ضاعفت موجة الحر التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية من متاعب صيادي رأس الخيمة، وأدى تراجع كميات الأسماك الموردة إلى الأسواق إلى ارتفاع غير مسبوق بالأسعار، فيما اختفت الأنواع الجيدة من الأسواق. وقال صيادون إن الكميات التي تم توريدها إلى الأسواق خلال الأيام الماضية تراجعت بنسبة 70% في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار بنسبة تراوحت بين 40% و 60%. وأكد الصيادون أن السبب الرئيسي لتراجع حصيلة الصيد خلال الأيام الماضية جاء بسبب موجات الحر التي أدت إلى هروب الأسماك إلى الأعماق السحيقة التي لا تصل إليها شباك الصيادين، إلى جانب امتناع عدد كبير منهم عن الخروج إلى البحر بسبب تراجع الحصيلة. وقال عبدالرحمن محمد إن عائد الصيد خلال شهر يونيو تراجع بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية بسبب موجات الحر التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية، والتي أدت إلى هروب الأسماك إلى الأعماق. وأضاف: قرارات لجنة الصيد التي منعت استخدام الألياخ منذ مدة وموجة الحر سببت خسائر كبيرة للصيادين. وقال محمد حسن إن الحصيلة تراجعت بشكل ملحوظ، لدرجة أن عائد الرحلة بات لا يغطى تكلفة الوقود والعمالة وغيرها من المصروفات التي يتحملها الصيادين. وأضاف: العديد من صيادي الإمارة باتوا يفضلون عدم الخروج إلى البحر لحين انتهاء موجة الحر التي تؤثر بالسلب على الحصيلة، وتابع من الطبيعي أن ترتفع الأسعار ويزداد استغلال التجار الآسيويين الذين يسيطرون على الأسواق بشكل كامل. وفى سوق السمك الرئيسي برأس الخيمة سجلت أسعار الأسماك زيادة ملحوظة، حيث بلغ سعر الكيلو من سمك الهامور 40 درهما، فيما سجل سعر الكيلو من القباب زيادة بلغت 40% وارتفعت أسعار الشعرى والحمرا والجرجور والعقلة والجد 50% مقارنة بالأسابيع الماضية. وقال التاجر محمد أصغر إن الحبة من سمك الهامور، والتي تزن 2.5 تم بيعها اليوم بـ 100 درهم، فيما بلغ سعر الحبة من القباب 45 درهما مقابل 25 درهم قبل أيام. وأضاف بلغ سعر الكيلو جرام من الشعرى 20 درهما لأول مرة هذا العام، فيما ارتفع سعر الكيلو من سمك الحمرا 30 درهما مقابل 15 درهما وكذلك البورى. وأشار أكمل حسن إلى أن النوع الوحيد الذي لم يشهد زيادة كبيرة هو الروبيان، الذي يتراوح سعره بين 50 درهما و35 درهما. إلى ذلك، جدد مواطنون ومقيمون مطالبهم بإحكام الرقابة على الأسعار بعد أن دانت السيطرة على السوق للتجار الآسيويين، وقال محمد الشحي لا يعقل أن يبلغ سعر الكيلو جرام من السمك في رأس الخيمة 40 درهما، والتي كانت في السابق تورد فائضها من الأسماك للأسواق الأخرى. وأشارت أم راشد إلى أن النسبة الأكبر من الأسماك الموجودة بالسوق اليوم غير طازجة، وقالت أن التجار يستغلون جهل ربات البيوت ويبيعون الأسماك التي سبق تثليجها باعتبارها طازجة وبأسعار مبالغ فيها في ظل غياب الرقابة. وأضافت أنه رغم ندرة الإقبال على تناول الأسماك خلال شهور الصيف، إلا أن الأسعار التي يحددها التجار غير معقولة وأن هامش الربح الذي يحصل عليه الصيادون يصل أحيانا إلى 100%.