مستشفى الإمارات الميداني ينتقل إلى محافظة الإسماعيلية بمصر بعد فحص 10 آلاف مريض
القاهرة (الاتحاد) - نقلت مبادرة زايد العطاء، المستشفى الإماراتي المصري الميداني بجمهورية مصر العربية إلى محافظة الإسماعيلية لتكون محطته الرابعة، لتقديم العلاج المجاني للأطفال والمسنين بعد النجاح الكبير الذي حققه في محطاته السابقة في أحياء البساتين وإمبابة وعزبة الهجانة، واستفاد من خدماته التشخيصية والعلاجية والجراحية والوقائية آلاف المرضى المعوزين، الذين خضع عدد منهم لعمليات جراحية ناجحة أجراها فريق طبي إماراتي مصري عالمي يضم نخبة من الأطباء في مختلف التخصصات.
وقدم المستشفى خلال الأسابيع الأربعة الماضية خدماته المجانية لأكثر من 10 آلاف مريض في كل من حيي البساتين وامبابة، وعزبة الهجانة بإشراف أطباء إماراتيين ومصريين، حيث استقبلت العيادات التخصصية للمستشفى الميداني المئات من المرضى يومياً وغالبيتهم من الأطفال ممن يعانون من أمراض في القلب، والتهابات في الجهاز التنفسي والهضمي، فيما تم وضع العشرات من كبار السن المصابين بأمراض قلبية تحت المراقبة لعدة ساعات داخل وحدات وأقسام المستشفى الميداني لحين استقرار حالتهم بعد تلقيهم الدواء.
ويتم تشغيل المستشفى تحت إشراف مبادرة زايد العطاء، وبالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، وبشراكة مع نقابة أطباء مصر والجمعية المصرية للعمل التطوعي، وبالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية في نموذج مميز للعمل التطوعي والمجتمعي المشترك.
ويشرف على المستشفى فريق طبي وجراحي برئاسة جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري، وجراح القلب المصري البروفيسور مرسي أمين إلى جانب أطباء وجراحين من أميركا وكندا وهولندا.
وأكدت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تحرص على تبني المبادرات الإنسانية، وتعمل على تسخير كافة الإمكانات للتخفيف من معاناه الأطفال والمسنين في مختلف دول العالم من خلال رعايتها المستمرة لحملة العطاء الإنسانية، والتي قدمت نموذجاً مميزاً للعمل الإنساني الطبي.
وأضافت السويدي أن أبناء الإمارات وبدعم من القيادة الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتسابقون إلى إغاثة الفئات المعوزة، خاصة الأطفال والمسنين في مختلف دول العالم، مشيرة إلى أن نجاح فريق المستشفى الميداني في أداء مهامه يؤكد أهمية وجوده بفضل تزويده بأحدث المعدات والأجهزة الطبية التي تؤهله لإجراء وتنفيذ جميع البرامج العلاجية على درجة عالية من الكفاءة وبما يسهم في إعادة البسمة لوجوه المرضى.
من جهته، اكد خديم الدرعي رئيس فريق العمل المشرف على المستشفى الإماراتي المتنقل أن برنامج تشغيل المستشفى الميداني في مصر يتضمن عدة محطات ينتقل خلالها إلى مختلف المحافظات والأحياء السكنية لتوفير البرامج التشخيصية والعلاجية للمرضى المعوزين.
وقال، إن نجاح خطة تشغيل المستشفى في حي البساتين وإمبابة وحاليا في الإسماعيلية شجع على نقل المستشفى إلى مناطق، ومحافظات مصرية أخرى، لإتاحة المجال أمام اكبر عدد من المرضى المعوزين للاستفادة من الخدمات المجانية التشخيصية والعلاجية التي يوفرها من قبل فريق طبي على مستوى عال من الكفاءة والخبرة.
وأشار إلى أن تشغيل المستشفى في كل محطة يستغرق أسبوعا يتم خلاله استقبال المرضى والمراجعين واجراء الفحوص وتقديم البرامج العلاجية إلى جانب تسيير عيادات متحركة في مختلف المناطق السكنية تسهيلا على المرضى المحتاجين، مشيدا بتعاون مختلف الجهات المعنية في مصر ما أسهم في إنجاح برامج المستشفى.
وكشف جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء أن إدارة المستشفى تلقت العديد من الطلبات من مختلف المحافظات المصرية والمناطق لنقل المستشفى الإماراتي المتنقل إليها بعد الإشادة التي لقيها بفضل الخدمات المجانية التي يقدمها.
وأكد الشامري انه سيتم تحريك المستشفى إلى مختلف المناطق خلال المرحلة المقبلة وفق الأوليات وبعد التشاور مع الشركاء كنقابة أطباء مصر والجمعية المصرية للعمل التطوعي، وبالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية التي تساعد في تحديد المناطق الأكثر حاجة إلى خدمات المستشفى المتنقل.
وأضاف الدكتور الشامري أن عمل الفريق الطبي الجراحي، يأتي في إطار مبادرة حملة العطاء لعلاج مليون طفل ومسن والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم، والتي أطلقت برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وبمبادرة من المجموعة الإماراتية العالمية للقلب، بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لتقديم خدمات مجانية للمرضى المعوزين من الأطفال وكبار السن.
وأوضح أن حملة العطاء لعلاج مليون طفل ومسن معوز قدمت خدماتها العلاجية الصحية لأكثر من 995 ألف طفل ومسن وأجرت ما يزيد على 2300 ألف عملية قلب في العديد من الدول انطلاقا من الإمارات، ثم السودان والمغرب وكينيا واندونيسيا وهايتي والصومال والبوسنة وتنزانيا والأردن ولبنان وحاليا في مصر.
وقال هادي المنصوري عضو فريق المستشفى الإماراتي المصري الميداني، إن دولة الإمارات تحرص على تبني المبادرات الإنسانية خاصة في المجالات الصحية، مشيراً إلى أن مبادرة زايد العطاء قدمت للبشرية نموذجا متميزا للعمل الإنساني من خلال تحريك مستشفيات ميدانية إلى مناطق عديدة في مختلف دول العالم بمشاركة نخبة من كبار الأطباء وباستخدام مستشفيات ميدانية مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الطبية. وأكد المنصوري أن الفريق العلاجي في المستشفى الإماراتي المصري الميداني المتواجد في مصر يستقبل المئات من الحالات المرضية يوميا ويتعامل مع الحالات الصعبة للأطفال والتي تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أشهر وسنتين، إضافة إلى المسنين الذين يعانون من أمراض قلبية ومضاعفاتها مما يتطلب إعطاءهم العلاج الدوائي.
وقال جراح القلب المصري البروفيسور مرسي أمين رئيس مركز القلب في مستشفى جامعة قناه السويس، إنه تم دعم المهام الإنسانية للمستشفى الإماراتي المصري الميداني بكوادر بشرية وتجهيزات طبية مشيدا بدعم الجهات المعنية المصرية التي سخرت جميع الإمكانيات لإنجاح المهام الإنسانية للمستشفى الميداني، موضحا أن المستشفى يضم فريقا تشخيصيا وعلاجيا ووقائيا وتدريبيا، حيث يتكون كل فريق من أربعة من الأطباء والفنيين والإداريين ويتولى الفريق التشخيصي فرز الحالات وتشخيصها بدقة، ثم تحويلها إلى الفريق العلاجي الذي يتولى تحديد البرنامج العلاجي لكل حالة، والإشراف على علاج الحالات، بينما يتولى الفريق الوقائي توعية المترددين على المستشفى وتعريفهم بمواعيد أخذ الأدوية وتعريفهم بالأمراض التي يعانون منها في الوقت ذاته يعمل الفريق التدريبي على تدريب كوادر طبية وفنية إفريقية على كيفية التعامل مع حالات سوء التغذية ونوعية الإسعافات العاجلة التي يحتاجون إليها.
إشادة بمتطوعي الإمارات ومصر
القاهرة (الاتحاد) - توجه المهندس تامر وجيه رئيس الجمعية المصرية للعمل التطوعي بالشكر إلى القائمين على المستشفى الإماراتي المصري لدوره الهام في علاج الأطفال والمسنين المعوزين، مؤكدا أن هذا ليس بجديد على الإمارات التي تعتبر من الدول السباقة عالميا في تقديم كافة العون والمساعدة للمحتاجين والتخفيف من معاناتهم.
وثمن الدور الريادي للمتطوعين من شباب الإمارات ومصر الذين ساهموا في جميع الفعاليات والبرامج المجتمعية، مشيرا إلى انه سيتم في المرحلة المقبلة تأهيل المزيد من الكوادر البشرية لتمكينهم من المشاركة الفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ولتسهيل مشاركتها في المهام التطوعية والإنسانية في إطار برنامج الإمارات للتطوع الاجتماعي «تطوع».