“القوة الخضراء”.. نظام يحول الرياح إلى طاقة بديلة صديقة للبيئة
تمكن صيدلاني من بيت لحم يدعى محمد سالم (34 سنة) من ابتكار نظام خاص يقوم باستغلال طاقة الرياح المتجددة لتوفير طاقة بديلة دون إحداث تلوث. وقام سالم بمساعدة المهندس أحمد غياظة (29 سنة) من معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” بتطوير نظام خاص يقوم باستغلال أكبر كمية من طاقة الرياح المتجددة على مدار السنة، مع المحافظة على سلامة توربين الهواء من قوة الرياح، حتى يخدم أطول فترة زمنية ممكنة في بيئة محيطة نقية
يقول مبتكر مشروع استغلال طاقة الرياح محمد سالم:”المشروع يمكننا من استغلال مصادر الطاقة المتجددة فوق أسطح البنايات بشكل مناسب دون التسبب بأي ضوضاء أو اهتزازات، ويقاوم السرعات العالية للهواء، ويحافظ على بيئة خضراء نظيفة من التلوث”. ويضيف: “إذا تم الاستثمار بطريقة سليمة عن طريق اختيار المعدات المناسبة، التصميم الصحيح وأسلوب التركيب الأفضل، فإن النظام الكهروهوائي المستخدم هو الأفضل من الناحية الاقتصادية والبيئية”، مؤكدا أنه لا توجد متعة تضاهي مراقبة مولد الهواء وهو يحول نسيم الصيف أو عواصف الشتاء إلى طاقة كهربائية. وأطلق سالم على هذا النظام الذي شارك مؤخرا في مسابقة “صنع في فلسطين” الذي نظمته مؤسسة النيزك للتعليم اللامنهجي والإبداع العلمي اسم “القوة الخضراء”.
ويقول :”يكثر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة عن الطاقة النظيفة والمتجددة، فتسمع أو ترى خبرا هنا أو هناك في شتى بلدان العالم عن الطرق والوسائل المختلفة المنتجة للكهرباء. طاقة الرياح هي حالياً الأدنى كلفة بين أنواع الطاقة المتجددة. وتحسنت جدواها الاقتصادية كثيراً في السنوات القليلة الماضية، حتى باتت في كثير من البلدان المتقدمة الخيار الأقل كلفة بين جميع تكنولوجيات الطاقة”. ويضيف سالم:”لهذه الطاقة علاقة مباشرة بسرعة الرياح. فحين تزداد السرعة تزداد كمية الكهرباء التي ينتجها التوربين الذي تديره الرياح، فتنخفض كلفة الطاقة لكل كيلوواط ساعة. وتحظى بلدان عربية كثيرة بموارد جيدة لطاقة الرياح إذ تراوح سرعة الرياح فيها بين 8 و 11 متراً في الثانية”، مشيرا إلى أن التوجه نحو المراوح الهوائية لتقليل قيمة الفاتورة الشهرية المتجددة.
نجاح الخطوة الأولى
يلفت سالم إلى أن البداية كانت بمروحة هوائية صغيرة الحجم، استمر العمل عليها لعدة أشهر، وتكللت بالنجاح عندما أنتجت طاقة كهربائية كافية لتشغيل التلفاز وإنارة حجرتين في منزله، بالإضافة إلى تسخين عدة لترات من الماء، مؤكدا أن هذا النجاح المتواضع أثر في سكان الحي الذي يقطنه بالإضافة إلى حصوله على التشجيع والدعم من الأسرة الصغيرة. إلى ذلك، يقول: “أسعدني تطوع مجموعة من الأصدقاء لدعمي في هذا المشروع”.
ويشير إلى أنه لجأ إلى استخدام المولدات الكهربائية المستخدمة في السيارات، لكونها جاهزة وسهلة التركيب، بالإضافة إلى بساطة التحكم بها وتوفرها وتوفر قطع الغيار اللازمة لها مستقبلا. ويضيف:”وجدنا أنه بإمكاننا تصنيع مولد بقدرة وكفاءة أعلى من حيث قدرة التوليد على سرعات منخفضة”.
ويؤكد أن هذا النجاح الصغير دفعه وبقوة نحو تجميع وإنتاج محطة إنتاج الطاقة الكهربائية موضوع البحث، بدعم وتوجيه من عدة جهات وأهمها معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” الذين كان في الدور الفعال لما توصلوا اليه اليوم حيث ان المنتج قابل للتسويق وفعال وبشكل قابل للتصنيع.
ويضيف:”خلال هذه الأيام سيتم تهجين المنتج مع نظام الطاقة الشمسية والذي تم تركيبه مؤخرا في المعهد وعمل الدراسات على النظامين معا ونشر النتائج لتكون متاحه وتعميم الفائدة للجميع”، مشيرا إلى أن هدفه الارتقاء بمستوى حياة الفلسطينيين، من خلال تقليل كلفة إنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير بيئة خالية من التلوث.
المصدر: فلسطين