بطولة الإمارات الخامسة تبرز قدرات أطفال التوحد وتعزز دمجهم اجتماعياً
أبوظبي (الاتحاد) - ابتسامات بريئة، وحركات رشيقة، وأجواء من المرح والبهجة ملأت نادي الجزيرة الرياضية نهاية الأسبوع الماضي خلال بطولة الإمارات الخامسة لذوي الاحتياجات الخاصة للسباحة واللياقة البدنية والتي أقامها مركز الإمارات للتوحد بمشاركة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وذلك في إطار احتفالات الدولة بشهر التوحد العالمي الذي يقام في أبريل من كل عام.
وبرعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي انطلق المهرجان الرياضي، مشتملاً مسابقات رياضية وأنشطة ترفيهية متنوعة، شارك فيها طلاب متوحدون من كافة مراكز العلاج والتأهيل في الإمارات، بهدف إبراز قدراتهم وطاقاتهم التي لا تقل عن غيرهم من أفراد المجتمع إذا تم توجيهها بالطريق الصحيح، وفق ما ذكرت أمل جلال صبري مديرة مركز الإمارات للتوحد. والتي تابعت قائلة: يهدف المهرجان الرياضي إلى توعية المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه، باضطرابات التوحد وإظهار قدرات أطفالنا وإبراز دور المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات الدولة وهيئاتها تجاه تلك الفئة من ذوي الإعاقة، لأن التوحد هو الأعلى انتشاراً بين الإعاقات الأخرى حيث وصلت إلى حالة توحد لكل 88 حالة ولادة، وكانت بالأمس القريب حالة لكل 115 حالة ولادة دون الوصول إلى أسباب محددة.
التدريب الفردي
كما يهدف المهرجان الرياضي إلى إلقاء الضوء على طبيعة تدريب أطفال التوحد الفردي ما يجعل التكاليف باهظة لأن عدد الأطفال يكاد يصل إلى عدد المشرفين، وهنا تظهر أهمية دعم المؤسسات الاجتماعية للمراكز والأنشطة التي تواجه التوحد، حتى نستطيع تحقيق أهدافها الإنسانية وتقديم خدمات نوعية متميزة لازمة لدمج هذه الفئة في المجتمع والعمل بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع.
وبصفتي أماً لإحدى هذه الحالات «التوحد» يبلغ عمره 20 عماً وهو أول حالة يتم دمجها في مدارس الإمارات وكان ذلك في عام 2001، وهو الآن في طور تهيئته لالتحاقه بالثانوية العامة، وكذلك تأهيله للتوظف ليؤدي دوره الإيجابي في المجتمع بما يتناسب مع قدراته، وهذا يأتي ضمن جهود الدمج العديدة التي يبذلها المركز، والتي أسفرت عن دمج 26 طالبا في المدارس الحكومية والخاصة برفقة مدرسين ومدرسات وتحت إشراف مباشر من مجلس أبوظبي للتعليم ويبلغ نسبة المواطنين 51% من أطفال المركز.
اضطراب طيف التوحد
وأوضحت أمل جلال أن البطولة الرياضية شارك فيها 20 مركزا لعلاج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الدولة و 250 لاعباً من ذوي الاحتياجات الخاصة، شارك فيها 58 في مسابقات السباحة وما يقرب من 200 طالب في اللياقة البدنية والفئات العمرية التي شاركت في المسابقة هي، من 6-8 سنوات ومن 8-12 سنة ومن 12-16 سنة ومن 16-20 سنة.
وقالت أمل جلال إن مركز الإمارات للتوحد منذ افتتاحه الرسمي في ابريل 2008 يحرص على تنظيم بطولة الإمارات للياقة البدنية والسباحة لذوي الاحتياجات الخاصة سنوياً ضمن فعاليات متعددة للاحتفال بالشهر العالمي للتوحد وذلك إيماناً من المركز بالدور العام الذي تلعبه مثل هذه الأنشطة في التعريف باضطراب طيف التوحد الذي أصبح يشكل ظاهرة يعكف الباحثون من مختلف التخصصات على تفسيرها والعمل على إيجاد حلول للتعامل معها خاصة وأن أحدث الإحصائيات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها - بأتلانتا جورجيا الولايات المتحدة أشارت إلى أن نسبة الإصابة بالتوحد قد بلغت 1 لكل 88 طفلا الأمر الذي يكشف عن الحاجة الماسة إلى خدمات الكشف والتدخل المبكر والتي بدورها تؤدي إلى تحسن الجوانب التعليمية والاجتماعية كذا قضايا التوظيف والحياة الاستقلالية.
ولفتت إلى أن المركز يفخر بتحقيق العديد من الإنجازات بالرغم من حداثة عهده تمثلت في دمج 26 طالباً بالمدارس الحكومية والخاصة بإشراف من مجلس أبوظبي للتعليم وتهيئة 2 من طلاب المركز للانضمام إلى سوق العمل بعد تأهيلهم وتدريبهم بقسم التأهيل المهني الذي يضم العديد من ورش العمل والذي ساهمت مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي في تأسيسه بالإضافة إلى توفير خدمات الدمج الحسي والتكامل السمعي.
توجه إنساني
ويهيب المركز بالمؤسسات والهيئات لتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية تجاه تلك الفئة التي تحتاج للدعم والرعاية حتى تصبح مكوناً فاعلاً يسهم في تنمية المجتمع.
ويأمل المركز من خلال هذه البطولة إلى ترسيخ مفهوم المساواة واحترام الفروق الفردية بالمشاركة في المسابقات الرياضية ضمن منافسات يتم فيها تحقيق الإنجاز وحصد الجوائز والاحتفال على منصة التتويج.
وهنا يجدر الإشارة إلى الدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال خدمة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يعكس التوجه الإنساني في أروع صوره والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، والتي تمثلت في إصدار القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006 والخاص بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات التربوية، الصحية، الاجتماعية، الثقافية، والاقتصادية، بما يكفل لتلك الفئة منظومة متكاملة من التشريعات تحفظ لهم الحق في حياة كريمة.
وقدمت جلال الشكر إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على رعايته الكريمة لفعاليات أسبوع التوحد على مدار خمسة أعوام متتالية ما كان له أكبر الأثر في دفع مسيرة المركز وتفعيل هذا الحدث الإنساني، ومثل هذه المبادرات ليست بالغريبة على رجل نذر نفسه ووقته وجهده للخدمة العامة.
وكذلك غرفة تجارة وصناعة أبوظبي لجهودهم الحثيثة ومشاعرهم النبيلة الصادقة ومشاركتهم الفعالة بمساندة مركز الإمارات للتوحد في تنظيم فعاليات حملة التوعية باضطراب طيف التوحد مما يؤكد على الدور العام للهيئات والمؤسسات في تفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية نحو فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
مسؤولية اجتماعية
ونوهت أمل جلال إلى دور جامعة زايد بأبوظبي ومساهمتها في المشاركة بالمسؤولية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة والتي تم بلورتها من خلال إعلان الشراكة بين جامعة زايد أبوظبي ومركز الإمارات للتوحد مما يساعد على إرساء مفهوم الشراكة بين الجامعات والمعاهد البحثية العلمية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأثر ذلك على الجانبين المتمثل في تعريف طالبات الجامعة عن كثب بما يقوم به المركز من دور فعال في تأهيل وتدريب هذه الفذة وكـذلك تدعـيم مفهـوم ربط التطبيق بالنظـرية أي ما يتم دراسته من نظريات مختلفة وكيفية تطبيقه عملياً من خلال الزيارات الميدانية والتدريب العملي وأيضاً سيسهم في استثمار أوقات طالبات الجامعة في العمل التطوعي بمختلف أشـكاله بالمركز وعلى الجانب الآخر ستشكل الشراكة دعماً لمركز الإمارات للتوحد في استمرار أداء دوره المهني من خلال رعاية جامعة زايد للعديد من فعاليات المركز وستسهم الشراكة بين الطرفين في إجراء مزيد من البحوث المسحية في المجتمع المحلي عن نسب انتشار اضطراب طيف التوحد مما يساعد على الكشف المبكر وبالتالي دعم برامج التدخل المبكر بناءً على قاعدة البيانات.
وكلمتي إلى أبنائي الأحباء طلاب مركز الإمارات للتوحد ولكل الطلاب المشاركين من المراكز الأخرى هي أننا نسعد بكم ومعكم نتخطى الصعاب ونحقق الأمل متمنين للجميع النجاح والتوفيق.
إحصائيات وأرقام
? عدد المراكز المشاركة (20) مركزا.
? عدد اللاعبين المشاركين (250) لاعبا ولاعبة.
? عدد اللاعبين المشاركين باللياقة البدنية (200) لاعب ولاعبة.
? عدد اللاعبين المشاركين في السباحة (58) لاعبا ولاعبة.
? عدد المدارس المشاركة (7) مدارس.
? عدد الطلاب المشاركين (400) طالب من طلاب المدارس.
? عدد المتطوعين (100) متطوع.
? هيئات التطوع «فلانتير، فريق كشافة مدرسة اليوبيل، تكاتف، جونسن كنترولز، جامعة زايد».
المراكز المشاركة
الفرق المشاركة تابعة للمراكز الأتية: مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، مركز التحدي للتدريب والتأهيل، مركز دبي لذوي الاحتياجات الخاصة، مركز القدرة، مركز تنمية القدرات، مركز النور، مركز الرعاية الصحية، مركز غياثي لذوي الاحتياجات الخاصة، مركز المشاعر الإنسانية، مركز المستقبل، New England، مركز الإمارات للتوحد، مركز أبوظبي للتوحد، مركز المنهل، مركز الواعدة، مركز النجاح للتأهيل الخاص، مركز المرفأ لذوي الاحتياجات الخاصة، مركز مدينة زايد، لجنة المتطوعين، مركز دبي لتأهيل المعاقين.