بايدن في بغداد لبحث تعثر تشكيل الحكومة الجديدة
وصل نائب الرئيس الأميركي المكلف بالملف العراقي جوزيف بايدن إلى بغداد بعد ظهر أمس في زيارة غير معلنة وسط تعثر المحادثات الآيلة إلى تشكيل حكومة جديدة بعد أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية. في حين أكد مستشار القائمة العراقية هاني عاشور أن الحديث المطروح حالياً عن مرشح تسوية لرئاسة الحكومة وتنازلات من كتل فائزة كبيرة لأخرى أصغر أو تبني مرشح تسوية منها أضغاث أحلام.
وتأتي الزيارة التي يتوقعها العديد من المسؤولين العراقيين في ظل الانقسامات الحادة في الطبقة السياسية حيال تشكيل الحكومة ومنصب رئيس الوزراء الذي يتمتع بصلاحيات واسعة جداً في بلد متعدد القوميات.
والزيارة هي الثانية لبايدن منذ أواخر يناير الماضي وتتزامن مع زيارة يقوم بها وفد من الكونجرس الأميركي للعاصمة العراقية. يذكر أنها المرة الثانية التي يمضي فيها بايدن العيد الوطني الأميركي في العراق.
وأصدر البيت الأبيض بياناً حول الزيارة أشار إلى أن “بايدن سيعيد تأكيد الالتزام الأميركي طويل المدى في العراق، كما سيبحث آخر التطورات السياسية” في هذا البلد. وأكد أن بايدن سيتفقد الجنود الأميركيين ويمضي برفقتهم عيد الاستقلال الذي يصادف اليوم.
وأوضح أن نائب الرئيس الأميركي سيلتقي رئيسي الجمهورية والحكومة المنتهية ولايتيهما جلال طالباني ونوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي ومسؤولين آخرين، بالإضافة إلى آد ميلكرت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
وكان هيل أبلغ الثلاثاء الماضي صحفيين أجانب أن المحادثات بين المالكي وعلاوي “لا تزال في مراحلها الأولية”. ووصف المحادثات بأنها “مماثلة للعبة شطرنج بأربعة أبعاد”. وأضاف “من الواضح أنه سيكون هناك الكثير من المفاوضات بالتفصيل حول الوزارات، وكذلك المناصب القيادية مثل رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان”.
وتابع هيل “هناك أسئلة حول تغيير وضع الرئاسة” في إشارة إلى اقتراحات تعتبر أن حل أزمة منصب رئيس الوزراء يكمن في منح رئيس الجمهورية مزيداً من الصلاحيات من أجل التوازن بين المنصبين. وختم أن “الأمر المهم من وجهة نظرنا هو أن المحادثات لا تزال جارية”.
كما كان دبلوماسي غربي اعتبر أن الطرفين “سيباشران عاجلاً أم آجلاً البحث في الحقائب السياسية، إنها من نوع القرارات التي يجب اتخاذها على أعلى المستويات”. وأبدى قلقه من احتمال أن يكون علاوي وكتلته يبالغون بقوتهم أكثر من اللازم. وأضاف في هذا الصدد “المشكلة أن هناك البعض من كتلة العراقية الذين يقولون إن المالكي ضعيف ويسعى إلى التحدث إلينا فلننتظر لكي يصبح أكثر ضعفاً”. وختم معبراً عن الأمل في “ألا تكون العراقية تعتقد بأنها قوية أكثر من اللازم”.
من جهته، قال النائب عن التحالف الوطني القيادي في حزب الفضيلة جعفر الموسوي “لمسنا خلال الأيام القليلة الماضية أن الإدارة الأميركية لا ترغب أن يكون رئيس الحكومة المقبل من الائتلاف الوطني العراقي”.? وأضاف “لقد لمست أنا شخصياً أن هناك رغبات وتمنيات وتحركات من قبل جهات أميركية لإبعاد الائتلاف الوطني عن رئاسة الحكومة وحصرها بين قائمتي دولة القانون والعراقية.
وأوضح الموسوي أن أميركا لا ترغب بأن يتولى رئاسة الحكومة عضو من المجلس الأعلى أو التيار الصدري وهما لأسباب خاصة بها. ?وتابع “لمسنا ذلك خلال التحركات الجارية من قبلهم لتشكيل الحكومة ولا نريد أن نفصح أكثر، لكننا ماضون بمفاوضاتنا لتشكيل الحكومة ولدينا مرشحونا لهذا المنصب ونعتقد أنهم يحضون بتأييد شعبي وسياسي.
وفي سياق متصل قال مستشار العراقية هاني عاشور إن الحديث المطروح حالياً عن مرشح تسوية لرئاسة الحكومة وتنازلات أو تبني مرشح تسوية منها أضغاث أحلام.
وأضاف أن الانتخابات هي معيار ديمقراطي تفرز كتلاً مؤثرة وزعامات وبرامج سياسية لإدارة الدولة في المرحلة المقبلة وليس من السهل التخلي عن ذلك كله، لأن استبعاد كل هذه الحقائق واللجوء لمرشح تسوية يعني إلغاء البرامج وحق الشعب في اختيار زعاماته التي ذهب لإقرارها عبر صناديق الاقتراع، وهو التفاف وهمي على نتائج الانتخابات.
وأوضح أن معيار الانتخابات كشف فوز العراقية بأكثر عدد من المقاعد وقبول الناس ببرنامجها وزعامتها، وليس من حق أحد المطالبة بالتنازل عن الحق الدستوري الانتخابي.
وأضاف أن التنازلات لا تكون من الطرف الأكبر للأصغر إذا كانت هناك نية صادقة لتشكيل حكومة شراكة وطنية، أو انتقال سلمي سلس للسلطة.
وأكد القيادي في القائمة العراقية أسامة النجيفي أن القائمة لن تتنازل عن حقها في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة مقابل إعطائها أي مناصب أخرى في رئاستي البرلمان والجمهورية. وطالب جميع الكتل السياسية باحترام الدستور العراقي وتكليف العراقية بتشكيل الحكومة.
إلى ذلك، اعتبر القيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد أن “الدعوة لعقد جلسة للبرلمان خلال الأسبوع المقبل دون وجود اتفاق سياسي واضح على اختيار الرئاسات الثلاث سيعني فتح أبواب العملية السياسية على مصير مجهول”.
وأضاف السنيد، وهو قيادي في حزب الدعوة الإسلامي الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، أن “الكتل السياسية يجب أن تتفق بصفقة واحدة على الرئاسات الثلاث قبل الموعد المحدد لجلسة البرلمان في الرابع عشر من شهر تموز الحالي”.
وأشار السنيد إلى أن “الذهاب للبرلمان من دون اتفاق على الرئاسات سيجعل من حق أي نائب الترشيح لرئاسة البرلمان مما يعني انتهاء حالة التوافق السياسي في البلاد”.
الوفد الأميركي يدعو لاحترام إرادة الناخب العراقي
بغداد (الاتحاد، وكالات) - شدد وفد رباعي من مجلس الشيوخ الأميركي يضم جون ماكين وجو ليبرمان في بغداد أمس على ضرورة أن تعكس الحكومة العراقية الجديدة “نتائج الانتخابات وإرادة الشعب”.
وقال رئيس الوفد السناتور عن الحزب الجمهوري ماكين خلال مؤتمر صحفي في السفارة الأميركية “نحض على اختيار حكومة ممثلة لنتائج الانتخابات وإرادة الشعب ونأمل أن تؤدي المحادثات بين الأطراف إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف “وصلنا الجمعة والتقينا عدداً من المسؤولين وشجعناهم على تشكيل الحكومة، ونأمل أن تؤدي المفاوضات الجارية إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن”.
وتابع رداً على سؤال “لم نحاول تقديم أي اقتراحات تتعلق بتفاصيل تشكيل الحكومة، لا أعتقد أن هذا مناسب للقيام به لكننا نشجع على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن”. وأكد مصدر في الوفد لقاء رئيسي الجمهورية والوزراء المنتهية ولايتيهما جلال طالباني ونوري المالكي، ورئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي.
من جهته قال ليبرمان إن “الأكثر أهمية بالنسبة إلينا بينما نتطلع إلى العراق اليوم هو نقطتان، أن تعكس الحكومة رغبة الناس الذين أدلوا بأصواتهم، وأن تكون وطنية مستقلة”.وذكرت مصادر مطلعة لـ”الاتحاد” أن الوفد يضم إضافة إلى ماكين وليبرمان النائبين ليندسي جراهام ومارك أودال.
وكان طالباني استقبل أمس الأول الوفد الأميركي، موضحاً أن الحوارات واللقاءات بين الأطراف السياسية، متواصلة بغية الاتفاق على برنامج مشترك وإزالة المعوقات وصولاً إلى حل مناسب وواقعي لإخراج البلد من الأزمة الحالية.
المصدر: بغداد