عفاف راضي: أعشق التعليم وأعمل على تنمية مهارات الطالبات بطريقة مبتكرة
لم يكن هدفها الحصول على الجوائز بقدر ما كان يحركها عشقها لعملها وطالباتها، أبدعت في عملها وحققت التميز، ونجحت في جعل طالباتها يطمحن نحو الأفضل ويتفوقن. إنها عفاف راضي حاصلة على عدة جوائز في فئة المعلم المتميز ومازالت سائرة على درب التميز حيث تعمل وتنتظر جائزة «فائق التميز».
تخول الجوائز التي يحصل عليها الإنسان المبدع والمجتهد أن يقدم خبراته للآخرين وأن يضعهم أمام تجربته وكيفية وصوله إلى الجائزة التي قدم وعمل الكثير كي يستحقها
من هذا المنطلق تبدي عفاف راضي السيد سعادتها بحصولها على جوائزها مشيرة إلى أنه تم ترشيحها مؤخرا لتقدم خبراتها لكل راغب من المعلمين للتقدم إلى جوائز «التميز التربوي- فئة المعلم المتميز»، حيث أصبحت من خلال تجربتها تدرب المعلمين المرشحين للجوائز، واليوم تنوي ترشيح نفسها للحصول على جائزة «فائق التميز» وتتمنى الحصول عليها، بل تعمل جاهدة من أجل ذلك».
حكاية الجوائز
تروي عفاف حكايتها مع الجوائز، تقول: «أنا معلمة تقنية معلومات بالمدرسة الظبيانية الخاصة- مؤسسة التنمية الأسرية، بدأت التدريس في الإمارات منذ نحو 17 عاما، تخرجت في معهد للكمبيوتر بمصر حين كانت هذه المادة تدرس في المعاهد فقط ولم تكن مادة موجودة في الجامعات حينها، إذ كانت تخصصا جديدا، وبمجرد تقدمي لوظيفة في الإمارات تم قبولي كمعلمة كمبيوتر». تضيف: «بدأت التدريس ولكن لم أتوقف عن الدراسة، حيث دخلت عدة دورات في نفس المجال، وحصلت على شهادة مهندس نظم معلومات ثم بكالوريوس إدارة، ماجستير «أيتي». واليوم أدرس في جامعة القاهرة للحصول على دبلوم عال في مجال التربية».
وعن الجوائز التي تفخر بالحصول عليها، تقول: «حصلت على جائزة الشيخ خليفة- فئة المعلم منذ الدورة الأولى لها، وكنت من الحاصلات عليها في أول دورة لها (2007 و2008)، حيث يتقدم معلمو الدولة بملف الترشيح للجائزة، ثم يحدد موعد للمقابلات الشخصية إن استوفى الملف كل الشروط، وبناء على المقابلة يتقرر من يفوز». تضيف وملامح الاعتزاز بادية على وجهها: «في نفس العام حصلت على جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، فئة المعلم المتميز. والترشيح لهذه الجائزة كان مختلفا بحيث قدمت ملف ترشيحي وجاءت لجنة بعد فحص الملف واستيفائه لكل الشروط جاءت لجنة للمدرسة وحضرت حصة مع الطالبات وراقبت طريقة إلقاء الدرس وكيفية التعامل معهن، ويسألون عن كل كبيرة وصغيرة من خلال طريقة التعامل في المدرسة، والملف يجب أن يتضمن إنجازات في العمل التربوي، الأنشطة خدمة المجتمع والالتزام الأخلاقي تجاه جميع الفئات بنفس المستوى في التعامل».
صناعة التميز
أما عن طريقة التدريس والتعليم التي صنعت لعفاف التميز في عملها ومنحتها التألق، فهي تتمثل بالأنشطة الموازية التي تقدمها بشكل تطوعي للطالبات، تقول: «منذ بداياتي الأولى في التدريس نهجت خططا مختلفة بحيث رأيت أن الطالبات يستجبن أكثر للعملية التعليمية ويستوعبن أكثر عندما تكون هناك أنشطة داخل الفصل، هذه الأنشطة التي تساعد على تنمية المهارات وتزيد من القدرة الفكرية لديهن، وبالتالي كثفت من مجهوداتي التطوعية للارتقاء بالمستوى التعليمي عندهن، وهكذا صنعت خلايا تعليمية وقسمت الفصول لعدة فرق تتنافس على العطاء والإبداع، ومن هذه الخلايا:
«الإعلامية الصغيرة» حيث أعمل شخصيا مع الطالبات من خلال هذا المشروع، ويهدف إلى تنمية المهارات لدى الطالبات بطريقة مبتكرة، عن طريق تنفيذ أنشطة وبرامج مساندة للعملية التعليمية.
وهناك: فريق الإعداد المسرحي وفريق اللقاءات الصحفية. وفريق الجرافيك والديزاين، وفريق المونتاج، والفريق التطوعي وفريق البرلمان الصغير».
تضيف عفاف: «بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل والجاد تدربت خلالها الطالبات وتم تنفيذ البرامج والخطط الموضوعة، حيث خضعن لتدريبات متواصلة وعالية، فبدأت الطالبات يأخذن الريادة وأصبحت بعضهن قياديات لبعض الفرق وأوكلت إليهن مهمة التدريب وتم تفويضهن بالسلطة، وأصبحن مسؤولات عن بعض الفرق وتنفيذ الخطط. فيما اقتصر دوري حينها على توجيه وإرشاد المنخرطات في هذه الدورات (تتراوح أعمارهن بين 11 و15 عاما) وكلهن طالبات متميزات، ولا نفرق بين الجنسيات فكل من ترغب في الانخراط بهذه الأنشطة مرحب بها».
أنشطة متنوعة
ابتكرت عفاف أنشطة ميزت الطالبات ومنحتهن التفوق الدراسي، حيث لوحظ أن الطالبات اللواتي انخرطن في تلك الأنشطة تحسن مستواهن الدراسي وأصبحن أفضل، ومنهن من تفوقت في مجال دراستها وفي الأنشطة التي تمارسها، بحيث هناك طالبات تميزن في مجال التأليف والإخراج المسرحي، بل ظهر فريق مميز، تلقي من خلاله الطالبات محاضرات لزميلاتهن في المدرسة وذلك لتوعيتهن ببعض الظواهر الغريبة والسلوكيات غير المرغوب بها وتزويدهن بأفكار وآراء ينجزونها خلال البحوث، تقول عفاف في ذلك: «يطلق على هذا الفريق « لقاء المحبة» وهن الأقرب إلى مستوى البنات الفكري والعمري، لهذا ينجحن في توصيل كل المعلومات، وأصبحت لديهن قدرة على الإقناع والإرشاد، والنتائج كانت رائعة. وإذا اقتضى الأمر نأتي بخبراء في علم النفس والتوجيه لدعمهن علميا ومعرفيا نفسيا كي يتمكنّ من إقناع زميلاتهن بالحجة والدليل، إضافة لهذه الفرقة هناك فريق تطوعي لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الخدمات لهم».
تميز دراسي
تفيد عفاف راضي وتقول عن الأنشطة الموازية التي تقوم بها بشكل تطوعي لصالح الطالبات: الأنشطة التي تمرست عليها البنات وأصبحن نموذجا يحتذى به في المدرسة وفي باقي المدارس، وأذكر هنا أن هذه الأنشطة وغيرها من الأنشطة الأخرى وكيفما كان نوعها فهي تنمي المهارات الفكرية لدى الطالب وأصبحت في هذه الأيام الأخيرة ضرورة إلى جانب الدراسة، والملاحظ أن الطلبة الذين يكثفون مجهوداتهم في مجال الأنشطة، والمتميزين فيها يكونون متميزين جداً في مجال الدراسة أيضا، وهذا من خلال تجربتي الشخصية، بحيث كل الطالبات المتألقات في الأنشطة أصبحن متميزات في الدراسة، فهذه الاهتمامات تقوي الحس الإدراكي وتزيد من الشعور بالمسؤولية، وتقوي روح التعاون والقيادة، وبالتالي ترغب الطالبة دائما في إعطاء الأحسن فأتمنى أن يعمل الآباء على الانتباه لهذه النقاط بتشجيع أولادهم على الانخراط في بعض الأنشطة التي تساهم في تألق الطالب.
المصدر: أبوظبي