بري: الفوضى في سوريا ستؤدي إلى حريق شرق أوسطي
طلب وزير الخارجية اللبناني علي الشامي أمس، من المندوب اللبناني لدى الأمم المتحدة عدم الموافقة على مشروع البيان، الذي تعمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال على إصداره في مجلس الأمن، لإدانة سوريا على خلفية تعاطيها مع حركة الاحتجاجات الشعبية.
ولم يذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أي تفاصيل حول تحرك لبنان العضو غير الدائم في مجلس الأمن. في وقت دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس، جميع اللبنانيين الى الحرص على أمن سوريا واستقرارها أكثر من السوريين أنفسهم.
وقال بري “إن محاولة ضخ الفوضى والفتنة إلى سوريا أمر سيؤدي الى حريق شرق اوسطي لا يمكن إطفاؤه ولا يمكن النجاة من تبعاته، وأي خطأ عابر لحدود الأمن القومي لسوريا هو لعب بالنار، وبمصير لبنان في المجال الحيوي الجغرافي والسياسي الذي تمثله سوريا بالنسبة إلى لبنان.
وأكد على ضرورة أن تجري التحقيقات بشأن إمكانية التورط بأحداث سوريا في إطار القانون وليس السياسة، وان يتم التعاون مع القضاء اللبناني في إطار الاتفاقيات المعقودة بين لبنان وسوريا. وأشار الى أنه متأكد بأن القيادة السورية حريصة على لبنان بقدر حرصها على سوريا، وهي تعمل على إبعاد شبح الفتنة من هنا وهناك”.
من جهة ثانية، وقع 125 مثقفاً وناشطاً لبنانياً امس، عريضة تضامن مع الشعب السوري في معركة استعادة حريته وكرامته، مطالبين السلطات السورية بوقف استخدام القوة ضد شعبها. وأدان نص العريضة التي وزعت على وسائل الإعلام “القمع الذي يتعرض له الشعب السوري، وأعلن التضامن معه في معركته من أجل استعادة حريته وكرامته.
واضافت العريضة “نطالب السلطات السورية بوقف استخدام القوة ضد شعبها ومحاسبة المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت والإفراج عن جميع المعتقلين، كما نطالب جامعة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها تجاه سوريا وشعبها تماماً كما فعلت تجاه ليبيا وشعبها والتدخل الفوري لوقف المجازر.
وبين الموقعين على العريضة النائبان السابقان فارس سعيد وسمير فرنجية عضوا الأمانة العامة في قوى 14 مارس بزعامة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري. ولم تدل قوى 14 مارس بأي مواقف علناً مما يجري في سوريا منذ أسابيع.
وأوضح الأستاذ الجامعي والناشط السياسي كمال اليازجي الموقع على العريضة “إن المبادرة جاءت من مجموعة ناشطين سياسيين ملتزمين بالخط الاستقلالي والسيادي وليست صادرة عن اي هيئة رسمية في 14 مارس”. وأضاف “لم يعد جائزاِ السكوت أكثر”، معتبراً أن الموقف الدفاعي القائم على القول بعدم التدخل لأننا لا نريد تدخلهم يجعل من السكوت بمثابة تواطؤ”. وقال إن النظام السوري “يمارس اليوم المجازر بكل حرية وسط سكوت مريب وشبه تواطؤ مشبوه من جانب المجتمع الدولي”، مضيفاً “هذا السكوت المريب وغض الطرف غير مقبول ونحن نحاول ان نكسر جدار الصمت”.
وجاء التوقيع على العريضة وسط حملة اتهامات انطلقت من سوريا موجهة الى سياسيين في قوى 14 مارس، ومفادها أن هؤلاء يدعمون المعارضين السوريين بالمال والسلاح. وطالبت العريضة السلطات السورية بوقف محاولاتها المتكررة لتصدير أزمتها الى لبنان، وزجه مجدداً في صراع لا علاقة له به. وقال اليازجي “نحن لا نرسل سلاحاً ولا قدرة لنا على التدخل العسكري، لكننا لا نستطيع أن نكبت مشاعرنا ونكبت عواطفنا..هناك موقف مبدئي نسجله للتاريخ”.
المصدر: بيروت