بان كي مون: جوبا تنتهك سيادة السودان
سناء شاهين، وكالات (نيويورك، الخرطوم)- قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، إن استيلاء جنوب السودان على حقل هجليج النفطي في السودان كان “عملاً غير مشروع”، ودعا البلدين لوقف القتال. وقال بان للصحفيين “أدعو جنوب السودان لسحب قواته فوراً من هجليج. هذا انتهاك لسيادة السودان، وعمل غير مشروع بشكل واضح.. أدعو أيضاً حكومة السودان للوقف الفوري لقصف أراضي جنوب السودان، وسحب قواتها من الأراضي المتنازع عليها”.
من جانب آخر توعد الرئيس السوداني عمر البشير جيش جنوب السودان الذي يحتل هجليج بقبرهم في أراضي هجليج مؤكدا أن بلاده ستنتزع أراضيها بالقوة ولن تتنازل عن شبر منها.
وقال أمس مخاطبا لقاء “النصرة والاستنفار” بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان إن هجليج ستكون مقبرة للغزاة. وأضاف في كلمة ألقاها مرتديا الزي العسكري وهو يرقص ويلوح بعصاه “إن من يمد يده على السودان ستقطع”.
واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودولاً غربية بدعم حكومة جنوب السودان في عدوانها على الأراضي السودانية. وأشار إلى أن حكومته عندما لجأت إلى السلام مع الجنوب لم تكن في موقف ضعف أو هزيمة. وأكد الرئيس السوداني أن بلاده ضربت مثلا يحتذى به في الحرص على تحقيق السلام، عندما وقعت اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا مع الحركة الشعبية وقبلت نتائج الاستفتاء الذي أفضى إلى انفصال الجنوب، وقال:”مددنا حبل السلام والوحدة معهم لكنهم أرادوا الحرب ونحن لها”.
واكد البشير أن الاعتداء على “هجليج” بعث في الشعب السوداني روح الجهاد وأثار الشوق للحاق بالشهداء واستعرض أمجاد الجيش السوداني وانتصاراته الباهرة مؤكدا قدرته على حفظ أمن البلاد واسترداد هجليج. وقال “سنعاقب حكومة الجنوب “التي أسماها بـ “الحشرة الشعبية” عبر كتائب المجاهدين محذرا الحركة الشعبية الحاكمة من تخريب أنابيب النفط.
وثمن البشير جهود بلاده في تحقيق السلام عبر اتفاق نيفاشا وإجراء الاستفتاء وقبول نتائجه التي أفضت إلى الانفصال، وأضاف: “أعطيناهم دولة كاملة بمواردها ونفطها” .
وقال البشير نحمد الله كثيراً ان هجليج كانت في كردفان التي لها تاريخها البطولي وأنها ستكون شيكان الثانية، كما نحمد الله أن هذه الأحداث أيقظتنا من نومنا وأيقظت فينا روح الجهاد.
وأشار البشير في ختام خطابه إلى أنه لا أميركا ولا مجلس الأمن سيعاقبون حكومة الجنوب على هذه الاعتداءات، بل ستعاقبهم قواتنا المسلحة وقوات الدفاع الشعبي والمجاهدون مبيناً أن هجليج ستكون الدرس الأخير للحركة الشعبية لفهم الدرس وتراجع حساباتها فإن لم تفعل سيفهمون بالقوة والميدان يفصل بيننا وبينهم. وأعلن 2300 مجاهد من ولاية شمال كردفان أمس مبايعتهم للرئيس السوداني عمر البشير، ضمن “ألوية الردع” المتوجهة لولاية جنوب كردفان.
وبث خطاب البشير الحماس في أوساط الشباب ورفع من الروح القتالية في صفوف المجندين من أبناء شمال كردفان وآلاف الشباب الذين تابعوا خطابه عبر أجهزة الإعلام.
من جهة أخرى، ترأس الرئيس عمر البشير في الأبيض امس اجتماع مجلس الوزراء السوداني، وناقشت الجلسة باستفاضة تداعيات عدوان دولة الجنوب على منطقة “هجليج” وترتيبات حشد المجاهدين ضمن برنامج -النفرة العامة- لردع المعتدين.
وكان الرئيس السوداني رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم أكد مساء أمس الأول أن إصرار الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب على تنفيذ أجندة خارجية لا مصلحة لأهل الجنوب فيها، يحتم على السودان أن يعمل على مواجهة تحدي دولة الجنوب بإسقاط الحكومة في جوبا بالعمل من أجل تحرير المواطن الجنوبي من الحركة الشعبية.
وأشار البشير لدى مخاطبته نفرة النصرة والاستنفار التي نظمتها أمانة الشباب الاتحادية بالمركز العام للحزب “التخلص من نظام الحركة الشعبية الحاكم في الجنوب يمثل للسودان وحكومته مسؤولية أخلاقية باعتبار أن اتفاق السلام هو ما مكنهم من ذلك”. وأضاف “ساهمنا في تمكين الحركة الشعبية في الجنوب ولذلك نحن مسؤولون أمام شعبنا في الجنوب عن أن نصحح ما ارتكبناه من خطأ” بحسب وكالة الانباء السودانية (سونا).
واكد جاهزية الشباب وكل اهل السودان وبشر الشعب السوداني بأنه سيسمع أنباء سارة حيث “تقف القوات المسلحة والمجاهدون الآن على مشارف هجليج”. وأضاف “نقول لهم العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص والبادئ اظلم”، مشيرا إلى أن “هجليج ستكون توريب الثانية لأنهم لا وفاء لهم وطبعهم الغدر”.
واعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن التهديدات، ودعت إلى وقف فوري للقتال. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحفيين عند سؤاله عن تصريحات البشير “نظرا لتصاعد العنف في الأسابيع القليلة الماضية، ونظرا للتصريحات التي تطلق، فنحن قلقون للغاية”.
وجدد دعوات بلاده إلى جنوب السودان للانسحاب من هجليج. وجاءت تصريحات البشير في نفس الوقت الذي سيزور فيه المبعوث الأميركي الخاص برنستون ليمان الخرطوم لتهدئة التوترات.
وقال تونر إن ليمان سيلتقي في الخرطوم مسؤولين سودانيين بعد أن زار جنوب السودان والتقى رئيسها سيلفا كير. وانتقدت أطراف دولية من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي احتلال هجليج، كما نددت بالغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على جارها الجنوبي. والثلاثاء ناقش مجلس الأمن الدولي إمكانية فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان.