أبوظبي، عدن (الاتحاد، وام)

بلغ حجم المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن خلال الفترة من أبريل 2015 إلى يونيو 2019، 5.59 مليار دولار موزعة على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية استفاد منها 17.2 مليون يمني يتوزعون على 12 محافظة. وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في تقرير لها أن من بين المستفيدين 11,2 مليون طفل و 3,3 مليون امرأة. وفي إطار هذه المساعدات تلقى 11,4 مليون يمني العلاج الطبي، فضلاً عن مساعدات شملت أدوية ومستلزمات طبية وتأهيل المستشفيات. وتلقى 16,3 مليون مساعدات غذائية و1,8 مليون طفل وطفلة دعماً تربوياً وتعليمياً. وتمت إعادة تأهيل وتشغيل 3 مطارات و3 موانئ بحرية في عدن والمكلا وسقطرى.
وفي سياق متصل، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها الإغاثية في تقديم الدعم والمساندة لأهالي محافظة الحديدة للتخفيف من معاناتهم في مختلف النواحي الحياتية، وذلك ضمن الاستجابة الإنسانية التي تبنتها دولة الإمارات لتقديم الدعم والمساندة لكافة المدن والمناطق الواقعة في الساحل الغربي. وسيرت «الهيئة» قافلة طبية تحمل مساعدات دوائية ومستلزمات طبية متنوعة لصالح إنعاش الخدمات الصحية المقدمة لأهالي الحديدة عبر المركز الصحي المتواجد في منطقة «الشجيرة» التابعة لمديرية الدريهمي.
وتضمنت شحنة المساعدات الطبية كميات من الأدوية والمحاليل الوريدية المخصصة لمكافحة الأوبئة والأمراض المنتشرة في القرى والمناطق النائية في الدريهمي، حيث تأتي هذه المساعدات ضمن الجهود الصحية المتواصلة المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتوفير العلاجات والخدمات الصحية للمرضى والمحتاجين من أبناء تلك المناطق المتضررة في الحديدة.
وثمنت إدارة المركز الصحي في «الشجيرة» الدعم الإغاثي المتواصل الذي توليه دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية من أجل إنعاش الخدمات الطبية المقدمة عبر المركز في ظل الأوضاع الصحية المتدهورة التي تشهدها مناطق الساحل الغربي جراء الحرب المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية، موضحة أن شحنة الأدوية التي وصلت للمركز تأتي امتداداً للدعم المقدم من الهيئة منذ تحرير المنطقة لتحسين الخدمات الطبية والارتقاء بها من أجل مساعدة المرضى والمحتاجين. وأوضحت أن الشحنة تضمنت أدوية ومحاليل مخصصة لمكافحة الأوبئة والأمراض التي عاودت الانتشار مؤخراً في المديرية، مشيرة إلى أن المركز الصحي في الشجيرة يقدم خدماته لنحو 12 قرية قريبة منه، وهو ما يجعله مركزاً طبياً رئيساً في مديرية الدريهمي.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد أسهمت في إعادة الروح والحياة للمركز الطبي في «الشجيرة» عقب عملية التأهيل والصيانة التي تبنتها خلال الفترة الماضية وتزويده بالمستلزمات الطبية اللازمة وتشغيله بعد أن كان متوقفاً عن العمل لفترة طويلة.
من جهة أخرى، وصلت العيادة الطبية المتنقلة التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمرضى من المواطنين والنازحين في مختلف قرى ومناطق الحديدة والساحل الغربي. وتعد تلك العيادات الطبية المتنقلة إحدى وسائل الخدمات الإنسانية التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للأهالي والنازحين في مناطق ومديريات الحديدة، وذلك بهدف تسهيل وصول الخدمات الطبية إلى المناطق النائية والبعيدة المحرومة من الخدمات الطبية منذ سنوات طويلة. ووصلت العيادة المتنقلة إلى قرية «المرغوبة» التابعة لمديرية الدريهمي وشرع الفريق الطبي المرافق لها بمعاينة المرضى وتقديم الاستشارات الطبية والأدوية المجانية من أجل التخفيف من معاناة الأسر في القرية. وأشار الفريق الطبي إلى أن العيادة قدمت خدمات طبية وعلاجية مجانية للعشرات من المرضى سواءً من الرجال والأطفال والنساء وكبار السن، حيث أسهمت العيادة في التخفيف من معاناة الكثيرين من أبناء قرية «المرغوبة» الذين يعانون أوضاعاً صحية متدهورة جراء انتشار الأمراض والأوبئة وبعدها عن المراكز الصحية والمستشفيات الرئيسة بالساحل الغربي.
وأكد الشيخ إبراهيم لحجي الشخصية الاجتماعية البارزة في الدريهمي، أن «الهلال الأحمر» الإماراتي يقوم بصورة مستمرة بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لعشر وحدات صحية في مناطق «الطائف، الشجيرة، القضبة، العقوم، الجريبة» بمديرية الدريهمي، بالإضافة إلى صرف رواتب الكوادر الطبية التي تعمل في تلك الوحدات الصحية وعددهم 60 شخصاً. وأشار لحجي إلى أن هذه الوحدات الصحية تقدم خدمات طبية لسكان القرى والمناطق النائية والذين يصل عددهم إلى أكثر من 19 ألف نسمة موزعين على 25 قرية ومنطقة. وأكد أن «هلال الإمارات» نفذ عدداً كبيراً من المشاريع الخدمية والتنموية التي أسهمت في إعادة تطبيع الحياة في مختلف قرى ومدن ومناطق الساحل الغربي، ولا تزال الجهود مستمرة في إعادة تأهيل المشاريع في مجالات التعليم، والصحة، والكهرباء، والمياه، والأسماك، وغيرها من المجالات التي تصب في خدمة الأهالي وتحسين مستوى أوضاعهم المعيشية.
وعبر أهالي الدريهمي عن شكرهم وتقديرهم للجهود الإغاثية المتواصلة التي تبذلها هيئة الهلال لصالح أبناء المديرية الذين يمرون بأوضاع معيشية صعبة، مشيرين إلى أن الإمارات كانت سباقة في تقديم المساعدة منذ الوهلة الأولى لتحرير مناطقهم من الحوثيين.