أئمة المساجد يدعون إلى اغتنام العشر الأواخر من رمضان
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس المسلمين إلى اغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك التي ''تكثر فيها البركات وتتضاعف الحسنات وتتنزل الرحمات'' عبر تلاوة القرآن ودفع الصدقات والإنفاق، وإلى الاجتهاد في إزالة الموانع التي تمنع رفع العمل الصالح، تأسّياً بسيِد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يعظم هذه الأيام ويعرف قدرها صلى الله عليه وسلم·
وقال أئمة المساجد في خطبة الجمعة الموحدة أمس إن الله تعالى شرّف المسلمين بشهر عظيم تتطهر فيه النفوس، ويتقربون فيه إليه عز وجل بأنواع كثيرة من الطاعات والقربات، لينالوا بذلك أعلى الدرجات ويفوزوا بالجنات·
وأضافوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشمّر عن ساعد الجدَّ، كما وصفته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر· وتصفه كذلك فتقول رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره·
وأشاروا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال منها إحياء الليل بالقيام والدعاء وتلاوة القرآن· ولفتوا إلى أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مرتلة ''لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ''·
وقال الخطباء إن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، ''فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وكان جبريل يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن·
وأردف الخطباء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله للصلاة في الليل، وعن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة·
وأكد الخطباء أن في هذه الأعمال تعليماً للمسلم بأن يكون حريصاً على أهله ويحب الخير لهم ويحثهم على القيام معه ليفوزوا بالأجر الكبير والفضل العظيم في إحياء هذه الليالي العظيمة·
وقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغّب في قيام رمضان مع الإمام فقال: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة''·
ولفت الخطباء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجود وينفق، لأن أجر الصدقة مضاعف، وقالوا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة·
وحثوا المسلمين على الفوز بكل خيرات هذا الشهر واغتنام هذه الأيام العظيمة بما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه·
وقال الخطباء: شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار· مضى منه الكثير ولم يبق منه إلا القليل· فلنبادر إلى اغتنام هذه الأيام المباركة، لأن فيها ليلة مباركة، وهي ليلة القدر التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتحراها في العشر الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان·
ونبّه الخطباء بأنه لا ينبغي أن يؤثر قيام الليل على العمل والوظيفة، ودعوا إلى الاجتهاد في إزالة الموانع التي تمنع رفع العمل الصالح إلى الله عز وجل كعقوق الوالدين وقطع الأرحام والإساءة إلى الجوار والشحناء والبغضاء·
كما دعوا إلى الإكثار من الصدقة وإطعام الصائمين وإلى الدعاء والإكثار منه، على اعتبار أن دعاء الصائم في رمضان مستجاب، وقال الله سبحانه وتعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصائم لا ترد دعوته·
المصدر: أبوظبي