خالد السعدي (إيفيان)

وسط توقعات بجو ماطر وغائم اليوم، تدخل زوارق أبوظبي «1 و2»، ضمن 19 زورقاً بينها زوارق فيكتوري تيم، وزورق الشارقة، اختباراً صعباً عندما تخوض سباق أفضل زمن وتحدي السرعة، خلال الجولة الثالثة من بطولة العالم لزوارق الفورمولا-1 والمقامة حالياً في مدينة إيفيان الفرنسية وعلى ضفاف بحيرة ليمان الشهيرة، التي تحتضن البطولة للموسم الخامس على التوالي.
وينتظر حامل اللقب فريق أبوظبي مهمة صعبة مع رغبته في مواصلة الصدارة للمنافسة، بالإضافة إلى الدفاع عن اللقب، أمام رغبة جامحة للمنافسين في اللحاق به.
ويدخل فريق أبوظبي المنافسة، متصدراً الترتيب العام حالياً للبطولة عن طريق زورق أبوظبي 1 بقيادة شون تورنتي برصيد 20 نقطة، ووصافة زورق أبوظبي 2 بقيادة ثاني القمزي للمنافسة ورصيده 15 نقطة، إضافة لتصدر الزورقين لترتيب أفضل زمن بنفس الرصيد، وجميعها نتائج وأرقام مشجعة لدخول سباق اليوم بطموح كبير ورغبة في حصد الزمن الأفضل.
وتحمل إيفيان تاريخاً في تأجيل سباقات أفضل زمن، ما يجعل البعض يخشى التأثر سلبياً خصوصاً مع الاقتراب من مرحلة الحسم مع انتهاء كل جولة، فضلاً عن المدينة تعد لغزاً غير مفهوم مع تغير حالة الطقس فجأة، بالإضافة إلى أن البحيرة التي يقام عليها السباق تتأثر سريعاً بالرياح، وتصبح مليئة بالأمواج التي تصعب عملية المنافسة.
ويبدأ السباق اليوم والمنافسة من خلال الاجتماع التنويري والإلزامي لكافة المتسابقين صباحاً، ثم يعقبه فترة تجارب حرة تستمر على مدار ساعة، قبل أن تنطلق تصفيات الزمن والسرعة عصراً، وتضم ثلاث تصفيات مختلفة في المنافسة، تبدأ بمنافسات السرعة بأسلوب الاستبعاد، حيث يشارك في التصفية الأولى جميع الزوارق، ليتأهل للتصفية الثانية 12 زورقاً، ثم تتأهل الزوارق الستة أصحاب الزمن الأفضل إلى المرحلة الثالثة والختامية، والتي ينطلق من خلالها كل زورق دورتين وبشكل فردي في مسار السباق، حيث تختار اللجنة التحكيمية الدورة الأفضل للمتسابق من الدورتين، وعلى احتساب وضوء نتائج التصفية الثالثة يتم الإعلان عن أصحاب الزمن الأفضل اليوم، وصاحب الانطلاقة الأولى غداً في السباق الرئيس.
الجدير بالذكر أن منصة السرعة في إيفيان تخضع لاحتكار دائم لفريق أبوظبي، حيث حقق لقب بطل السرعة في أربعة مواسم متتالية، وبالأرقام هو الأسرع دوماً في جولة إيفيان، مما يزيد التفاؤل.
وتختلف جولة إيفيان هذا العام بغياب التجارب الحرة، التي لم تدرج في يوم الفحص الفني، وبالتالي ستكون الفرق على موعد قصير لتحديد الإعدادات الخاصة بها قبل سباق السرعة اليوم، وفي فترة التجارب الحرة الرسمية، ولكن بالنسبة لفريق أبوظبي، فقد كانت عبقرية مدرب الفريق جيدو كابليني حاضرة، حيث قام بإخضاع المتسابقين ليوم خاص ومكثف في ورشة الفريق في إيطاليا والدخول في مسار سباق مشابه للمسار هنا من أجل إعطائهم فرصة للتكيف مع المسار قبل انطلاق الجولة.

القبيسي: «عين الصقر» في مسار المنافسة
يمتلك فريق أبوظبي مواهب وكوادر متميزة، يبرز منها جمعة القبيسي الراديو مان كأحد هذه المواهب التي تعزز قيمة الكادر الوطني في المساهمة في صناعة النجاح والتفوق، وفي جولة إيفيان يتواجد القبيسي كراديو مان مع ثاني القمزي في رفقة تسجل تاريخاً للمشاركة الإماراتية. وإلى جانب دوره مع القمزي، هناك عين أخرى للقبيسي تراقب مسار السباق بعين صقر لا تكل ولا تمل، في سبيل إيجاد أي هفوات أو تجاوزات من الفرق الأخرى ضد فريقه، أو تحديد بعض التحفظات الفنية حول الالتفافات وزوايا المسار، القبيسي يؤكد أن سباق اليوم يحمل أهمية كبيرة، ليصل الفريق بنسبة كبيرة إلى منصة التتويج خاصة وأن محاولات الوصول لأفضل زمن ستكون متاحة أمام الجميع، وقال القبيسي عن السرعة: اليوم يشهد زوارق كثيرة ومحترفين لديهم القدرة على الوصول إلى الزمن الأسرع، متوقعاً أن تشهد الجولة قتالاً غير عادي للوصول إلى أفضل زمن في المسار.

فيليب يحلم بفك «نحس الأرض»
للسنة الخامسة على التوالي، والتي تستضيف من خلالها مدينة إيفيان الفرنسية السباق، يقع المتسابق فيليب شيب قائد زورق «شينزن 7» تحت ضغط نفسي كبير، خاصة وأنه بطل العالم لثلاث مرات في السبـــــــاق، آخرهـــا كان في 2014، لكنه لم ينجح في تحقيق لقب جولة إيفيان طيلة السنـوات الماضية ولم يتوج بلقب هذه الجولة التي تقام بين جمــاهيره وعلى أرضه.
وعلى الرغم من أنه يبلغ من العمر 56 عاماً إلا أن المحترف المخضرم لا يزال يمتلك الكثير مما يمكن أن يقدمه من خلال مسيرته الرياضية، كي يواصل الإنجازات والتحدي.
وتمثل جولة إيفيان له رقماً صعباً لابد وأن يتمكن من تحقيقه، الجميل في مسيرة فيليب الرياضية أنه طور سريعاً في فريقه متسابقاً شاباً هو الفرنسي بيتر مورين والذي يشارك بقوة وبرز اسمه آخر موسمين كي يكون مرشحاً ونداً قوياً للمنافسة على المراكز الأولى.