استحق المدرب البرازيلي كارلوس دونجا عن جدارة لقب “قائد ثورة التجديد” في الكرة البرازيلية، وعلى الرغم من أن بعض عشاق السامبا لا يروق لهم كثيراً فلسفة الأداء الجديدة التي تنحاز إلى القوة والانضباط التكتيكي والدفاع الصارم على حساب الأداء الجمالي والاستغراق في الكرة الهجومية، إلا أن دونجا نجح بطريقته الجديدة في تحقيق الكثير من الانتصارات وحصد بطولة كوبا أميركا، وكأس العالم للقارات، وتصدر تصفيات أميركا اللاتينية المؤهلة للمونديال، وها هو يطرق أبواب المجد الكبير ويقترب من منح البرازيل لقباً مونديالياً جديداً. ولم تكن مهمة دونجا سهلة على الإطلاق، فقد واجه الكثير من الضغوط والانتقادات، واتهمه البعض بالتمرد على “الإرث الكروي البرازيلي” بسبب واقعيته الشديدة، واعتماده في حصد البطولات على مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، حيث لا قيمة للأداء الجميل الذي لا يؤدي إلى منصات التتويج، كما واجه دونجا اختبارات جماهيرية وإعلامية قاسية بعد أن قرر استبعاد النجوم الذين توقفوا عن الإبداع وأصبحت علاقتهم بكرة القدم لا تتخطى حدود الماضي الجميل، وعلى رأس هؤلاء النجوم رونالدينيو. وبدأ دونجا بمنتخبه الجديد حملته المونديالية بصورة لم تكن مرضية، فالفوز على كوريا الشمالية القادمة من المجهول لم يكن مقنعاً، والأداء أمام أفيال كوت ديفوار لم يكن مبدعاً، والتعادل مع البرتغال لم يكن نظيفاً عادلاً، إلا أن الانتصار على تشيلي في دور الستة عشر جاء واعداً، حيث يترقب عشاق السامبا أن يكون هذا الانتصار هو البداية الحقيقية للوصول إلى أغلى منصة تتويج في عالم كرة القدم بحلول الحادي عشر من يوليو المقبل. بطاقة كارلوس كايتانو بليدورن فيري الشهير بـ”دونجا” تشير إلى أنه من مواليد 31 أكتوبر 1963 (46 عاماً) وبدأ مسيرته الكروية عام 1980 كلاعب وسط مدافع في صفوف إنترناسيونال البرازيلي، وخاض عدة تجارب احترافية في إيطاليا وألمانيا واليابان خلال الفترة من 1987 حتى 1998، وعاد إلى إنترناسيونال ليعتزل في عام 2000، وطوال هذه المسيرة شارك في 377 مباراة أحرز خلالها 39 هدفاً. دولياً يعد دونجا من أهم نجوم الكرة البرازيلية الذين ساهموا في الحصول على لقب مونديال 1994، وهو من أفضل نجوم مركز لاعب الوسط المدافع في تاريخ كرة القدم .