ناصر الجابري (أبوظبي)

حدد مستفيدون من برنامج أبوظبي للدعم الاجتماعي 5 آثار إيجابية للبرنامج، تشمل تعزيز الحياة الكريمة للأسر المستفيدة، والتمكن من مواجهة تحديات المعيشة وتجاوزها، والحصول على إمكانية اكتساب الخبرة العملية من خلال برنامج التمكين، إضافة إلى ضمان الاستقلال المالي المطلوب، والحصول على مستلزمات واحتياجات الأبناء من صغار السن، وهو الأمر الذي يدفعهم نحو المضي قدماً في مسارات الإنتاجية للوطن.
ووافق البرنامج، منذ بدء استقبال طلبات المتقدمين في يناير الماضي حتى نهاية مارس الماضي، ضمن المرحلة الأولى لاستقبال الطلبات، على 3200 طلب، حيث وصل إجمالي عدد الأفراد المستفيدين من البرنامج في الأسر المستفيدة إلى 19248 فرداً، بينما يستمر البرنامج في استقبال الطلبات ضمن عدة شروط، منها أن تكون الأسرة مقدمة الطلب من الأسر المواطنة ذات الدخل المحدود، وتحمل خلاصة قيد صادرة عن إمارة أبوظبي، إضافة إلى أن يكون الدخل الشهري الإجمالي للأسرة أقل من خط الدعم المعتمد.

الاستقرار الأسري
ورصدت «الاتحاد» خلال لقاءات مع مجموعة من الأسر المستفيدة، مستوى الأثر البالغ للدعم الاجتماعي على تحقيق الاستقرار الأسري والوصول لمستوى الدخل بما يتناسب مع مستلزماتهم واحتياجاتهم المختلفة، حيث وصف مستفيدون الحصول على الدعم الاجتماعي بأنه «بشارة وطن السعادة» لما له من بالغ الأثر على تحقيق تطلعات الأسر المستفيدة، خاصة أن للبرنامج دوراً هاماً ضمن محور التمكين وهو تأهيل وتدريب وتوظيف الأفراد القادرين على العمل ضمن الأسر المستفيدة. ويمثل برنامج أبوظبي للدعم الاجتماعي، تجسيداً حقيقياً لنهج القيادة الرشيدة الداعم لتوفير الحياة الكريمة لجميع أفراد المجتمع، من خلال تكاتف مختلف الجهات المعنية لإيجاد السياسات والبرامج والمبادرات الهادفة إلى تحقيق هذه الغاية الاستراتيجية، باعتبار أن المجتمع هو المحور الرئيسي للخطط التي تنفذها الجهات العاملة في القطاع الاجتماعي بالإمارة.

برنامج التمكين
وقال المستفيد عبدالله الرميثي: يمثل الحصول على الدعم الاجتماعي فرصة هامة لكل أسرة مستفيدة نحو تكثيف الجهود وتعزيزها، بما يصب في مصلحة المواطن، حيث إن القيادة تحرص دوماً على تقديم الخير والعطاء، سواء للمواطنين أو المقيمين أو للدول الأخرى، وهو الأمر المغروس في منهجية القيادة ورؤيتها الساعية لبذل كافة أشكال الدعم.
وأضاف: لدي عدد من الأبناء الذين سيستفيدون أيضاً من برنامج التمكين، وهو البرنامج الذي يتيح المجال لهم للحصول على الفرصة الوظيفية واكتساب الخبرة المطلوبة للدخول في مجالات العمل، وبالتالي تتمثل خصوصية الاستفادة من برنامج الدعم في كونه برنامجاً متكاملاً يوازن بين المتطلبات المالية المطلوبة للحياة الكريمة، وفرص العمل التي تضمن الاعتماد على النفس وتحقيق الاستقلال المالي المطلوب.
وأشار إلى أنه علم عن البرنامج عبر الأخبار في الصحف المحلية، حيث «تقدمت إلى البرنامج بالمستندات المطلوبة والمتطلبات التي تم إيضاحها لنا، مما جعل كافة الإجراءات ميسرة، سواء من مرحلة التقدم بالطلب، إلى مرحلة معرفة نتيجة الطلب والحصول على الدعم الاجتماعي المطلوب».

إسعاد المواطن
من جهته، قال المستفيد عبيد المنصوري: إن برنامج الدعم الاجتماعي يعد مبادرة ليست بمستغربة على قيادة تحرص على توفير كافة الإمكانيات المطلوبة لتحقيق غايات إسعاد المواطن، عبر إطلاق البرامج والمبادرات الممكنة للمواطن والداعمة له لتجاوز مختلف التحديات اليومية التي يواجهها، وهو ما ينعكس علينا جميعاً وأسرنا التي أصبحت تلبي مستلزماتها واحتياجاتها اليومية بوجود البرنامج.
وأضاف: علمت عن البرنامج من خلال الأخبار المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحدثت عن أهمية البرنامج ودوره في دعم الأسر ذات الدخل المحدود، ضمن شروط محددة تنطبق على أسرتي، حيث حرصت على التقدم للبرنامج فور علمي به ومتابعة حالة طلبي من خلال رقم الطلب على النافذة الإلكترونية المتاحة من قبل البرنامج، وصولاً إلى مرحلة تلقي نتيجة الطلب والتي كانت الموافقة.
وأشار إلى أن برنامج «أبوظبي للدعم الاجتماعي» ساهم في تغيير حياته بشكل كامل، خاصة أن عدد أفراد الأسرة يصل إلى 9 أشخاص، لذلك يعد مبلغ الدعم بمثابة نقلة نوعية هامة إلى الأمام، ستدعم الحياة المعيشية المستقبلية في مواجهة هاجس توفير متطلبات الأبناء، معرباً عن تقديره البالغ لهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي على ما بذلته من جهود لإيصال الدعم للمستفيدين.

الأسر ذات الدخل المحدود
من جهته، أكد المستفيد عارف حسين أن الإمارات تتميز بقيادتها الرشيدة التي تشكل نموذجاً في الرؤية الحكيمة التي تستند إلى مراعاة أحوال المواطنين وتلبية احتياجاتهم، وتعزيز مستوى قدرتهم على مواجهة الأعباء الاقتصادية المختلفة، وهو ما تمت ترجمته من خلال إطلاق برنامج يعنى بالأسر ذات الدخل المحدود والتي سيمكنها مبلغ الدعم من تحقيق الاستقلال المالي المطلوب، دون التوجه إلى خيارات الاقتراض.
وأشار إلى أن ما يحدث في الإمارات يعد استثنائياً، وبالمقارنة مع الدول الأخرى لا يمكن أن يتم إيصال الدعم حتى باب المنزل، وهو ما حدث من خلال إيصال بطاقة الدعم الاجتماعي إلى منزل المستفيد، دون تكبده عناء الذهاب إلى مقر استلام البطاقة، ضمن خطوة هادفة إلى اختصار خطوات الاستلام وضمان الحصول على الدعم في أقرب فرصة ممكنة بعد الموافقة على الطلب، مما يعكس الحرص الكبير على توفيره فوراً.
ولفت إلى أنه لديه 5 أبناء أكبرهم يبلغ 13 عاماً، ونظراً لعامل العمر الذي يصل إلى 50 عاماً ومتطلبات الحياة، فإنه تم التقدم للبرنامج بأمل الحصول عليه، حيث تمت سرعة إنجاز تقديم الطلب خلال 3 دقائق فقط، وبعد الحصول على الدعم تغيرت الحياة جذرياً، حيث تمكنت من توفير كافة المتطلبات للأبناء.

رب الأسرة
من ناحيته، قال المستفيد صالح أحمد صالح: إجراءات التقدم للبرنامج من الإجراءات الميسرة، حيث تقدمت للبرنامج، خاصة أن عدد أفراد أسرتي يصل إلى 11 شخصاً وجميعهم صغار السن، ولذلك هناك الكثير من المصاريف المرتبطة بالمدارس وتوفير الاحتياجات والمستلزمات لهم، وغيرها من الأمور التي قد تثقل كاهل رب الأسرة، ولذلك جاء البرنامج في وقته ليشكل دعامة رئيسية لتوفير كافة الاحتياجات المطلوبة.
ولفت إلى أن أثر الدعم الاجتماعي يكمن في تحقيق الاستقرار الاجتماعي المطلوب، من خلال وجود البيئة المستقرة مالياً، وهو ما يتيح للأبناء القدرة على تعزيز التحصيل العلمي في مدارسهم وتحقيق الإنتاجية المطلوبة في مختلف المجالات، خاصة مع وجود كافة مقومات التفوق والنجاح، إضافة إلى عوامل الرغبة في رد القليل من جميل القيادة الرشيدة التي تسعى دوماً لمتابعة احتياجات المواطنين ومستلزماتهم.

وطن العطاء
من ناحيتها، وصفت المستفيدة حمدة المنصوري، برنامج أبوظبي للدعم الاجتماعي بـ«البشارة» التي رسمت الفرح والسرور عليها، حيث إن الإمارات لطالما كانت المثل الأبرز عالمياً في تقديم العطاء والخير لكافة دول العالم، سواء أكانت قريبة أم بعيدة، وهو النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث حرص الأب المؤسس على تسخير كافة إمكانات الدولة لتكون متاحة للجميع. وأضافت: نفخر بالانتماء إلى وطن السعادة والرحمة والتسامح، هذا الوطن الذي يبتهج بوجود قيادته الحكيمة، حيث تتوفر للمواطن كافة سبل الحياة الكريمة من وجود الرعاية الصحية اللازمة ومستوى التعليم المطلوب، إضافة إلى المنشآت الحديثة للبنى التحتية في مختلف المناطق في إمارات الدولة جميعاً، وهي المقومات التي تجعلنا في نعمة لا يمكن وصفها مع تعددها واستمراريتها.
وأشارت إلى أن لديها 10 أبناء منهم من يعملون في وظائف مختلفة، ومنهم ممن التحق في برنامج الخدمة الوطنية، بينما 2 من الأبناء ما يزالان على مقاعد الدراسة، لافتة إلى أنها فور حصولها على مبلغ الدعم الاجتماعي قامت بسداد المصاريف المختلفة وتوفير الاحتياجات والمستلزمات المطلوبة.
بدوره، أعرب المستفيد أحمد العامري، عن بالغ شكره وتقديره للقيادة الرشيدة على مبادراتها الهادفة إلى الارتقاء بمستويات المعيشة، وجهودها المتواصلة لتلمس احتياجات المواطنين وبناء السياسات الحكومية ذات البعد الاجتماعي، عبر تنفيذ البرامج المجتمعية الداعمة لأحوال المواطنين المعيشية، وتلبية رغباتهم ومستلزماتهم التي تحقق تطلعاتهم وتتناسب مع الأوضاع المعيشية لهم.
وقال: يبلغ عدد أفراد أسرتي 8 أفراد، وهناك من أبنائي من يعملون أو من ما يزالون في مقاعد الدراسة، ومكنني الدعم الاجتماعي من توفير احتياجاتهم المختلفة، حيث إنني متقاعد حالياً وأواجه معظم التحديات التي يواجهها المتقاعد، لذلك يمثل الدعم الاجتماعي فرصة لسداد التكاليف المعيشية المختلفة، ونقطة انطلاق نحو رفد الوطن بالكوادر البشرية المستقرة مجتمعياً والمستقلة مالياً والقادرة على العطاء.