عليها الحسم''· يقول حمد سالم النعيمي المدير التنفيذي لقطاع الشؤون التجارية في دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي إن التنزيلات تقام في العادة على البضائع والمنتجات التي أصبحت في نهاية موسمها أو انتهى موسمها، وبالتالي فإن الجديدة منها توضع في المخازن ريثما تنتهي فترة الحسومات· ويضيف النعيمي أن الدائرة تسمح بإقامة تنزيلات (حسومات على الأسعار) لمرتين في السنة، موضحاً أن مختلف المحلات تطلب تنظيم عروض خاصة في المناسبات، ومنها عروض تقام خصيصاً في شهر رمضان· ويوضح أن في كل الأحوال، ثمة شروط ومعايير ورسوم على المحلات الالتزام بها كي تتمكن من نيل تصريح من الدائرة لإقامة هذه العروض أو حتى لإجراء سحب على جوائز· عروض بكل الأسماء ويميّز النعيمي بين المحلات التي تبيع بضاعة مستوردة وتلك التي تعرض المحلية، إذ يحق للأخيرة إجراء حسومات لمرة واحدة في السنة· وابتدعت دائرة التخطيط والاقتصاد فئة ''العروض الترويجية'' والتي تأتي في الغالب في الأعياد والمناسبات، مثل موسم العودة إلى المدارس وعروض رمضان وعروض العيد وسواها· تختلف شروط التنزيلات عن شروط العروض، ففي التنزيلات يتوجب على أصحاب المحلات وضع بطاقة تظهر بشكل واضح السعر الذي سبق الحسم والسعر الجديد مع الحسم، فيما يمكنهم الاكتفاء بوضع سعر واحد في العروض· وفي كلا الحالين، على التجار إظهار نوع العروض أو نسبة الحسم على واجهة محلاتهم· يضيف خالد المريخي رئيس قسم الإعلانات والتصاريح في الدائرة أن الدائرة تطلب من المحلات فواتير تظهر أسعار السلع مع أرقامها قبل ستة أشهر من اعطاء التصريح بالتنزيلات، ومن ثم تدقق الأسعار قبل شهر من التنزيلات بالمقارنة مع أرقام البضاعة والبضاعة عينها، وذلك للتأكد من المصداقية المطلوبة لحماية المستهلك· ولا يجب أن تقل نسبة التنزيلات عن 25% من ثمن البضائع· ويجب أن تطبق الحسومات على 50% من إجمالي البضائع الموجودة في المحل، بحسب خالد المريخي، وتتراوح الغرامات المفروضة على المخالفين من غرامات مالية إلى ايقاف معاملات الاسم التجاري لفترة محددة، أو ما يسمّى بالـ''بلوك'' (من اللغة الانجليزية)· ماهية العروض تختلف العروض عن التنزيلات، وبالوسع أن تسري على جزء من البضاعة في المحل، ويكون العرض واضحاً تماماً في طلب التصريح من الدائرة· قد يكون العرض محصوراً في زاوية من المحل أو في وسطه، من مثل ''اشتري قميصاً واحصل على الثاني مجاناً''، أو ''إذا اشتريت هذا الفرن تحصل على خلاط'' أو حسم 70؟ على هذه السلع· وتتأكد دائرة التخطيط والاقتصاد من مصداقية السحوبات، ويصل تدخلها لحماية المستهلك إلى مراقبة عروض السحوبات على الجوائز· فالدائرة تتأكد من أن العارض قد اشترى الجائزة أو حجز غرفة في الفندق إذا كانت الجائزة إقامة في فندق أو سواها، وتطلب فواتير تثبت شراء الجائزة، كما توفد مشرفاً لدى اجراء عملية السحب لاختيار الفائز؛ وأكثر من ذلك، تتابع الدائرة عملية تسليم الجوائز إلى الفائزين· تختلف تصاريح السحوبات من محل إلى آخر، بحيث تأخذ الدائرة بعين الاعتبار حجم المحال التجارية، وهنا تختلف مدة عرض السحوبات من شهرين إلى سنة كاملة· وفي حال منح تصريح لسحوبات تصل مدتها لسنة كاملة، على المحل إجراء سحب كل شهرين قبل اجراء السحب الأساسي بعد انقضاء مهلة السنة، ويتم ذلك تحت اشراف دائرة التخطيط والاقتصاد· ويلزم صاحب المحل بتواريخ السحوبات التي ذكرها في طلبه وإلا تفرض عليه غرامة لدى المخالفة