إبراهيم سليم (أبوظبي)

أعرب خالد الحوسني والد الطالب أحمد الحوسني الذي استقبله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن سعادته البالغة بما حققه ابنه «أحمد» والذي واجه تحديات صعبة منذ البداية، حيث خرج إلى ثقافة أو ثقافات تختلف عن بيئته وثقافته، ولغة غير لغته، إلا أنه كان مجداً في تلقيه التعليم، وتولت أخته المهندسة آمنة متابعته في الدراسة ومع معلميه والتواصل بشكل عام، وتذليل الصعوبات التي تواجهه، وكانت المحفز والموجه له.
وتابع الحوسني أنه بعد أن رأى ثمار ما حققه «أحمد» أرسل أخاه «وليد» إلى نفس المدرسة، وهو الآن سيلتحق بالصف الثامن، لافتاً إلى أن أحمد هو قبل الأخير بين أبنائه السبعة (ثلاث إناث و4 ذكور) ما بين مهندس وطبيب، لافتاً إلى أنهم «ثمرة جهدي طوال عمري، حيث اتبعت وصية الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي دعا أبناءه المواطنين إلى التوجه إلى التعليم واستثمار الأبناء فيه».
وقال: لما بلغ أحمد الرابعة سمعت بوجود مسابقة في منطقة أبوظبي التعليمية في ذلك الوقت، وأخذت أحمد وتوجهت إلى هناك وأجريت المقابلة، وأبلغوني بقبوله في المنهج الألماني وكنت قد سجلته في روضة حكومية قبل ذلك، وفوجئت بإبلاغهم لي بأن أحمد هو الأول بين المتقدمين، وتميز خلال تلك الفترة بالمثابرة، وكلما أحسسنا بمعاناته من شيء كنا نحفزه وخاصة من قبل أخته آمنة، ونتابع تفوقه في دراسته.
وقال: إن أحمد لم يستمتع بإجازته كغيره من الشباب حيث كان يستغل وقت الصيف في تطوير لغته بالالتحاق بمعهد لتعلم اللغة الألمانية، حتى أجادها بطلاقة، وهي التي ساعدته لأن يكون الأول بين أقرانه.
وأشار إلى أن من الفوائد التي ترتبت على دراسة المنهج الألماني، أن ارتبط أحمد بعلاقات مع أشخاص من جنسيات مختلفة وخصوصاً الألمان، حتى نحن كأسرته ارتبطنا بذات العلاقة وتعرفنا على ثقافات أخرى لم تكن تتاح لولا هذا البرنامج، الذي وجه به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعلى سبيل المثال تلقيت أمس اتصالاً هاتفياً من أسرة ألمانية جاء ابنها إلينا ضمن التبادل الثقافي بين الطلبة وأسرهم، اتصل الأب والابن بعد علمهم بمقابلة سموه لأحمد، وقدموا التهنئة لنا، مشيراً إلى أن هذا الشاب الألماني ارتبط بالثقافة الإماراتية وتعرف إلى عاداتنا وتقاليدنا، وهو ما فعله ابنه أحمد أيضاً حيث قضى ثلاثة أسابيع مع أسرة ألمانية، وأصبحت هناك علاقات إنسانية واجتماعية تربطنا، وهذه من أهم الفوائد العامة المتحصلة من المشروع.

شعور بالفخر
وقال خالد الحوسني: شعرت بالفخر وأنا أصافح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واغرورقت عيناي عندما رأيت سموه يحتضن أحمد حضناً أبوياً، وكانت السعادة مرسومة على محياه، وهو بصدق أب لكل المواطنين، وهو الموجه والقائد والملهم لكل أبناء الإمارات، ولا نقول إلا شكراً محمد بن زايد، على ما قدمته وما تقدمه لأبنائك، فسموه مصدر فخرنا وعزنا، ولا أستطيع وصف شعوري، وأنا فخور بما حققه نجلي، والذي سيواصل دراسته ليرد الجميل لوطنه، وليكون مشرفاً لوطنه، مؤكداً أن هذه الزيارة والمقابلة لن تمحى من الذاكرة، ويتوجب أن تكون المحفز، لافتاً إلى أن كلمات سموه له نبراس يضيء أمامه الطريق ويهتدي به، لأن سموه الأب الناصح والراعي لكل أبناء الإمارات.
وقال الطالب أحمد الحوسني، شرف لنا أن ألتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإحساس لا يمكن وصفه في كلمات، وشعور بالفخر، مؤكداً أن سموه مصدر إلهام لي ولكل المواطنين، ويبعث الأمل في قلوبنا، معبراً عن شكره لسموه الذي كان سبباً في إتاحة الفرصة للدراسة للمنهج الألماني والتعرف على ثقافات أخرى، لافتاً إلى أن المنهج الألماني مختلف عن بقية المناهج، موضحاً أن شهادة «الأبيتور» تماثل الحصول على شهادة ثانوية بالنظام البريطاني، حيث يدرس الحاصلون عليها 4 مواد، في حين أن «الأبيتور» تتضمن 12 مادة تشمل الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من مواد علمية وأدبية، وهي تخول الدراسة في معظم دول العالم في أي تخصص.

الأعلى بمرحلة الثانوية عالمياً
ويعد الطالب الإماراتي أحمد الحوسني الذي التحق بالمدرسة منذ عام 2006 بمرحلة الروضة، وبعدها أتقن اللغة الألمانية، أول مواطن إماراتي يجتاز اختبارات (الأبيتور)، وهي الشهادة الأعلى في مرحلة الثانوية على مستوى العالم، حيث إنها تشمل مناهج عدة، تعتمد على التفكير النقدي والتحليل والابتكار، وهذه الشهادة تمكنه من الدراسة في الجامعات الألمانية وكبريات الجامعات العالمية الأخرى.
وحول رحلته مع التفوق العلمي قال أحمد الحوسني: واجهت بعض الصعوبات المتعلقة باللغة، تغلبت عليها بدورات تعليمية ودروس تقوية عقب الدراسة، وكنت أدرس 10 ساعات يومياً خلال الأسبوع بخلاف الدراسة المنزلية، معبراً عن شكره لوالديه وإخوته على دعمهم طوال الفترة الماضية.
وقال: أنصح بتعلم اللغة الألمانية والدراسة بها، حيث إنها أتاحت لي الفرصة للتعرف على ثقافات أخرى.
وأشار الحوسني إلى أنه بدأ دراسة اللغة الألمانية من الصف الأول، وبالنسبة للمواد العلمية فقد بدأ دراستها من الصف الخامس باللغة الألمانية وحتى الصف التاسع، ومن الصف العاشر تم دمج اللغة الإنجليزية، وبالتالي حصل على اللغتين الألمانية والإنجليزية، إضافة إلى اللغة العربية (الأم)، ولفت إلى أنه يطمح إلى دراسة الهندسة، لخدمة الوطن في هذا المجال. وأكد عدد من القيادات التربوية والخبراء في التعليم أن القيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً للتعليم وتقوم بتوفير الإمكانات لتطوره ومنح أبناء الوطن كل ما يتطلبه التفوق العلمي، إيماناً منها بأن الاستثمار الأمثل يكمن في العنصر البشري باعتباره حجر الزاوية في التنمية وبناء منظومة التطوير، لافتين إلى أن التنوع الثقافي في المجتمع يثري العملية التعليمية.

سارة مسلم: التعليم أولوية قيادتنا
أكدت معالي سارة مسلم رئيس دائرة التعليم والمعرفة، أن التعليم والتطوير المعرفي لأبناء الوطن، يحظى بأولوية وعناية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يحرص سموه على توفير كل المقومات والإمكانيات من أجل استمرار نهضة الوطن وخلق جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، بتوفير الممكنات التي تضمن تحقيق التقدم والازدهار لدولة الإمارات. وقالت معاليها: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يولي التعليم أولوية كبرى، ويؤمن بأن الاستثمار الأمثل يكون في العنصر البشري، الذي يحظى باهتمام واسع، باعتباره حجر الزاوية في بناء منظومة التطوير في إمارة أبوظبي، لتكون قادرة على تعزيز القدرة التنافسية العالمية للإمارة. ولا يخفى على أحد جهود سموه في النواحي التعليمية وغيرها من النواحي، وسعيه الدائم إلى ترسيخ ثقافة التبادل الحضاري بين الثقافات المختلفة والانفتاح على الثقافات الأخرى، وأخذ ما يتناسب منها مع العادات والتقاليد الإماراتية.

محمد الظاهري: تشجيع محمد بن زايد سر تفوق طلبتنا
أكد محمد سالم الظاهري، مستشار معالي رئيس دائرة التعليم والمعرفة، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لديه رؤية استشرافية للمستقبل والانفتاح على الثقافات الأخرى، خاصة أن التنوع الثقافي الذي يشهده مجتمع الإمارات يثري العملية التعليمية، ويزيد من فرص الطلاب للتعرف إلى مختلف الثقافات، ما يساهم في توسيع مداركهم، ومنحهم العديد من المهارات التي تؤدي إلى تفوقهم في مراحل الدراسات الجامعية. وتبنى سموه العديد من البرامج في هذا الشأن، وهيأ المناخ الملائم لتحقيق الأهداف التي تحقق النتائج المرجوة والذي بدأت تظهر ملامحه في مجموعة من خريجي تلك المدارس، ومن بينها ما حققه الطالب أحمد الحوسني الذي استقبله سموه بعد حصوله على شهادة «الأبيتور» الألمانية الأعلى في مرحلة الثانوية على مستوى العالم. وأشار إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2005 بتبني «المشروع التربوي للتبادل الثقافي»، والذي يستهدف تعليم مجموعة من الطلاب الإماراتيين في المدارس الأجنبية المختلفة في إمارة أبوظبي، ومن بين ما تضمنه المشروع «المدرسة الألمانية»، والتي تولت تعليمهم من مرحلة رياض الأطفال وحتى تخرجهم منها، وذلك تعزيزاً لسياسة الانفتاح على الثقافات الأخرى وتشجيعاً للتواصل الحضاري بين الشعوب والأمم وإثراءً للتجربة التربوية الإماراتية. وقال: إن تلك التوجيهات تعكس قناعة صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، بأهمية التنوع التعليمي وتوثيق الربط بين العملية التعليمية والحاجات التنموية وحتمية الانفتاح الواعي على الثقافات الأخرى بما يعزز قدرة المجتمع الإماراتي على التفاعل الإيجابي مع المجتمع الدولي، إضافة إلى تهيئة البيئة المبدعة اللازمة، حيث تم تشكيل فريق عمل تابع المشروع وتخصيص مبنى جديد للمدرسة الألمانية واستقطاب الطلبة المواطنين لمد جسور التبادل الحضاري، وأصبح الطالب يمثل نموذجاً عصرياً يحقق رؤية سموه، وتوسعت المدارس الألمانية من مدرسة واحدة إلى ثلاث مدارس بأبوظبي، ودبي، والشارقة.