أحمد عاطف (القاهرة)
اعتبر خبراء في المجالات الاستراتيجية والشؤون العربية، أن توسيع أمير قطر تميم لقاعدة «العديد» الجوية العسكرية الأميركية على حساب بلاده، لكي تستضيف مزيداً من العسكريين الأميركيين، بتكلفة وصلت 8 مليارات دولار، بمثابة إهدار لثروات الشعب القطري لكسب الرضا الخارجي، بعدما انحصر دوره، وعزله العرب وقاطعوه لدعمه للإرهاب في السنوات الماضية.
وأشار الخبراء، لـ«الاتحاد»، إلى إن الخناق يشتد على قطر في الفترة الأخيرة، بالشكل الذي يجعلها تحاول تأمين نفسها بكسب الود الأميركي، والذي لا يتأتى سوى بالمال، دون الاعتبار للشعب القطري ورضاه من عدمه، وأشاروا إلى أن انبطاح أمير قطر تميم بن حمد، خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية، كشف حجم معاناته سياسياً.
وتناولت الصحف الأجنبية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حديث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن شكره لأمير قطر، على توسيع قاعدة «العديد» الجوية العسكرية على حساب بلاده، خلال مأدبة عشاء أقامها وزير المالية الأميركي، ستيفن منوتشين، لأمير قطر، لكي تستضيف مزيداً من العسكريين الأميركيين، بأنه قزّم نفسه ودويلته، وجعل من نفسه أضحوكة، حيث قال ترامب، مخاطباً تميم ووفده: «وحسبما أفهم، تم خلال ذلك استثمار 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليس أموالنا. وبالحقيقة، الأمر أفضل من ذلك، حيث كانت كلها من أموالكم».
وأكد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، أن قرار قطر بتوسيع القاعدة العسكرية الأميركية على أراضيها، جزء من استنزاف موارد الشعب القطري لمصلحة تنظيم الحمدين الإرهابي، وتثبيت أركان حكم تميم، بمعاونة القوات العسكرية الأجنبية، سواء الولايات المتحدة الأميركية أو القوات التركية والحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن هذا ليس بغريب على نظام حكم فاسد، يعمل على تصدير الأزمات لحكومات وبلدان المنطقة.
وكانت الولايات المتحدة وقطر، اتفقتا في يناير 2019، خلال أعمال الجولة الثانية من «مؤتمر الحوار الاستراتيجي» بين البلدين، على توسيع السلطات القطرية قاعدة «العديد»، التي تحتضن حالياً نحو 11 ألف عسكري أميركي، وذلك على حساب الدوحة التي تقدمت بهذه المبادرة.
وأوضح الدكتور أيمن سمير، الخبير في الشأن العربي، أنه يجب على النظام القطري أن يدرك أن الصف العربي هو الجانب الأحق أن تنضم إليه قطر، ولا بديل أمامها سوى العودة إلى هذا الصف، وخاصةً أن الشعب القطري ليس ببعيد عن هذه الأزمات التي يثيرها تنظيم الحمدين الإرهابي، والذي عكف على إهدار ثروات الشعب القطري، لكسب الرضا الخارجي والاستمرار في إدارة قطر.
وأشار لـ«الاتحاد»، أن الخناق يشتد على قطر في الفترة الأخيرة، بالشكل الذي يجعلها تحاول تأمين نفسها، بكسب الود الأميركي، والذي لا يتأتى سوى بمليارات الدولارات، غير آخذة في الاعتبار الشعب القطري ورضاه من عدمه، لافتاً إلى أن انبطاح أمير قطر تميم بن حمد، خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية، يكشف حجم معاناته سياسياً، والملف الأهم، خلال الفترة المقبلة، تنظيم الإمارة لكاس العالم.
يجدر بالذكر أن «العديد» أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتمثل مركزاً أساسياً لانطلاق عمليات قواتها الجوية في المنطقة، كما تعد من أهم ضمانات العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تسعى قطر إلى تعزيزها، في ظل الأزمة الخليجية وخلافاتها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر.