كما الزهور انتشروا على شاطئ كورنيش أبوظبي، مشكلين إرهاصات جماعات فنية صغيرة، تتلمس طريقها إلى عالم الجمال والفن، من خلال مشاركاتهم في فعاليات مهرجان الإمارات العالمي الأول للنحت على الرمال، الذي اختتم فعالياته يوم الأربعاء الماضي، انخرطت الأنامل الصغيرة في صنع أشكال ومجسمات رملية تتناسب مع عفويتهم وبساطتهم، وخطواتهم الأولى في فضاء الفن التشكيلي، وذلك عبر الورشة التدريبية التي أقامتها اللجنة المنظمة للمهرجان، بغرض التعرف على تقنيات فن النحت على الرمال، وتقديم شرح واف لهم عن المنحوتات التي يتم تنفيذها، واستشراف جماليات فن النحت على الرمال، إلى جانب كبار النحاتين العالميين الذين شاركوهم هذا الكرنفال الجماهيري العالمي، وجاؤوا من دول عديدة منها جنوب أفريقيا والهند وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى الفنانين الإماراتيين. إلى ذلك، لفت الفنان التشكيلي طلال المعلا، عضو جمعية الإمارات للفنون الجميلة عضو اتحاد التشكيليين العرب، والمستشار الفني للمهرجان، إلى أن مشاركة البراعم الصغيرة ضرورية كي يتعلموا عن هذا الفن الحداثي الآخذ في الانتشار بين المناهج والمدارس الفنية في العالم، وأوضح أن فكرة إقامة مهرجان عالمي للنحت على الرمال في العاصمة أبوظبي نبعت من كون الإمارات تطل كلها على شواطئ، ولذلك أقل ما يمكن إقامته علاقة وثيقة بين الفن والمجتمع، عبر أهم المفردات المجتمعية والتراثية للمجتمع الإماراتي، المتمثلة في الماء والرمل، وأضاف «هذا يتواءم مع زيادة اتجاه الاهتمام العالمي بهذا النوع من الفن الذي بطبيعته يعد أحد الفنون الزائلة، والمدارس الفنية لما بعد الحداثة تهتم بهذا اللون من الفن، الذي يسعى الفنانون إلى تحويل مادته وتوثيقها إلى صورة واضحة يمكن للجماهير مشاهدتها والاستمتاع بها، ثم تنتهي بانتهاء الحدث الذي أقيمت من أجله». وقال المعلا إن مهرجان النحت على الرمال يحتفي بنوع فريد من فنون البيئة المستحدثة، والتي يشكل الرمل أبرزها، لما يتضمنه من عملية انتقال اللعب على الشواطئ وبلورتها إلى فنون خلاقة وأعمال فنية يهتم بها الفنانون والجمهور وتعكس أفكار الفنانين تجاه الأحداث من حولهم، وأيضاً يمكنها التعبير عن كل ما يتعلق بحكايات وخرافات وأساطير الشعوب، مؤكدا أن الإمارات واحدة من المناطق التي يتأسس فيها الإبداع على علاقة الماء والصحراء والبحر بالرمل في الأدب والمسرح والتراث اللامادي، ولذلك فإن إحياء مثل هذه الفعاليات يؤكد عمق وقوة هذه الصلات والتداخلات. وتابع أن «اهتمام أبوظبي بهذا الفن يتواكب مع تطور المجتمعات المستمر، حيث يوجد دائماً توجه لاستقطاب الحركة الإبداعية والإنسانية، وأبوظبي رائدة في هذا المجال ولديها خطط تنموية في مجال الإبداع الفني، عبر بناء العديد من المتاعب العالمية والمحلية والاهتمام باستقطاب الفنانين والكتّاب والمبدعين والتقنيين في مجالات الفن المختلفة، كذلك أرى تواتر الفعاليات الفنية والمعارض العالمية الكبرى ذات الأهمية تلبية للاحتياج الاجتماعي من جانب، وتحقيقاً للتطور الفكري الذي يشهده المجتمع الإماراتي من جانب آخر».