الجنيبي: يجب الصبر على الاحتراف والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل
نظمت جمعية الصحفيين وشركة اتصالات ندوة عن أسباب غياب المنتخبات الخليجية عن كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1982 وكيفية الارتقاء بكرة القدم الإماراتية، بالذات على صعيد المنتخبات، حتى تتواجد في المحافل القارية والعالمية، كما تناولت كذلك غياب الجانب المهاري عن مباريات الدور الأول في مونديال جنوب أفريقيا، وخروج منتخبات عريقة منه.
وقدم للندوة بمقر الجمعية بأبوظبي أمس الأول محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين، وأدار النقاش فيها خالد مطر مدير العلاقات العامة باتصالات الذي كشف أن “اتصالات” دعمت كرة القدم في الدولة بمبلغ 340 مليون درهم خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتحدث في الندوة عبد الله ناصر الجنيبي، عضو مجلس إدارة رابطة المحترفين، رئيس اللجنة الفنية وعارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية بمجلس أبوظبي الرياضي وأحمد سعيد المشرف السابق على الفريق الأول بنادي الجزيرة.
واستهل محمد يوسف حديثه عن دور الصحافة في النقد وتصحيح المسار، وشكر “اتصالات” لرعايتها للفعاليات الرياضية وإسهامها في كل ما يهم المجتمع، مبيناً أن الصحافة تعتبر العين الناقدة والمصوبة للأخطاء بصفة خاصة في الغرب، حيث تلعب ولعبت دوراً كبيراً في عكس آلام الشارع الرياضي في فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، بعد خروج منتخباتها من المونديال، مشيراً إلى أن إرسال الرئيس الفرنسي ساركوزي لطائرة خاصة لنجم المنتخب تيري هنري واجتماعه معه لساعة ونصف الساعة للوقوف على حقيقة ما صاحب مشاركة منتخب الديوك المخيبة للآمال في المونديال.
وأوضح أنه مع المنتخبات الأوروبية العريقة تلعب الصحافة دوراً في تصحيح مسارها، ولن يمضي عام أو عامين، حتى تعود قوية، منبهاً إلى أن هذا الدور كان حاضراً من جانب الصحافة الإماراتية في السابق، مشيراً إلى التفاعل الذي كانت تجده من الجمهور، ومذكراً بتأهل منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم 1990، وكيف حضرت الجماهير بعد نصف ساعة من نهاية مباراة الأبيض وسنغافورة إلى جريدة “الاتحاد” للاحتفال بالتأهل تقديراً للدور الذي لعبته الصحافة في الوقوف خلف “الأبيض”، وكيف أصدرت الاتحاد سبع ملاحق خلال ثلاثة أيام فقط إرضاء للشارع الرياضي.
وطالب رئيس جمعية الصحفيين بإفساح المجال بشكل أكبر للصحافة المكتوبة، حتى تقوم بالدور الذي كانت تقوم به في السابق، وحتى تعيد القارئ والجمهور الرياضي إلى سابق عهده في ظل الانفلات الحادث في المواقع على الإنترنت، خاصة أن الصحافة المكتوبة تعتبر الأكثر التزاماً بالمعايير الأخلاقية من بين الوسائل الإعلامية الأخرى.
تخطيط استراتيجي
من جانبه اعتبر عبد الله ناصر الجنيبي أن مثل هذا التواصل يعتبر من أسباب نجاح الرياضة في الدولة التي توجد رؤية حولها، لكن تحتاج لاستراتيجية مبنية على المشكل الحقيقي الذي يعيق التطور، وضرب مثلاً بالكرة الألمانية التي عانت أزمة في نهاية تسعينيات القرن الماضي، لكنها وضعت دراسات لمعرفة الأسباب وراء تراجعها، وخلصت هذه الدراسات إلى أن السبب الرئيسي يعود لأسلوب العمل في المدارس السنية، وبعدها بدأ العمل وفقاً لاستراتيجية مدروسة لتكون الثمرة عقب تسع سنوات، سيطرة ألمانيا على البطولات السنية في أوروبا.
وقال: نحتاج لاستراتيجية طويلة المدى تقوم على تحديد ما نحتاجه فعلاً، حتى تحقق النتائج المرجوة، وفي نفس الوقت تشهد الرياضة حالياً نجاحات ويجب الصبر حتى تكتمل التجربة على الصعيد الاحترافي الذي ما زال في بدايته لكنه يسير في الاتجاه الصحيح.
وحول كأس العالم أكد الجنيبي أن اعتماد المنتخبات على الكرة الأسلوب الدفاعي غيب الجانب المهاري، لأن أي منتخب أصبح يركز على عدم استقبال أهداف بالدرجة الأولى، ثم بعد ذلك يفكر في الهجوم، ومن الجيد مواكبة الرياضة في الدولة لهذا الأسلوب الحديث في اللعبة، حيث نجح بطل الدوري في تحقيق اللقب باعتماده على المنظومة الدفاعية التي تبدأ من خط المقدمة.
منتخباتنا بين الأمس واليوم
من جانبه أجرى عارف العواني مقارنة بين واقع كرة القدم المحلية على صعيد المنتخب بين الأمس الذي وصل فيه “الأبيض” إلى المونديال عبر منتخب 1990 واليوم الذي يودع المنافسة على التأهل من وقت مبكر في التصفيات.
وقال: المشكلة ليست إماراتية بل خليجية، فلأول مرة تغيب الكرة الخليجية عن المونديال منذ عام 1982 الذي شهد تواجد الأزرق الكويتي ثم تلاه العراق ثم الإمارات ثم الأخضر السعودي، مبيناً أن التجارب أصبحت هي المبدأ وغاب التخطيط طويل الأمد، حيث أصبحنا نخطط بعد الإخفاق في كل مسابقة في التي تليها مباشرة وهو أمر خاطي.
وانتقد العواني الاتحادات المتعاقبة في السنوات الأخيرة، وطريقة اختيارها لمدربي المنتخبات، مشيراً إلى أن الجيل المونديالي للكرة الإماراتية كان محظوظاً بإشراف مدربين من العيار الثقيل على تدريبه، بعكس الفترة الحالية التي يستقدم فيها مدربين مغمورين يريدون أن يبرزوا مع المنتخبات التي يدربوها، وهو ما انعكس سلباً على أداء هذه المنتخبات، وتحديدا المنتخب الإماراتي الذي يحتاج إلى تخطيط طويل المدى.
وعن خروج منتخبات عريقة من المونديال أرجع ذلك إلى عدم التحضير الجيد للبطولة، منبهاً إلى أن معيار التركيبة السكانية أصبح لا تأثير له في ظل الحضور الجيد لمنتخبات مثل سلوفينيا وسلوفاكيا ونيوزيلندا، وهو ما يجب النظر له بتمعن من الاتحادات الخليجية.
واقع مأساوي
على صعيد متصل اتفق أحمد سعيد مع رؤية من سبقوه في الحديث، لكنه أوضح أن الحل يبقى في العمل السليم في مجال أكاديميات كرة القدم التي تعيش واقعاً مأساوياً حالياً بعمل مدربين بنظام الأجر الإضافي وهذا لا يوفر بيئة تدريبية صالحة لا من حيث الكفاءة أو التركيز.
وأبدى أحمد سعيد سعادته بالتوجه الذي أعلنه مجلس أبوظبي الرياضي بإنشاء ميادين وساحات في الأحياء السكنية حيث تتاح الفرصة للجميع ممارسة اللعبة مثلما كان في السابق وتكون مساحة اكتشاف المواهب بشكل أكبر عن ما هي عليه الآن.
المصدر: أبوظبي