ترى عالية الشامسي في شهر رمضان المبارك فرصة للم الشمل، بيد أنها تبدي انزعاجها من تحوله إلى شهر ولائم تصبح معه معياراً للعرف الاجتماعي· وتضيف: ''تجاهل الكثيرون فكرة أن رمضان شهر العبادة والصلاة، فأوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وبدلاً من تكريسه للصلاة والعبادة وتلاوة القرآن، فقد تم تكريسه لمضامين أخرى بلا جدوى · ويتفق كثيرون على أن رمضان هو ''شهر التجمع الأسرى واللمة'' مهما اختلفت الأزمنة، فروح العائلة هي الطاغية، والأطباق الرمضانية الشعبية تتربع على المائدة، أما الولائم فعرف لا غنى عنه يسهم في لم شمل العائلة، واتحاد الأقارب والأصدقاء· في السياق ذاته، تؤكد ميثاء الكتبي أهمية الولائم والعزائم في رمضان، لافتة إلى رصد ميزانية ضخمة للولائم والعزائم والتجمعات العائلية التي لا تتكرر إلا في هذا الشهر الفضيل· وتعتبر موزة العبدالله شهر رمضان ''ملاذ الروح'' حيث تتطهر النفوس من تفاصيل الحياة الدنيوية، وتكرس الذات البشرية للتقرب إلى الله سبحانه من خلال جملة عناصر أهمها صلة الرحم، وتلاوة القرآن، وإيتاء الزكاة، وتقديم موائد الخير· وتشير إلى أنها تقضي ساعات النهار في تلاوة القرآن الكريم، أما في المساء فإنها تحرص على أداء صلاة التراويح في المسجد لأن فضلها كبير· ونوهت إلى أن شهر رمضان شهر الخير والبركات إلا أنه في الوقت نفسه شهر اللمة، وقالت: ''إن العزائم والولائم أمر لا مفر منه، فهو عرف سنوي، ومن الصعب تجاهله، لأنه جزء من تفاصيل رمضان الجميلة · وعبر مصطفى بركة (موظف) عن اهتمامه بالأسرة والتجمعات التي قلما تحدث في فترة غير رمضان في ظل سطوة العالم الحديث، لكنه أبدى استياءه من الأسعار التي تزداد يوماً بعد يوم خصوصاً في رمضان مما يثقل كاهل رب الأسرة بمصاريف ضخمة· وزاد أن ''الولائم الرمضانية تقليد جميل يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء والأحباء، لكن المشكلة الوحيدة هي غلاء الأسعار''· وقال نشأت جودت (بائع في أحد المتاجر الكبرى في الشارقة): إن ''العائلات تتسوق بصورة مبالغ فيها وبأرقام فلكية في شهر رمضان، ويتم التركيز على اللحوم والدواجن، فضلاً عن شراء المواد الرمضانية كالتمر وقمر الدين والقطايف والحلويات''· وأضاف أن ''ساعات العمل في رمضان تكون مضاعفة نظراً لتضخم القوة الشرائية لدى الزبائن، فضلاً عن توظيف عناصر بدوام جزئي لتغطية النقص الحاصل جراء الدوام الطويل''· من جهته، قال محمد عزت (مدير مطعم في الشارقة) إن ''العمل ينتعش في جميع المطاعم، فلا يمر يوم في رمضان دون حجوزات لولائم جماعية لموظفين أو لمؤسسات كبرى أو عائلات وأصدقاء، إذ إن معظم الشباب العزاب يتوجهون إلى المطاعم لتناول طعام الإفطار في تحايل جميل على واقعهم الذي يحرمهم من الأجواء الأسرية التي اعتادوا عليها في أوطانهم · وعن الأسعار، فأكد أنها زادت بنسبه 35 % عن العام الفائت، لافتاً إلى أن التكلفة على الفرد الواحد 60 درهماً، وفي مطاعم أخرى تصل إلى 100 درهم·