«أخلاقنا» برنامج يقوّم سلوك الأطفال باللعب والتمثيل
تقول إيمان صبري من برنامج “أخلاقنا”، الذي يعمل فيه عشرة من المدربين، إن البرنامج يستهدف التواصل مع الأطفال من خلال اللهو والرسم والحكايات واللعب والقراءة. ومع أولياء الأمور قبل إلحاق الطفل بالبرنامج للوقوف على مشاكله في البيت حتى يمكن معالجتها.
يسعى برنامج “أخلاقنا” لتحقيق معادلة تربوية مفادها “أخلاق + مهارات + فكر = طفلاً سوياً كاملا”، وفق إيمان صبري، مديرة البرنامج، التي تقول إن أول مخيم لتعليم الأطفال الأخلاق بمقابل مادي متاح للأطفال من سن 4 إلى 15 سنة. وصبري، الحاصلة على ماجستير في فنون التعليم من جامعة سان فرانسيسكو، اكتسبت مهارات تعليمية مختلفة من خلال عملها كمدرسة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وعندما عادت إلى مصر في عام 2007، قامت بمساعدة شقيقتها بتأسيس شركة خاصة لتسويق برنامج “أخلاقنا” الذي يحقق الربح المادي والمعنوي في آن واحد.
معلومات ومبادئ
تقول صبري “فكرت في إقامة مشروع تجاري لتعليم الأخلاق والعلاقات الشخصية والتعامل مع من يحترمك ولا يكذب عليك والسلوك يأتي في المرتبة الأولى وتليه الكفاءة في العمل ونحن في هذا المشروع نمد الأطفال بكل ما يحتاجون من معلومات ومبادئ عن طريق ألعاب تقوي روح التعاون والإبداع وتحرك طاقاتهم بشكل إيجابي ومدروس عن طريق الأفلام والتمثيليات التي يقوم بتمثيلها الأطفال انفسهم والتي أعدت بعناية لتوصيل مفاهيم تخدم التربية الخلقية”.
وتضيف “كثير من المدارس تطلب منا إعطاء حصة أسبوعية للتلاميذ خلال العام الدراسي أما في الإجازة فنقوم بنشاط صيفي لمدة أسبوع كامل ويتميز كل أسبوع بصفة معينة أو سلوك معين بحيث تخدم الأنشطة خلاله السلوك المستهدف؛ فمثلاً هناك أسبوع نحاول فيه توصيل كيفية أن يكون الطفل سعيداً وأن يسعد من حوله بلا أنانية أو استئثار بالمتعة عن طريق الأفلام واللعب، وهذا النشاط عمره ما يقرب من 4 سنوات وإقبال أولياء الأمور عليه في تزايد”.
وعن المدربين الذين يتعاملون بصورة مباشرة مع الأطفال، تقول صبري “نختارهم بعناية وليس شرطاً أن يكون مدرساً له خبرة في هذا المجال وإنما العبرة بالأخلاق والكفاءة التربوية فليس كافياً أن يكون خريج كلية التربية مثلاً وإنما يجتاز فترة الملاحظة التي يعمل فيها لمدة عام كامل بلا أجر لنتأكد مما يقوم بتوصيله للأطفال وان تتوافر فيه القدوة التي نريدها، وتكون شركتي حضانة لهؤلاء المدربين يتعلمون فيها روح الأسرة والتعاون والمحبة والإيثار”.
ويوجد في المشروع 10 مدربين منهم مدربان لكل فصل وكل فصل يضم 15 إلى 20 طفلاً ويوجد 3 مدربين للكبار.
أهم رسالة
في إحدى القاعات التي يتواجد بها أطفال يتعلمون كل ما يتعلق بصيد السمك، اصطاد أحمد سمكة حقيقية وحاول اكتشافها، قائلاً “أول مرة أمسك بسمكة حقيقية لا أعرف ما بداخلها وسيشرح لي المدرب مع زملائي أهمية السمك وكيفية صيده”.
وفي قاعة السينما يقول محمد (8 سنوات) “شاهدنا فيلم به قصة جميلة تعلمت منها أن الإنسان لا يستطيع أن يحيا إلا في وجود أصدقائه وأحبائه وأنهم قادرون معاً على أي عمل مهما كان صعباً”. أ ما صهيب (8 سنوات)، وسمية (5 سنوات) فقد تكرر اشتراكهما في برنامج “أخلاقنا”. يقول صهيب “أحب أن آتي إلى هنا كل صيف وأصنع مشغولات فنية، وأتعرف على أصدقاء جدد، وأقضي وقتي في أشياء ممتعة ومفيدة”. أما سمية فتقول “أحب أن أصنع بيدي أشياء جميلة وأن ألعب مع أصحابي”.
والدة صهيب وسمية تقول “اشركت طفليي منذ فترة طويلة في برنامج “أخلاقنا” وكل مرة أجد تطوراً في شخصية أطفالي فهم يتعلمون هنا الأخلاق، ويظهر تأثير المكان والمدربين عليهما بشكل ملحوظ في أدب التعامل مع بعضهما ومع أصدقائهما ومعي في البيت فقد أصبحا أكثر هدوء والتزاماً ولطفاً”.
وتقول ليلى (9 سنوات) “التمثيل هوايتي والقصص التي تمثلها جميلة لأنها تحتوي على دروس مستفادة.
ويقول حمد عبدالمعطي، أحد المدربين في برنامج “أخلاقنا” “منذ سنوات أتدرب على التعامل مع الأطفال، وأهم رسالة نحاول توصيلها للأولاد هي كيفية التعامل بطريقة سوية مع زملائهم وغرس صفات كالصدق والأمانة وحب واحترام الآخرين وتوصيل معلومات عامة عن بيئتهم وعن انفسهم وعن مختلف مجالات الحياة بصورة سهلة وبطريقة عملية”.
تطوع في الإجازة
تطوعت أريج ونرمين، اللتان لم تتعديا الخامسة عشرة من عمرهما، في إجازة الصيف لمساعدة الأطفال في التعلم ومساعدة المدربين ضمن برنامج “أخلاقنا”، وتقول أريج “أعجبت بفكرة التطوع في فترة الإجازة للمشاركة في غرس الصفات الجميلة في الأطفال وعندما جئت وجدت برنامج “أخلاقنا” يعتمد أيضاً على اللعب كوسيلة لترغيب الأطفال في المعاني الجميلة في حياتنا”. وتقول نيرمين “يأتي بعض الأطفال إلى هنا في سن 4 سنوات وهؤلاء يحتاجون لأكثر من مدربين في الفصل للعناية بهم ومساعدتهم، ولأنني أحب الأطفال استمتعت بتقديم المساعدة في العناية بهم ومشاركتهم ألعابهم”.
المصدر: القاهرة